أخبار الآن | الموصل – العراق – (حسام الأحبابي)
لم تتمكن فرقُ الكشف الموقعي الحقوقية الدولية من معاينة مقبرة الخفسة غربي الموصل بسبب صعوبة الوصول إليها حيث لغمها داعش بعشرات المتفجرات, هذه المقبرة التي تـُعد أكبرَ مقابر الموصل أنشأها التنظيم قبل تحرير المدينة من إحتلاله, وتضمُ رفاة خمسة وعشرين ألفاً من ضحاياه من أهل الموصل وأفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية ومن الرافضين لإحتلاله منذ سنة 2014.
أخبار الآن تمكنت بعد أربعة أشهر من البحث والتقصي عن الأدلة التي توثق الجرائم التي إرتكبها داعش بحق العراقيين سواءٌ من أهل الموصل أو من خارج مدينتهم تمكنت أخيراً من العثور بمساعدة القوات العراقية على وثائق تضمُ أسماء عددٍ من الضحايا الذين أعدمهم هذا التنظيم الإرهابي, وقد فاق عددُ هؤلاء الضحايا المسجلين فقط في هذه الوثائق التي بحوزتنا ستة آلاف جثة تمت تصفية أصاحبِها ورميُهم في مقبرة الخفسة.
قادة داعش في الفترة الأخيرة من إحتلالهم الموصل وبعد تيقنهم من خسارتهم المدينة سعوا الى إخفاء جرائمهم بإعدام آلاف الضحايا فأحاطوها بإجراءات أمنية مشددة , وهو ما أظهرته وثيقةٌ تحملُ عنوان "تنبيه" وتؤكدُ منعَ تسليمِ أي جثة من ضحايا داعش إلا بأمر من ما يسمى "بأمير ديوان أمن المستشفيات" و لأي سبب كان بحسب ما جاء في هذه الوثيقة.
بعد أن شعر قادةُ داعش بأنهم تعرضوا الى إختراق أمني خاصةً في الأيام الأخيرة التي سبقت عمليات تحرير الموصل , أصدر التنظيمُ تعميماً على جميع المستشفيات منع فيه مراجعة دوائر الطب العدلي أو تسليمَ جثث ضحاياه إلا عن طريق ما يسميه "ديوانُ أمنِ المستشفيات" حصراً وليس عن طريق الموظفين الذين كان يشكك في تطبيقهم لتعليماته آنذاك.
تشكيك قيادة داعش بأعضائها تعدت حصرها مراجعة جثث ضحايا التنظيم بما يسمى "ديوانُ أمنِ المستشفيات" بل بلغت إجراءاتُها في الأيام الأولى لعمليات تحرير الموصل بلغت حدَ تخوينِ المسؤولين الذين كلفهم التنظيمُ مراقبةَ دوائر الطب العدلي , حيث منعهم من فتح الثلاجات التي يحفظ فيها جثثَ ضحاياه قبل رميها في مقبرة الخفسة إلا من خلال موفدين من قيادة داعش أو من عرّفهُ التنظيمُ بمسؤول أمنية المستشفيات الملقب "أبو صالح".
هذا وأكد ضباطٌ في قوات الرد السريع العراقية أهمية الوثائق التي عثرت عليها برفقة أخبار الآن داخل مستشفى الجمهوري في حي الشفاء غربي الموصل, مضيفين أن مقاتلي داعش لم يتمكنوا من إتلاف هذه الوثائق التي تدينهم بإرتكاب هذه الجرائم ضد أهل الموصل ومنتسبي قوات الأمن والجيش العراقي.
و"الخسفة" كما يسميها بعضُ الموصليين هي هوةٌ سحيقةٌ في الأرض تقع بالقرب من قرية تـُعرف بـإسم العذبة جنوبي الموصل , ووفق شهادات مواطني هذه المنطقة فإن مقاتلي داعش كانوا يجلبون جثث ضحاياهم من الأهالي لرميها في المقبرة عشوائياً , في حين يقوم مسلحون أخرون من التنظيم بجلب معتقلين ليلاً ثم إعدامهم وإلقاء جثثهم في مقبرة الخفسة التي أحاطوها بالمتفجرات قبل هروبهم.
ينضم إلينا عبر الأقمار الصناعية من بغداد مصطفى سعدون مدير المرصد العراقي.
اقرأ أيضا:
أمتار تفصل العراق عن تحرير الموصل
كيف جند داعش أطفالاً أيزيديين في الموصل لصالحه
تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات