أخبار الآن | الرقة – سوريا (عبد الحي الأحمد – جمال بالي)
مع انتهاء حقبة داعش في عاصمته السورية الرقة, دخلنا إلى أحد سجون التنظيم والذي يُطلق عليه "السجن الأسود"، أو ما يعرف بالنقطة "أحد عشر" حيثُ الملعب البلدي للمدينة.
هذا السجن كان يُعدُ مسلخاً بشريا، كما يصفه أهل الرقة، وأحد الأماكن الرئيسة لتنفيذ الإعدامات الميدانية.
تنتهي أسطورة الرعب في هذه المدينة, وترفع هذه الرايات فوق دوار جحيمها.
إنها الرقة عاصمة داعش السورية ,وهذه الصور تظهر أطلالها الأخيرة بعد معارك طرد التنظيم من أحيائها.
هنا يقع الملعب البلدي أو الملعب الأسود الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى واحد من أسوء سجون داعش كما يصفه لنا اسماعيل رقاوي المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والذي اعتقل في هذه الزنزانة قبل عام ونيف.
يقول الرقاوي " هاي الغرفة يلي سجنوني فيها مرتزقة داعش, ضليت فيها عشرين يوم , اتعرضت للمنفردة يومين وشبحوني إسبوع خلوني بهالوضعية هاي مثل سجن أبو غريب".
خرج الرقاوي من سجنه بأعجوبة , وعاد إليه مُحرِراً لا مُتَّهماً ليروي لنا حكايا الموت التي مر بها مئات المدنيين ممن لقوا حتفهم خلف هذه القضبان.
يتابع الرقاوي حديثه " هاي غرفة الشبح ,يربطوا الواحد يخلوه مشبوح بهاي الطريقة إسبوع إسبوعين بهالربطة هي , وأحياناً يكهربوها".
في هذه المعتقلات أيضا كان يزج التنظيم بعناصره العاصين لأوامره إلا أن معظمهم كان يخرج حياً على عكس أهالي المدينة "فالداخل مفقود والخارج مولود" ,أشكال التعذيب هنا كانت متعددة إلا أن الإعدام غالباً كان منتهاها كما يقول أحد الأسرى المغاربة الذين تم إلقاء القبض عليهم.
يتحدث عصام الدين عدنان " عرف هذا الملعب بالملعب الأسود لأن طلائه كان أسود , طبعاً خلال فترة كنت ألتقي كثيرا بالناس المدعوين بالعوام أو في مصطلح الدول بالمدنيين, بالنسبة للإعدامات الميدانية كانت تتم بشكل شبه يومي والتعزيرات أو التعذيب كانوا يوضعوا بأقفاص".
يُغلق أخيراً مصنع الموت وتُطوى صفحات القهر التي رسمها ملعب لكرة القدم في أذهان الأهالي , لتفتح صفحة جديدة عنوانها إعادة الإعمار وترميم ما تسبب به ثلة من سفهاء الأحلام أطلقوا على أنفسهم "دولة الخلافة ".
اقرأ أيضا:
14 قتيلاً في الرقة في انفجار ألغام من مخلفات داعش