ما هي أهمية الإبقاء على القوة الفرنسية وكيف يمكن أن تكون فعالّة بوجه الإرهابيين؟
على وقع الإرتفاع الملحوظ بحجم العمليات الإرهابية في الساحل صحح الرئيس الفرنسي مسار الموقف من تواجد القوات الفرنسية في المنطقة، فلا الظروف المحيطة تتيح هذا الموقف ولا الحرب على الإرهاب حطت أوزارها بحسب ما أكّد رئيس النيجر المنتهية ولايته محمدو ايسوفو.
تصريح الرئيس الفرنسي شكل أول تراجع رسمي عن أحاديث سابقة أدلى بها مسؤولون فرنسيون رجحوا سحب قواتهم تدريجياً من منطقة الساحل عقب عدة انتكاسات واجهتها عملية برخان العسكرية، إثر مقتل 50 جندياً فرنسياً منذ 2013، واحتلال مجموعات مسلحة مساحات واسعة في المنطقة.
صحيح أن عوامل عديدة تتحكم بالقرار الفرنسي منها الدعم الدولي والإمكانية المادية ومسار وباء كورونا لكنّ منطقة الساحل تتجاوز معضلتها التواجد العسكري.
الخيار العسكري يتصدر الأولوية بالتعامل مع المجموعات الإرهابية
أفضلية الحل غير العسكري يتطلع إليه المراقبون المعنيون بملف الساحل الإ أن الخيار العسكري لا يزال يتصدر الأولوية ولا سيما في ظل التعاطي مع مجموعات إرهابية.
“يموت جنودنا من أجل بحيرة تشاد والساحل، اعتباراً من اليوم لن يشارك أي جندي تشادي في عملية عسكرية خارج البلاد“ هذا ما قاله بالحرف الرئيس التشادي إدريس ديبي في نيسان الماضي، عقب مقتل العشرات من رجاله في مواجهات مع بوكو حرام على ضفاف بحيرة تشاد.
لكن الرئيس التشادي، في القمة الأخيرة لدول الساحل التي احتضنتها بلاده، أعلن إرسال 1200 جندي إلى منطقة الحدود التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى، كل هذا يعني أن الخطر الإرهابي لا يزال قائما ولعلّه أكثر خطورة من ذي قبل مع تحول المجموعات الإرهابية إلى أشبه بعصابات إجرامية.