أخبار الآن | دير الزور – سوريا (نجم الدين النجم)
فرَّ عدد من قياديي تنظيم داعش برفقة عدد من المقاتلين الأجانب، من محافظة دير الزور، ووصلوا إلى مناطق ريف حلب الشمالي، في اتساع واضح لظاهرة هروب مقاتلي التنظيم في الآونة الأخيرة.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من القياديين البارزين في التنظيم، فرّوا خلال هذا الأسبوع، إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي على الحدود السورية – التركية، حيث يُرجح أن الفارين يستعدون لاجتياز الحدود والدخول إلى الأراضي التركية، عبر طرق التهريب غير المشروعة.
وقالت المصادر إن من بين الفارين قياديين عسكريين وأمنيين من الصف الأول، والذين يعتمد عليهم التنظيم بشكل كبير في مناطق احتلاله في مدينة دير الزور وأريافها، حيث عُرف منهم نائب أمير جهاز الحسبة في مدينة العشارة المدعو "حامد النوري" والملقب بــ "أبو حمزة القرعاني" والذي ينحدر من مدينة القورية بريف دير الزور.
وأضافت المصادر أن من بين الفارين أيضاً قياديين وأمنيين معروفين بالنسبة لأبناء المنطقة، كمحمود القصوبة وبشار المداح وعبد الهادي الحلوم وإبراهيم البندر، الذين ينحدر معظمهم من مدينة العشارة، بالإضافة لعدد من المقاتلين المحليين الذين لم يتم التعرف عليهم.
ونوّهت المصادر إلى أن هنالك عدد من المقاتلين الأجانب فروا مع المذكورين آنفاً، بينهم مقاتلان يحملان الجنسية الكازاخية.
وحول هذا الموضوع يقول الناشط "أيهم الأحمد" لأخبار الآن: "التنظيم يشهد أيامه الأخيرة في سوريا والعراق، ليس فقط على المستوى العسكري، بل على المستوى التنظيمي والفكري أيضاً، حيث فر المئات من الدواعش من مدينتي دير الزور والرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وأضاف "الأحمد": "الملفت أن الفارين ليسوا مقاتلين عاديين كما هو متوقع، بل هم من النخبة في التنظيم، حيث أن معظم الهاربين هم مدربون عسكريون وأفراد أمنيون وإعلاميون معروفون للناس، وبعضهم شاهدهم الناس في المدن التركية، وهو ما يشكل ضربة موجعة للتنظيم".
وأشار الأحمد إلى أن "العمليات العسكرية في الرقة لقوات التحالف الدولي وحلفائها على الأرض، ساهمت بشكل غير مباشر، بفرار أعداد كبيرة من داعش في مدينة دير الزور، حيث أن انحسار رقعة التنظيم في الرقة ومقتل عشرات من المقاتلين، في ظل الحصار المفروض عليهم، أدى إلى تعجيل هروب المقاتلين الآخرين في محافظة دير الزور".
ونوّه "الأحمد" إلى أن "إمكانية انهيار التنظيم في دير الزور واردة، بالنظر إلى التوتر الذي يعيشه التنظيم، بعد فقدانه السيطرة على أجهزته العسكرية والأمنية، والخسائر الكبيرة التي يتعرض لها في كل من الموصل العراقية والرقة السورية".
وتأتي ظاهرة هروب مقاتلي التنظيم، بعد تضييق الحصار عليه في بادية دير الزور، بسبب تكثيف قوات التحالف الدولي لعملياتها العسكرية، على مواقع التنظيم خصوصاً في مدن البوكمال والميادين والعشارة، حيث تستهدف طائرات التحالف الدولي بشكل شبه يومي، مواقع التنظيم وسيارته وحقول النفط التابعة له، كما نفذت قوات التحالف الدولي عمليات إنزال جوية عدة في ريف دير الزور الشرقي، قتلت خلالها عدداً من القياديين، واعتقلت أعداداً كبيرة من العناصر والأمنيين لدى تنظيم داعش، ما دفع من تبقى منهم إلى الهروب باتجاه العراق أو أرياف مدينتي إدلب وحلب، وهو ما أكدته عدة مصادر إعلامية محلية في هاتين المدينتين.
اقرأ أيضا
"سوريا الديمقراطية" تتقدم في معركتها مع داعش في الرقة