أخبار الآن | طرابلس – لبنان (حصري)
مدينة طرابلس هي ثاني أكبر المدن في لبنان، تضمّ أكثر الأحياء فقراً على الرغم من أنّها تحتوي على مرافق حيوية مهمة، مصفاة نفط، معرض رشيد كرامي الدولي والمرفأ، حتى أنّ البنك الدولي كان صنّفها المدينة الأكثر فقراً على ساحل المتوسط.
المدينة التي تشهد تفاوتاً طبقياً حاداً، غالبية سكّانها فقراء أو تحت خط الفقر يقطنون الأماكن المكتظة، تضمّ عدداً من رجال الأعمال، صُنّف بعضهم الأغنى في لبنان إنْ لم يكن في المنطقة، إلّا أنّ هذا العامل لم ينعكس يوماً بشكل إيجابي عملياً، فيما الأهمال يطال المدينة على مستويات عديدة.
هذا الواقع ازداد سوءاً مع تفاقم الأزمة الإقتصادية وتقهقر الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، الأمر الذي انعكس على الأسعار التي ارتفعت بشكل جنوني، وقد ولّد ذلك انفجاراً شعبياً مجدداً، حمل على المصارف تحديداً، متجاهلين إجراءات التعبئة العامة التي فرضتها الحكومة اللبنانية للحد من انتشار فيروس كورونا.
ليس الحال في شهر رمضان أفضل أو على ما يرام في هذه المدينة، إذ أنّ الكثير من العائلات لا تقوى على تأمين قوتها اليومي أو وجبة إفطار، فيما لو حصل البعض منهم على حصص غذائية، فلا إمكانية لديه لطهيها لعدم توفّر الغاز لديه، ومن هنا ولدت فكرة “هيدي طرابلس”، التي انطلقت منذ بداية شهر رمضان تحت هاشتاغ #كتر_خيرك، وارتأت أن تؤمن وجبات ساخنة يومياً إلى العائلات الفقيرة والمحتاجة طيلة شهر رمضان.
هنا الحركة لا تهدأ، شبان وشابات تطوّعوا في لفتة محبّة وتضامن مع العائلات المحتاجة في ظلّ الظروف التي تثقل غالبية السكان في المدينة، الشيف هنا يشرف على العمل ويراقب للتأكد من أنّ كلّ شي يسير على ما يرام، فيما لكّل من هؤلاء الشبان المتطوعين مهمة، من توضيب وغيره، وصولاً إلى الخطوة النهائية، حيث تصبح وجبة الإفطار جاهزة للإنطلاق نحو العائلة المستهدفة.
يقول فؤاد جبر لـ”أخبار الآن” إنّ الإستمرار في هذه الحملة يتوقف على الدعم الذي يأتينا من طرابلس وخارجها في لبنان، وحتى من المغتربين في الخارج، لافتاً إلى أن حاجة طرابلس كبيرة جداً نظراً لحجم الفقر الموجود فيها، وقال: لن نتوقف عن القيام بمثل هذه المبادرات الفردية، وسنستمر بكلّ ما يمكننا فعله، حتّى أنّنا بدأنا نفكر باستكمال هذه المبادرة مع عيد الفطر أيضاً، لناحية تأمين الملابس للعائلات وجاحات أخرى”.
راوية علم عويضة، شرحت لـ”أخبار الآن” أنّه عندما قامت الحملة بجولة في المناطق الطرابلسية لاستكشاف مدى حاجة العائلات لتحديد المستهدفين، وفق الألوبيات، وجدت أنّ البعض يأكل الخبز والزيتون، والبندورة ما لو وجدّت، واصفة الوضع بالمزري جدّاً. وأوضحت أنّ البعض في طرابلس يقدّم مساعدات، لكن البعض من الفقراء ليس لديهم الغاز لطهي ما تحتويه الحصة الغذائية، ومن هنا قرّرنا أن تكون المبادرة عبارة عن وجبات ساخنة، توفّر على العائلات عناء الطهي ما لو توفّرت لديها الإمكانية لذلك.
للمزيد:
كورونا يغير مظاهر رمضان وعادات الصائمين.. أسرة عراقية تعيش في أمريكا تروي تجربتها