أخبار الآن | الزبداني – سوريا (عبد الوهاب أحمد)
لم يعد للوقت أي قيمة هنا لأننا لم نعد نشعر بالزمن، فاليوم كالساعة والشهر كالأسبوع، نعيش لنأكل لا نأكل لنعيش، أصبحنا من هول ما نعانيه نتكلم مع أنفسنا فنضحك ونبكي معها، نسينا كيف هي الحياة وكيف يعيش الآخرون خارج حدود الحصار، هكذا وصف أبو نضال الرجل الحياة في منطقة الزبداني المحاصرة من ميليشيا حزب الله اللبناني.
أبو نضال ابن مدينة الزبداني يبلغ من العمر 53 عاما هو اب لثلاثة شبان يعيش كل واحد منهم في منطقة مختلفة تفصل بينهم حواجز نظام الأسد، بقي أبو نضال في الزبداني برفقة ١٥٩ شاباً من أبنائها يقول أبو نضال لموقع أخبار الآن : " أصبحت أكبر همومنا اليوم محصورة في ماذا سنأكل وماذا سنشرب وكيف سنتدفأ وأين سنختبئ من القصف، عندما أخلد للنوم تروادني الذكريات دفعة واحدة لتساهرني طوال الليل في التفكير بما حل بنا وبأولادي بوالداي اللذان وصلا الى التسعين من عمرهم ولم أراهم منذ عامان ولا يكاد يفصلني عنهم سوا 200 متر ".
يتابع أبو نضال حديثه " من أصل 40 ألف نسمة لم يبقى منهم داخل المدينة قبل أن يشن النظام وميليشيات حزب الله حملته العسكرية عليها بتاريخ 15/06/2015 لم يبقى سوا 1700 شخص، هم فقط من قاوموا الحملة العسكرية لأكثر من شهرين ونصف استشهد منهم أكثر من 200 شخص ليبقى 1500 مع دخول اتفاق المدن الأربعة حيز التنفيذ بتاريخ 23/09/2015 وبدأوا المغادرة بشكل تدريجي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية والحصار الخانق المفروض من قبل ميليشيات حزب الله فقد حوصرنا بحي صغير لا تتجاوز مساحته 1 كم مربع ".
يضيف ابو نضال : " يعيش المحاصرون الذين رفضوا مغادرة مدينتهم أوضاعاً أنسانيةً صعبة للغاية حيث يقوم قناص من حزب الله اللبناني بإستهداف من بقي كما تقوم حواجز ميليشيا حزب الله اللبناني بإستهداف الحي بين حين وأخر، ويؤكد أبو نضال أنهم يعيشون على المساعدات المقمدة من الأمم المتحدة التي تدخل كل ثلاث أشهر ولا تكف شهر ونصف، وفي أغلب الأحيان تمنع ميليشيات حزب الله دخول أصناف من المواد الغذائية المهمة منها الزيوت أو اللحوم المعلبة، أو تقوم هذه الميليشيا بخلط الروث وقطع الزجاج مع الاصناف الرئيسية كالبرغل والارز كما حصل في المساعدات التي دخلت بتاريخ 2016/08/15 ".
يشعر ابو نضال و رفاقه بغصة في قلوبهم مع كل مرة تدخل فيها شاحنات المساعدات الإنسانية إلى المدينة، فبعد أن كانت الزبداني وسهلها تصدر محاصيلها الزراعية لكامل سوريا أصبح أبنائها اليوم ينتظرون وصول القليل من الطعام والسلل الغذائية كل ثلاثة أشهر هذا إن وصلت ".
يعتمد ابو نضال و بقية المحاصرين داخل مدينة الزبداني هذا الشتاء في موضوع التدفئة على أثاث المنازل المهدمة، حيث يقومومون برفع أنقاض منازلهم ليسحبوا ما توفر من خزن وابواب خشبية وملابس او بطانيات ليتتدفؤوا عليها، و هنا تشتعل الذكريات في مخيلتهم لتشعل معها نار الشوق للأهل و الأبناء و الاصدقاء.
يأمل ابو نضال ورفاقه ان يستطيعوا الحفاظ على مدينتهم مانعين آخر حارة من السقوط بيد نظام الأسد وميليشيات حزب الله حتى وان دفنوا فيها، بحسب قوله ويضيف أبو نضال القد عانينا وكابدنا كثيراً على مدار ستة أعوام كل ذلك يهون مقابل بقاء المدينة لأهلها الذين سيعودون إليها يوما ما ليبنوها كما كانت جميلة نحن نعيش لأجل ذلك فقط ".
اقرأ أيضا:
طبيب سوري: خضعت لـ27 عملا جراحيا لأنقذ ضحايا الأسد