أخبار الآن | سوريا – الباب (مصطفى جمعة)
على هيئة حجارة وجرات غاز، ورؤوس قذائف لم تنفجر، ترك تنظيم داعش خلفه آلاف الألغام في مدينة الباب شرق حلب، الألغام لا تتنوع في شكلها وهيكلها الخارجي فحسب، بل بتنوع طرق انفجارها أيضا.
أبو الفضل الذي تجاوز عمره خمسة وخمسين عاماً، يكرس وقته لإزالتها، وفي إحدى مهام نزع الألغام، رافقته كاميرا أخبار الآن.
أبو الفضل-خبير نزع متفجرات: إن ألغام داعش غاية بالخطورة، فكل لغم له فن، وكل لغم له طريقة تفخيخ، قد تجد في بعض الألغام كاميرا وزر وحبل ومكثفة، وبعض الألغام كهذه، يوضع لها مكثفة هنا، عندما تقوم بتفكيك اللغم ونزع جهاز التفجير، لكن هذه المكثفة تفرغ الشحنة الكهربائية تجاه اللغم فينفجر وتُقتَل، بعضها توضع فوق بعضها البعض، فتقوم بإزالة اللغم الأول فينفجر ما تحته، كما حصل مع رفاقنا.
إقرأ: عشائر الجزيرة تتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش
فكك أبو الفضل خلال شهر ونصف، مئات الألغام في مدينة الباب وما حولها، وقد تطلبت عملية نزع بعض الألغام مخاطرة كبيرةً، حيث زرعها داعش في أماكن ليس باستطاعة أحد توقعها، ليقتل بها أكبر عدد من المدنيين بعد خروجه من المدينة.
ويضيف أبو الفضل أثناء قيادته السيارة: لقد عثرت على ألغام في الغسالات، وعثرت أيضاً عليها في دروج المطابخ، وأيضاً في مكنسة الكهرباء المنزلية، لقد وضعوها هناك.
يشرح أبو الفضل لنا طرق إنفجار تلك الألغام، ويبين مدى تطوير داعش لها، مستخدماً كل ما توفر لديه من وسائل للإضرار بالسكان.
وفي شرحه لطريقة عمل ألغام داعش يقول أبو الفضل: ثمة ألغام إذا مر الإنسان أو الحيوان بجانبها، تتحسس وتنفجر، والنوع الثاني الذي يعمل على مبدأ المسطرة، فإذا وطئ الإنسان على تلك المسطرة فينفجر، والنوع الثالث الذي يعمل على الحبل، وله عقد تشبه الثوم، يكون طول الحبل من مترين إلى ثلاث، وإذا لمس الإنسان ذلك الحبل فسينفجر اللغم فوراً، وهناك جميع أنواع الألغام التي تعمل بالطاقة الكهرضوئية الحركية، له دارات للتحكم عن بعد، وبإستطاعة الداعشي تفجيرها عن بعد مسافة خمسة كيلو مترات.
لم تنتهٍ مهمتي بعد في مدينة الباب، وإن إنتهت فثمة مهام تفكيك في مناطق أخرى بإنتظاري، هذا ما يردده دائما أبو الفضل، الذي تحدى ألغام داعش بخبرته، وواجه الموت في كثير من الأماكن، لإنقاذ مدينته من خطر، كان سيهددها طويلاً.
إقرأ أيضاً: