أخبار الآن | الطبقة – الرقة – سوريا (جنان موسى)
الطبقة التي لم يمض وقت طويل على تحريرها لم تنفِض بعد غبار الارهاب عنها. لم تتحررْ مدينةُ الطبقةِ على يدِ قواتِ سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحداتُ حمايةِ الشعب الكردية عمادَها بسهولةٍ من قبضةِ داعش و كلُ شيءٍ في المدينة لا زال يذّكر بحكمٍ صارمٍ فرضه التنظيمُ على السكان.
احياءُ المدينةِ مدمرةٌ. شعاراتُ التنظيمِ على الجدران. جثثُ مقاتلي داعش بين الانقاض. في هذه الغرفة الموجودةُ في مقر الامنيين أربعُ جثثٍ لمقاتلي داعش قتلوا في اثناء القصفِ وفِي غرفةٍ اخرى جثةٌ اخرى تنشر رائحةَ الموتِ في المكان. نتنقل بين الالغامِ التي تركوها خلفَهم وفِي الانفاقِ التي أنشأوها تحت المدينة للاحتماءِ من القصفِ الامريكي. بعضُ هذه الإنفاق واسعٌ بما فيه الكفاية لنقلِ السلاح والسيارات والبعضُ الاخر اصغرُ حجما.
في المجلس المدني الذي اُنشىء بعد تحريرِ المدينة، تخبرنا الرىيسةُ المشتركةُ عّن اهمِ التحدياتِ التي تواجههم.
اقرأ أيضا: جنان موسى: زوجات مقاتلي داعش في الرقة يشعرن بالندم
عددُ المقاتلين الأجانب في مدينة الرقة كان ضخما لدرجة ان الإرشاداتِ العامةَ في الطرقاتِ كانت تُنشر ايضا بلغات اجنبية. تشتهر مدينةُ الطبقةِ الاستراتيجية بسد الفرات وبجمال طبيعتها ما جعلها تجذبُ مقاتلين من اسيا الوسطى وروسيا والشيشان… أتوا من أنحاء العالم واستقروا في منازلِ السوريين الذين هربوا من المدينة خوفا على حياتهم. هذا منزلُ احد المقاتلين الأجانب. شعاراتُهم موجودةٌ، دفاترهم مبعثرةٌ على الارض، وحسابات السكايب وبريدهم الالكتروني مدونٌ على الجدران لمن يود التواصل.
تستقبل مدينةُ الطبقة العديدَ من النازحين من محافظة الرقة. الوضع المعيشي صعبٌ للغاية لدرجة ان البعضَ استقر في مقر الحسبةِ التابع لداعش.
خارج َالمدينة أنشأوا مخيما عسكريا يحمل اسم عبدالله عزام، احدَ مؤسسي تنظيمِ القاعدة. هنا درب داعشُ مقاتليها الكبار وما يعرف ايضا باشبالِ الخلافة. أنشأوا مدرسةَ اوسامة بن لادن بالقرب من السد الذي خربوه عمدا قبل الانسحابِ منه. يحاول العمالُ السوريين تصليحَ السدِاليوم لانتاج الكهرباء وإعادة الأنوارِ للطبقة.
ورغمَ التحدياتِ الكبيرة في الطبقة الا ان الحياةَ ستعود يوما ومياهُ النهرِ لن تكفَّ عن الجريان.
اقرأ أيضاً
تفاصيل يكشفها للمرة الأولى أسير تونسي عن مصير مقاتلَين أمريكي وألماني في داعش
بالفيديو: تفاعل مباشر من الرقة بين مراسلتنا "جنان موسى" ومتابعي صفحتنا على الفيسبوك