أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص – عبيد أعبيد)
وفق تقارير الخزينة الأمريكية، تعمل ميليشيا حزب الله اللبناني، المصنف ضمن قوائم دولية كـ”منظمة إرهابية”، على توطين أنشطة غير قانونية في دول غرب أفريقيا، كآلية لتمويل الجهاز العسكري للحزب، خصوصا أمام العقوبات الدولية المفروضة عليه، وراعيته إيران.
وهذه الأنشطة وبحسب المعلومات المستقاة، هي تجارة المخدرات وتهريب الذهب والألماس وغسيل أموال هذه الأنشطة عبر مصارف مملوكة لرجال أعمال الحزب في هذه الدول.
وضمن ملف استقصائي لـ“أخبار الآن”، طُرحت أسئلة عدة حول خفايا المعركة الخفية التي يقودها حزب الله عبر رجال أعماله في غرب أفريقيا، وسبب اختياره لبلدان هذه المنطقة تحديدا دون غيرها.
جاءنا الرد عبر الخبير الأمني في الشؤون الإفريقية، عبد الفتاح نعوم، الذي قال: “ان اختيار حزب الله لدول هذه المنطقة، راجع إلى ضعف مؤسساتها الرقابية والأمنية، علاوة على الهشاشة المجتمعية في هذه الدول”.
مضيفا:”هذه الدول لديها مشكلة على مستوى كفاءاتها الرقابية وقدراتها في إنفاذ القانون، لإنها دول ضعيفة وتعاني من مشاكل كثيرة على مستوى أجهزتها الأمنية والقانونية والقضائية..”.
لكن في المقابل، أفاد ان عناصر حزب الله، خصوصا من فئة رجال الأعمال، لا يجدون الحرية نفسها لتحركاتهم في بعض الدول الأفريقية القوية أمنيا واستخباراتيا. مشيرا إلى حالة قاسم تاج الدين، أحد أشهر رجال أعمال حزب الله في دول غرب أفريقيا، الذي اعتقلته السلطات المغربية عام 2017، وسلمته إلى واشنطن، بموجب تعاون أمني.
https://twitter.com/akhbar/status/1287043034052472837
وعن مظاهر أنشطة حزب الله في دول غرب القارة السمراء، أوضح الخبير، انه لا يخرج عن تجارة المخدرات وتهريب الذهب والألماس وغسيل أموال هذه التجارة عبر شبكة معقدة لا تترك أثرا، بهدف تحويل المال في آخر المطاف إلى بيروت، حيث القيادة المركزية لحزب الله.
وبحسب الخبير الأمني، فلحزب الله أنشطة ومخططات في غرب أفريقيا وأيضا في أمريكا اللاتينية، لا تقل خطورة عن أنشطته العسكرية المعروفة في الشرق الأوسط.
وأكد ذلك في كون الغاية من المهمات الجديدة التي باتت إيران توليها لحزب الله في غرب أفريقيا، هي التمويل وجلب العملة الصعبة، خصوصا أمام العقوبات الدولية الخانقة. وهو ما بات يلاحظ بالفعل من خلال عمليات غسيل أموال تجلب للحزب مليارات الدولارات سنويا.
ماريا كورينا ماتشادو، المرشحة السابقة للرئاسة الفنزويلية، والزعيمة السياسية لحركة "#فنزويلا_تتقدم" المعارِضة لـنظام #نيكولاس_مادورو، تكشف في مقابلة خاصة مع #أخبار_الآن، المستور عن أنشطة #حزب_الله في بلدها.. @MariaCorinaYA
https://t.co/F6pEirKMIv pic.twitter.com/sTMclCNZfm— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) July 12, 2020
لكن في المقابل، أشار نعوم، إلى ان التحركات التلقائية لحزب الله في منطقة غرب أفريقيا، باتت تتسبب في مشاكل لإيران، وكان آخرها إعلان المملكة المغربية قطع العلاقات الرسمية مع طهران، بسبب إقدام عناصر من حزب الله على تدريب عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية، المستقرة في مخيمات “تندوف” جنوب الجزائر، واتهام طهران بالوقوف وراء الأمر.
هذا، وتبقى أنشطة رجال أعمال حزب الله في دول الغرب الأفريقي، الأكثر تعقيدا وخطورة، ليس فقط في عملية تمويل الحزب أمام العقوبات، بل أيضا في إلحاق الضرر باقتصاد وشعوب الدول الافريقية الأكثر استهدافا بمخططات حزب الله.