أخبار الآن | ريف السويداء – سوريا (عبد الحي الأحمد)
حرص تنظيم داعش منذ نشأته على اتخاذ سجون سرية له في الأماكن التي يقوم بإحتلالها , في ريف السويداء الشرقي والبادية السورية رصدت كميرا أخبار الآن بعض السجون تلتي كان جُلها عبارة عن مٌغر وأنفاق تحت الأرض.
لم يدّخر تنظيم داعش وسيلة لإخضاع السوريين إلا ومارسها, وفي كل مكان يتمكن الجيش الحر من تحريره يكشف النقاب عن مزيد من الإنتهاكات كانت تماس بحق المدنيين.
نحن الآن في منطقة الزلف وهي تبعد عن الحدود السورية الأردنية قرابة الأربعين كيلو متر, إتخذ داعش من هذه المغارة العثمانية سجناً سري ومعتقلاً تحت الأرض لأبناء المنطقة, سندخل الآن برفقة مقاتلي الجيش الحر لنستكشف هذه المغارة من الداخل.
تتفرع هذه المغارةُ إلى ثلاثة إتجاهات كل منها يمتد عشرات الأمتار , ووفق السكان المحليين كان التنظيم يضع مناوئيه في هذا المكان نظرا لصعوبة الوصول إليهم.
يقول صدام وهو مقاتل في جيش أحرار العشائر "طبعاً تنظيم داعش الإرهابي أعدم أكثر من شخص خصيصاً في المنطقة هذه, كان يعتبرها كمكان للقصاص"
خرجنا من هنا وانتقلنا إلى قرى تقع في أقصى الريف الشرقي لمحافظة السويداء ,حطينا الرحال في بلدة الأصفر المركز الرئيسي للتنظيم هناك , ودخلنا مجدداً إلى نفق بعمق سبعة أمتار تحت الأرض كان ملجأ لأمراء التنظيم من غارات الطيران وسجناً آخر يواري فيه المعتقلين عن أنظار الناس.
أبو أسد هو قائد عسكري حدثنا عن سبب وجود هذه النفق "هذا النفق في قرية الأصفر كان يتخذه داعش سجن وملجئ ويوجد أكثر من غرفة موجودة حالياً, وعمقه أكثر من عشرين درجة تحت الأرض"
رحل داعش من هنا , وبقيت آثار إجرامه , بيوت مدمرة وبلدات هُجّرَ جُلُ سكانها , القلة القليلة ممن بقوا متشبثين بأرضهم هم الشاهدون فقط على فظاعات التنظيم ,أم محمد واحدة من هؤلاء , بقيت لوحدها طيلة عامين تنتظر عودة أبنائها إلى منزلهم بعدما قتل زوجها.
تحدثت أم محمد عن احتلال داعش لمنطقتها قائلة" كل شي عند داعش قتل وذبح وسلخ, والله ذبحونا وذبحوا الشباب, ما كنا نسترجي نطلع من دورنا, بيوتنا بيوتنا من خيش ما نقدر نطلع"
ثمانون ألف نسمة هم سكان خمسة عشر قرية أبرزها القصر وشنوان والأصفر باتت جميعها تحت سيطرة فصائل الجيش الحر , والتي تعمل بدورها لتأمين عودتهم جميعاً.
اقرأ أيضا:
حشود عسكرية أمريكية وبريطانية وأردنية على الحدود السورية