أخبارالآن | إربد – الأردن (دانية المعايطة)
سنعود يوما ..سلسلة تقارير نبثها في أخبار الان تروي قصة امل لمجموعة من اللاجئين السوريين الذي تركوا الارض والمنزل والاحبة وهاجروا بعيدا عن ديارهم الا ان العودة لم تفارق احلامهم, واحتضان الارض التي ولدوا وكبروا عليها لم يغب يوما عن تفكيرهم وسيرة حياتهم.. شابو ولَم تشب احلامهم بالعودة … نبدأ مع قصة اللاجئة أم منذر التي تعدت العقد السابع من العمر ربما تُشابِه البعض لكن لتفاصيل قصتها وآمالها بالعودة ولقاء ابناءها وخصوصآ المفقود بالحرب منهم رونق مختلف.
سبعة اعوام بعد العقد السابع هو عمر تلك المرأة السورية التي هاجرت من موطنها بعد هذا العمر الطويل الذي عاشته في كنف الأهل وعلى تراب الوطن… لكن الحرب الشعواء قتلت في قلبها الفرح لتجد نفسها وحيدة هنا في مخيم الزعتري بين جدران كرفانها الذي تملؤه وحشة الوحدة وأنين الغربة…
أم منذر / لاجئة سورية
تشردنا وتشتتنا كل شخص في مكان كل واحد في بلاد ما حدا عم بشوف حدا ما حدا عم يطمن على حدا البعض انتقل الى دول خارجية والبعض في لبنان والبعض هنا ,, الغربة مرة امر من الحنظل بنبلع الحنظل بس الغربة ما عم نقدر نبلعها والله يا بنتي )
شوقها لتلك الأراضي البعيدة جغرافياً والقريبة في قلبها لا يصل إلى حد … فأم منذر ما انفكت ان جلست مع احد تتحدث عن سوريا ومن على أرضها … فأبناءها لا زالوا مرابطين هناك …. اما تراب سوريا فله مكانة في قلبها …. كيف لا وفيه مرقد ابنها الذي فقدته في الحرب…
مقابلة أم منذر / لاجئة سورية
أخرج زوجته وأطفاله وعاد ليأخذ أغراضهم ,ضربه القناص في رقبته وقلبه لا أستطيع أن أصف جماله ,, خليها على الله يا بنتي )
طعنات الحرب والهجرة لم تزد ام منذر إلا قوة فتحدت الواقع مؤمنة أن هذا الوقت خارج الوطن هو ليس وقت فراغ عبثي … فاستثمرته في تعلم القراءة والكتابة بعد ان كانت امية … علها تقتل ساعات انتظار العودة بسيف العلم.
مقابلة أم منذر / لاجئة سورية
أنا بحب العلم للممات حتى أموت سأبقى أتعلم , أقرا لوحدي لا أحد يعلمني أتهجد أما بدل ما استمر في القراءة أسبوع أو شهر أاستمر في القراءة شهرين أو ثلاثة والحمدالله ما زلت مستمرة على هذا النهج )
هي ليست كغيرها ممن ينتظرون انفراجاً هناك في الوطن حتى تعود لتقبل ذرات الرمل التي امتزجت بدماء ابنها …. بل هي عازمة على العودة حتى في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها سوريا … كلماتها علقت في ذاكرتنا عندما قالت لنا "الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلّا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم"
لا اختلاف ولا جدال على أنّ من يملك عزيمة وإرادة هذه السيدة المسنّة قادر على التأثير بكل من حوله فهي …..مدرسة لسكان المخيم فصولها العودة لا محاله.
اقرأ أيضا:
مجلس الأمن يبحث استخدام الكيماوي في سوريا