فهيم داشتي أحد أبرز قادة المقاومة الأفغانية في حوار خاص مع أخبار الآن
- الفرق شاسع بين رؤية طالبان والمقاومة الأفغانية
- كيف تحاول المقاومة إحلال السلام في أفغانستان؟
- المقاومة تدافع عن أفغانستان من بانشير وليس كما تروج طالبان
- المقاومة تمد يد السلام ولكنها جاهزة للحل العسكري
كيف ترى المقاومة في بانشير الوضع الراهن في أفغانستان؟ وما الحل للنزاع الحالي مع طالبان؟ هل تثق في وعود الجماعة؟ العديد من الأسئلة جالت في بالنا لأكثر من أسبوعين بعد سيطرة طالبان على كابول وتواجد المقاومة في حصنها المنيع ببانشير.
بين هذا وذاك، وفي حوار خاص (سينشر على جزئين) لـ “أخبار الآن” مع فهيم داشتي، أحد أبرز قادة المقاومة الأفغانية والصحفي والمحلل السياسي.
في البداية كان السؤال الأبرز لدينا حول هل تثق المقاومة في طالبان والحوار معها؟ قال فهيم: “السؤال حول الثقة في طالبان لكن ما يمكننا فعله من طرفنا هو الاستمرار في المفاوضات لكي نتجنب المعارك والحرب”.
وواصل “نفضل المفاوضات لكي نصل إلى السلام وهذا ما نفضله أن نمنح فرصة للحوار، لكن الأمر يتوقف عليهم إن لم يرغبوا في التفاوض، هناك مفاوضات جارية حاليا، عقدنا جلستين بالفعل ونخطط لجلسة جديدة”.
وأكمل “لكن في نهاية المطاف الأمر منوط بهم، إن اختاروا المفاوضات فنحن جاهزون وإن اختاروا الحرب والحل العسكري فنحن جاهزون”.
طالبان تقول ما لا تفعل
وتابع “لسوء الحظ في آخر 40 عاما نصف قرن تقريبا كان لدينا سفك دماء كثير في أفغانستان، طالبان كانت تزعم بأنها ستوقف ذلك إن وصلت للحكم، ومن الواضح أنهم ليسوا قادرين على ذلك”.
وواصل “هذه الحوادث تضع تساؤلات كبيرة أمام طالبان وتوضح عدم قدرتهم على وقف الدماء أو الهجمات الإرهابية، ما يعني أنهم إن أرادوا إنشاء حكومة من جانب واحد أو عدم الاهتمام بمطالب الشعب أو تطبيق رؤيتهم فقط أو الحرب على الشعب، فسيواجهون هذا النوع من الظروف”.
مستعدون لأي سيناريو مع طالبان
ماذا لو لم تفلح المفاوضات مع طالبان؟ يجيب داشتي: “ما نريده أن ندخل في مفاوضات وأن نجد طريقة لننهي هذا التاريخ سواء في الماضي أو الحاضر في أفغانستان للأبد.، علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو، إن لم تعمل المفاوضات بشكل جيد فأي شيء قد يحدث”.
وتابع “لكننا لا نرغب في بدء الحرب، لكن إن أرادت طالبان الحرب فنحن جاهزون، الأمر ليس منوطا ببانشير، لسنا هنا للدفاع عن بانشير لكننا هنا للدفاع عن أفغانستان من بانشير، أيضا نوسع علاقاتنا مع دول مختلفة في المنطقة وأيضا أبعد من ذلك، وأن نشجع وندفع طالبان لحل المشاكل بالمفاوضات وإن لم ترغب في ذلك فنحن نتوقع الحرب لأننا لن نتقبل الحكومة التي ستؤسسها طالبان من جانب واحد وأن نتوقع أن توضع بعض العقوبات عليهم أو وسائل أخرى، لكننا نمنح فرصة من أجل السلام لكن أيضا نستعد من أجل أي سيناريو آخر”.
الفارق بين رؤية المقاومة ورؤية طالبان
وتحدث داشتي حول الفارق بين رؤية طالبان والمقاومة قائلا: “دول مختلفة تتعامل مع الوضع الجديد في أفغانستان وفقا لاهتماماتها وهذا مفهوم لكن هناك شيء منطقي وأخلاقي يجب أن يفرقوا من خلاله بين الرؤى بين الجانبين”.
وواصل “رؤيتنا هي أن نؤسس حكومة تضامنية شرعية تشاركية يثق بها كل الشعب الأفغاني وكل الأعراق وكل الجوانب السياسية. ونحاول أن نصل إلى توافق مع طالبان وبقية المجموعات الأخرى لتأسيس حكومة تجلب العدالة الاجتماعية وقانون جيد يضمن حياة المواطن الأفغاني العادي والأقليات وحقوق المرأة وحقوق الإنسان، والحقوق الأخرى، وحرية التعبير وغيرها”.
واسترسل “ونرغب في تأسيس حكومة بالتعاون مع كل الأحزاب الأخرى من ضمنها طالبان والتي ستكون شرعية أمام المجتمع الدولي والتي ستمكننا من تأسيس علاقة جيدة مع دول المنطقة وأبعد من ذلك، تلك أجندتنا ورؤيتنا”.
وتابع “ما رؤية طالبان؟ حتى الآن ليست واضحة، يقولون أشياء ويفعلون عكسها، يقولون إنهم يحترمون حقوق المرأة لكنهم يضربون النساء في شوارع كابول، يقولون إنهم لن يستخدموا العنف لكنهم يقبضون على الناس ويضربونهم ويقتلونهم، يقتلون الفنانين، تعلمون هذا وغيرها من الأشياء، يفعلون مالا يقولون”.
وأتم “لذا يجب أن يكون هناك تفرقة بين هذه الرؤى والمواقف، لذا نتوقع من المجتمع الدولي أن يكون معنا وأن يعرف مشاكل أفغانستان، بالطبع نحاول أن نؤسس علاقات مع دول أخرى، لكي نقنعهم أنهم إن أرادوا أن يكون هناك سلام في أفغانستان وسلام في المنطقة لذا يجب أن يكون لدينا نظام في أفغانستان”.
من هو فهيم داشتي؟
فهيم داشتي هو صحفي وسياسي ومحلل أفغاني وابن من أبناء مقاطعة بانشير ودرس العلوم السياسية في جامعة كابول، وهو أحد أبرز حلفاء القائد أحمد شاه مسعود ودائما كان مستهدفا من طالبان.
وعند اغتيال أحمد شاه مسعود قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر، داشتي كان يعمل على سيرة ذاتية للقائد الراحل وأصيب بدوره في العملية. وتعرض لحروق كذلك في جسده.