أخبار الآن | ريف الرقة – سوريا – ( جمال بالي )
تستمر المرحلة الثانية من حملة غضب الفرات التي اطلقتها قوات سوريا الديمقراطية لتحرير سد الفرات من داعش، وهو آخر معبر يربط شرق الفرات بغربه. آخر انجازات القوات الديمقراطية في هذه المرحلة تمثلت بتحرير قلعة جعبر التاريخية ذات الموقع الاستراتيجي والتي كان يتحصن بها التنظيم ويتخذها موقعا لتدريب مقاتليه.
هذهِ هي الطريقُ الوحيدةُ التي تربطُ قلعةَ جعبر باليابسة، إذ تتوسطُ القلعةُ الواقعةُ في ريفِ الرقة، بحيرةَ الأسدْ وهي كبرى البحيراتِ في سوريا.
في هذهِ القلعةِ ذاتِ الاسوارِ المنيعةْ كانَ يتحصنُ مسلحو تنظيمِ داعش منذُ قرابةِ ثلاثِ سنوات، وبعدَ انطلاقِ المرحلةِ الثانيةِ من حملةِ غضبِ الفرات تقدمتْ قواتُ سوريا الديمقراطية باتجاهِ قلعةِ جعبر وتمكنتْ من اختراقِها بعدَ معاركَ شرسةٍ مع مسلحي التنظيم.
جوان رقة مقاتل في قوات سوريا الديمقراطية قال "اقتحمنا القلعة وحررناها، إذ كانت تعتبر موقعا استراتيجيا وعسكريا لتنظيم داعش، وخلال عملية الاقتحام قتلنا خمسة عشر منهم، اما الآن نحن ماضون باتجاه سد الثورة والطبقة ثم الرقة ونقول للمدنيين الذين يرزحون تحت احتلال داعش ان تحرير الرقة قاب قوسين او ادنى ".
بعدَ تحريرِ القلعةِ باتتْ قواتُ سوريا الديمقراطية على بعدِ ثلاث ِكيلومتراتٍ من سدِ الفراتِ الاستراتيجي، ومن أعلى القلعةِ باتَ بإمكانِ القواتِ الديمقراطيةِ قطعَ الطريقِ الواصلةِ بينَ ضفتي نهرِ الفراتِ نارياً، حيثُ أصبحَ السدُ في مرمى نيرانِها.
اتخذَ التنظيمُ القلعةَ معسكرًا لتدريبِ مقاتليهِ ذلكَ فضلاً عن تحويلِها إلى مخزنٍ لأسلحتِهِ متجاهلاً قيمتَها التاريخية.
ماني عكيد قائد ميداني في قوات سوريا الديمقراطية قال "انظرو إلى هذه الإشارات وهذه الحفر والخنادق كان يستخدمها مسلحو التنظيم لاغراض عسكرية وتدريب مقاتليه على القنص والتصويب بالاسلحة على جدران قلعة تاريخية تعتبر صرحا تاريخي لا يقدر بثمن والحقت اضرارا جسيمة بها، هذا العمل ليس إنسانيا وينم عن ثقافة التوحش والجهل وعدم معرفة بالتراث الإنساني، لذلك نحن سنواجه ونحارب افكار داعش الإجرامية والجاهلة بكل قوة.
يشار إلى أنَ قلعةَ جعبر تقعُ على بعدِ قرابةِ ثلاثينَ كيلومترًا غربي مدينةِ الرقة، ولدى احتلالِها من قبلِ داعش قام التنظيمُ بأعمالِ حفرٍ وتنقيبٍ عن الآثارِ فيها، وسرقةِ متحَفِها الذي كان يحتوي على مجموعةٍ من الآثار التاريخية.
إقرأ أيضاً