أخبار الآن | كابول – أفغانستان – (خاص)
سعيدة إتيباري فتاة أفغانية من ذوي الاحتياجات الخاصة، استخدمت الزمرد والذهب لتصميم قلادة بقيمة ٨ آلاف دولار أمريكي.
سعيدة هي فتاة صمّاء تدربت في مجال المجوهرات والتصميم وعلى الرغم من صعوبة تواصلها مع زميلاتها في العمل إلا أنها تفوقت جميع الموظفين في مجالها، وقد تم عرض أعمال هذه الفتاة المعوقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تخرجت سعيدة من مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة في كابول قبل أن تلتحق بمعهد فيروز كوه للتصميم في العاصمة الأفغانية.
أخبار الآن وبمناسبة يوم الفتاة العالمي زارت سعيدة وزميلاتها.
تحدثنا مع عاطفة معرفات عن التحاق سعيدة بالمعهد فقالت: "انضمت سعيدة إلينا قبل حوالي عام ونصف، كنت أتساءل كيف يمكن أن تتكيف مع أجواء التدريب إذ أنها فاقدة حاسة السمع، بعد فترة وجيزة ظهرت بمهارات عالية، حيث تفوقت على معظم الطلاب، هي تأخذ وقتا كافيا لدراسة وتصميم المجوهرات، هي أول من يدخل ورشة العمل وآخرُ من يغادرها، فهي تساعد زميلاتها وتقوم بواجبها، وتشاهد تصاميم أخرى للإقتباس منها".
وقالت نصرين رحماني: "سعيدة فتاة مبدعة، قبل أن تنضم إلى هذا المعهد حصلت على جوائز وشهادات قيمة، بعضها جاء من منظمات دولية، صحيح أننا نواجه صعوبة في التواصل معها في بعض الأحيان، إلا أننا نتعامل معها كباقي الموظفين والزملاء، هي فتاة محترمة ومحبوبة لدى الإدارة والزملاء أيضا، عندما سمعنا خبر القلادة التي وصلت قيمتــُها إلى ثمانية آلاف دولار والتي صممتها سعيدة في وقت قياسي فرحنا فرحا شديدا، وقمنا بتهنئتها بشكل غير مسبوق، ونالت سعيدة ثقة جميع العاملين في المعهد. سعيدة تتمتع بمعنويات عالية ولا تعد نفسها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل تحب أن تظهر أن الإعاقة أمر طبيعي ويجب التعامل معها بشكل إيجابي، هي تحب مساعدة الآخرين وتحاول أن تكون قدوة لهم".
وتضيف والدة سعيدة رحيله إيتباري: "ولدت سعيدة في باكستان حيث كنا لاجئين هناك، بعد ولادتها بثلاثة أيام أصيبت بحمى شديدة، وجاء أبوها ونقلناها الى المستشفى وخضعت لعملية جراحية، وبعد ١٥ يوما خرجنا من المستشفى بعد أن تحسنت حالتها الصحية، بعدها علمت أنها تنام وقتا أطول مما كانت تنام قبل العملية، ووجدت أنها لا تنتبه لأصوات الناس ولوكانت عالية ولم تكن تستطيع الوقوف بساقيها، فقلت في نفسي بعد فترة ستكون على مايرام، وبقيت هكذا الى أن بلغت عامها الثاني، فعدت الى المستشفى مرة أخرى، وبعد عدة فحوصات طبية، أخبرني الأطباء أن سعيدة فقدت حاسة السمع بسبب الأدوية التي تعاطتها بعد العملية".
سعيدة هي فتاة تتصف بالصبر والمثابرة، ولهذا السبب تراها تكسب قلوب من حولها، و تحاول أن تبذل قصارى جهدها للقيام بواجبها بأفضل وجه، وتساعدني أيضا في المهام المنزلية، سعيدة تتمتع بإحساس قوي وتتقن عملها، كانت تتمنى أن تصبح مغنية، كي يكون لديها ثروةٌ تساعد فيها المحرومين والمحتاجين.
أما سعيدة إتيبـــاري فتقول: "أنا سعيدة جدا بأنني أكملت دراستي وتعليمي في فن التصميم، إعاقتي لم تمنعني من مواصلة مسيرتي المهنية، صحيح أنني لا أسمع شيئا لكن هذا لا يعني أن تتوقف حياتي أشعر بارتياح حين أكمل تصميمَ خاتم أو قلادة من ذهب، وأشعر بامتنان أيضا حين يقترب شخص وأنا أشارك معارض عالمية ليسألني عن أعمالي، وعندما يكتشف أنني لا أسمع يندهش ويتعاطف معي".
رسالتي إلى الفتيات ذوي الاحتياجات الخاصة هي أنه يجب عليكن اكتشاف الطاقات الكامنة والمواهب الموجودة فيكن. لن يهب لكم أحدٌ شيئا، كما أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يمنعكن من تحقيق أحلامكن.
اقرأ أيضا
عائلات في تمبكتو حافظت على المخطوطات من الضياع و السرقة