أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (محمد سلهب)
يواصل السوريون ابداعهم في مجال الحِرف والصناعات، في تحدٍ لأصعب الظروف المعيشية. الخياط عبدو أبو صالح وهو أحد أهالي ريف إدلب أصرّ على إعادة افتتاح ورشته بعدما أغلقها بسبب الإنقطاع المتواصل للكهرباء في المناطق المحررة، وذلك بعدما استبدل محركات الماكينات الأساسية بمحركات أخرى صغيرة تتميز بقلة تكلفتها التشغيلية.
ما كينة الخياطة بلا كهرباء إذاً هي بلا جدوى .الشيء الذي اضطر معظم الخياطين في المناطق المحرّرة من إغلاق ورشاتهم، أما عبدو أبو صالح فوجد طريقة مُبتكرة لإعادة تشغيل ورشته وبأقل التكاليف.
الخياط عبدو أبو صالح: أنا من بين الخياطين اضطرت لإغلاق ورشتي بسبب انقطاع الكهرباء و لفترة محدودة ،ولكنّي لم استسلم لهذا الوضع ،ونتيجة والسؤال والاستفسار حصلت على المطلوب وكان عبارة عن محرك لمكيف السيارة يربط بالماكينة وأحصل منه على أداء جيد.
محرك أخذه من مكيف السيارة ليكون بديلا عن محرك الماكينة ،متحدٍ بعض الصعوبات في تركيبه إلى أن توّصل لطريقة ربطٍّ محكمة مكّنته من الحصول على أداء جيد.
الخياط عبدو أبو صالح: قمت بتركيب المحرك على عجلة الماكينة بشكل مباشر ،ولم أحصل في البداية على أداء ممتاز، وبعد تفكير طويل رأيت ان أصنع له قاعدة متينة ، وبالفعل حصلت منه على أداء ممتاز ،وقد استغنيت بذلك عن المحرك الأساسية للماكينة، لأن المحرك الجديد له أداء جيد وبكلفة جدا بسيطة ،وبإمكان أي خياط أن يقتني هذا المحرك.
بعد أن أطلق عبدو اختراعه هذا للعلن أصبح مرجعاً للخياطين في التركيب ولاستشارة، معتبراً أنّ ما أنجزه فحرٌ له و إنّه قد قدّم شيئاً لمهنته أولاً وللمجتمع ثانياً.
الخياط عبدو أبو صالح: الفكرة لم تقف في ورشتي وبل قمت بتعميمها على محافظة ادلب، وفي كل يوم يزورني خياط لكي أقوم بتركيب هذه الفكرة له ، فإما أن أذهب معه وأقوم بتركيبها له، وإما أن يقوم الخياط بأخذه بنفسه وتركيبه على الماكينة ،وإذا ما احتاج للمساعدة اذهب بنفسي لأشرف على تركيبه ، وانا اشعر بسعادة كبيرة لأني قدمت شيء للمجتمع ولزملائي الخياطين وأنا فخور جدا لأني أنجزت مثل هذا العمل.
حال عبدو كحال آلاف السوريين الذين سعوا ولا زالوا في تطوير مهنهم رغم الظروف الصّعبة التي يقاسونها.
اقرا أيضا:
بعد 50 يوما من المعارك قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على الطبقة