تدارك أزمة سفينة “إيفر غيفن” الجانحة في قناة السويس وفّر حدوث أزمة اقتصادية عارمة.
أخيراً وبعد طول انتظار أسدلت الدولة المصرية الستار على أزمة السفينة “إيفر غيفن” التي جنحت في المجرى الملاحي لقناة السويس في شهر مارس الماضي وتسببت في حدوث خسائر مالية فادحة لهيئة قناة السويس بشكل خاص والملاحة البحرية الدولية بشكل عام.
إذ غادرت السفينة منطقة البحيرات المرة والتي احتجزت بداخلها لأكثر من ثلاثة أشهر بعد التوقيع على عقد التسوية بين هيئة قناة السويس والشركة المالكة لسفينة الحاويات البنمية “Ever Given”.
إرضاء الطرفين
ومن جانبه أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، أن المشكلة الأكبر التي وجدت أثناء عملية التفاوض هي كيفية إرضاء الطرفين اللذان تجمعهما شراكة قوية منذ زمن في إشارة منه لهيئة قناة السويس والشركة المالكة للسفينة، مؤكداً أن مصر كانت حريصة أثناء التفاوض ألا تخسر شركاءها الدوليين.
كما كشف ربيع أن الشركة المالكة للسفينة قدمت هدية كبيرة لهيئة قناة السويس نظير الجهود الضخمه التي بذلها رجال الهيئة في إنقاذ وتعويم سفينة “إيفر غيفن” بأمان، وهذه الهدية عبارة عن قاطرة ستتسلمها الهيئة خلال عام.
ومن جانبه الدكتور ربان منتصر السكري الخبير البحري العالمي في حديثه لأخبار الآن، أن وصول الطرفين لتسوية مرضية جنَّبَ الاقتصاد الدولي الكثير من الخسائر الفادحة.
وأوضح السكري أن التوصل إلى تسوية مرضية يعد نجاحاً كبيراً لجميع الأطراف.
تسوية إيفر غيفن
وكانت السلطات المصرية أعلنت الأحد أنّها توصّلت إلى تسوية مع الشركة اليابانية المالكة لـ”إيفر غيفن” ينصّ على الإفراج عن السفينة مقابل حصول القاهرة على تعويض عن الخسائر والأضرار التي تكبّدتها من جرّاء إغلاق القناة، من دون أن يعلن أيّ من الطرفين عن قيمة التعويضات التي اتّفقا عليها.
وقبيل توقيع التسوية، قال محامي هيئة القناة خالد أبو بكر في تصريحات إعلامية: “ملتزمون ببنود السرية فيما بيننا فيما تم من مفاوضات وما وصلنا إليه من نتائج”، وأضاف “لكن أستطيع أن أؤكد بكل ثقة أننا حافظنا على حقوق الهيئة كاملة”، في إشارة إلى هيئة قناة السويس.
وقال ربيع عقب مراسم التوقيع التي نقل التلفزيون الرسمي وقائعها: “أعلن للعالم كله التوصل إلى اتفاق|، في إشارة إلى اتفاق التسوية.
ويوم الأحد قال ربيع في مقابلة تلفزيونية إنّ مصر ستتلقّى من الشركة اليابانية المالكة للسفينة، بالإضافة إلى التعويض المالي، قاطرة بحرية بقوة شدّ تبلغ 75 طناً. ولفت رئيس هيئة القناة إلى أنّه سيتّم أيضاً تعويض أسرة أحد عمال الهيئة الذي توفي أثناء عملية تعويم السفينة.
من جهته، قال يوكيتو هيجاكي المسؤول في إيماباري لبناء السفن التابعة لها شوي كيسن اليابانية المالكة لسفينة الحاويات، في رسالة مسجلة، إن شركته ستظل عميلا لقناة السويس بانتظام.
وقال المسؤول الياباني إن السفينة جنحت منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، وبفضل خبرة قناة السويس تم تعويم السفينة في غضون سبعة أيام.
وأشار إلى أهمية قناة السويس التي تعد محورا مهما وعلامة مميزة بين الشرق والغرب، مؤكدا أن شركته تمتلك أسطولا كبيرا من السفن ستمر جميعها من قناة السويس.