أخبار الآن | سوريا (حصري)

بعد اندحار تنظيم داعش و قتل زعيمه تتكشف يوما بعد يوم المناكفات الداخلية التي كانت تتربص بمفاصله، إذ أن الخلافات بين الجنسيات في التنظيم كانت سيدة الموقف.

وفي مقابلة حصرية مع أخبار الآن، أكد أحد أفراد داعش المعتقلين في أحد السجون في شرق سوريا ويدعى عبد الحميد المديوم، أن قادة التنظيم مارسوا الظلم بحق كثير من منتسبي داعش، عبر الصاق تهم كان منها التجسس وسرقة الأموال والخيانة.

وأوضح المديوم وهو أمريكي من أصل مغربي، أن أبسط اتهام لمن كان على خلاف مع أحد قادة داعش، هو لصق تهمة أنه من “الخوارج”، مؤكدا في الوقت ذاته أن التنظيم اعتقل الكثير من الأشخاص بحجة أنهم جواسيس.

وقال: “كنت أنا شخصيا أخاف كثيرا من اعتقالي بتهمة انني جاسوس لأمريكا، لأن ذلك سيرتب عليه قتلي أو سجني مدة طويلة”.

المديوم نوه أن القادة لم يكونوا مخلصين لإدعائاتهم حول الإصرار على القتال لآخر لحظة، وقال: “هناك الكثير من القيادات هربت في آخر أيام داعش بالرقة والموصل، على سبيل المثال هناك قيادي من أصل جزائري هرب إلى إدلب وانضم لاحقا إلى جبهة النصرة”.

ولفت الداعشي السابق أن خلافات شديدة اندلعت بين مقاتلين وقادة التنظيم، فعلى سبيل المثال أسهل طريقة لشخص إذا أراد أن يحصل على منصب أن يتهم شخص أخر بأنه جاسوس أو أنه سارق مال، وبالتالي فإن تصفية الأشخاص استنادا إلى ذلك كانت سهلة للغاية، بعض الأمنيين في التنظيم كانوا جواسيس، يعطون احداثيات السجون لقوات التحالف ومن ثم يتم قصف الأهداف.

وضمن السياق السابق، أكد المديوم أن أفراد داعش تعرضوا لظلم كبير من قبل القادة العراقيين تحديدا، ردا ذلك إلى أن الكثير من قادة داعش العراقيين أتوا بالأساس من مؤسسة عسكرية تعتمد على الوساطات وتأثرهم كذلك بالمد العشائري.

وقال: “عندما يرى قائد عراقي خطأ من جانب عراقي آخر فإنه يحاول التستر عليه، في حين إذا رأى خطأ من مقاتل غير عراقي فإنه على الفور يقوم بالإبلاغ عنه ويكون مصير ذلك الفرد غالبا في خطر”.

وتابع: “برز ذلك بشكل أوضح بعد سقوط الموصل وهروب القادة العراقيين إلى سوريا”.

وعن موقع قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، بين مقاتلي التنظيم، نوه الداعشي المعتقل أن البغدادي لم يكن له وجود حقيقي بين المقاتلين، ولم يعرف أحدا شاهدته او تواصل معه بشكل شخصي، لافتا أن زعيم داعش كان يتمتع بـ “بروباغندا” بين مقاتلي التنظيم.

وأوضح: “كان له ختم خاص، ولكن لم اقم لا أنا ولا أي شخص أعرفه بمشاهدة هذا الختم لذلك لا نعرف حقيقة إذا كان ابو بكر البغدادي شخص له وجود أم لا”.

وعن دور التركمان في قيادة التنظيم، قال المديوم، إن التركمان تمتعوا بمناصب عالية في التنظيم، ويعد ذلك بسبب دعم ما يعرف بكتيبة التركمان لأبو بكر ومبايعتهم له ومده بالأموال أيام قوة التنظيم، وهو ما اتاح لهؤلاء تبوء مناصب عليا في التنظيم.

وفي ختام اللقاء، عبر المديوم عن ندمه الشديد من الانتساب إلى داعش وقال: “خلف انضمامي لداعش دمار لجسدي، ساقي مكسورتان، ويدي مبتورة، أطفالي لا أعرف عنهم شيئ بعد ان اخذوهم مني في السجن، أعاني من تعب نفسي حاد”.

للمزيد:

كيف عمل داعش على تصفية أصحاب التخصصات العلمية في التنظيم؟

من أمير في داعش إلى أحد الوجهاء العربية