فانوس بصير: طالبان لا ترى النساء في أفغانستان.. نحن بالنسبة إليهم لا شيء
أظهرت فانوس بصير لاعبة كرة القدم الأفغانية السابقة نبرة يأس خلال حديثها عن سيطرة طالبان على كابول، وذلك خلال حوار خاص أجراه معها موقع “أخبار الآن”.
فانوس تحدثت حول طريقة خروجها من أفغانستان، وكم البطش الذي لحق بالمواطنين من جماعة طالبان، وكذلك حول مستقبل الرياضة الأفغانية بالنسبة للنساء.
الرحيل من أفغانستان
في البداية تحدثت فانوس حول رحلتها للرحيل عن بلادها هربا من جحيم طالبان قائلة: “حينما سيطرت طالبان على كابول، تلقينا رسائل من أصدقائنا أرادوا مساعدة كل من يعمل في الرياضة وغيرها، حينما رأيت الوضع في أفغانستان، قررت عدم البقاء، وإذا سمحت لنا طالبان العمل هنا، لكن العمل مع نظام طالبان يعني أنني أدعمهم وهذا لن يحدث قط، عقليتهم هي ذاتها، البعض يعتقد أنهم بشر وهم ليسوا كذلك”.
وواصلت “قلت إنني لن أرحل وحدي، لأن معي والدتي وهي مريضة ولن يحدث ذلك، أصدقائي الفرنسيون خططوا لنا طريقة دخول المطار، في أول يومين كنا نحاول الدخول إلى المطار وكان هناك ازدحام شديد من المواطنين، وطالبان كانت تطلق النار، والنساء يمتن، شاهدت بعيني 3 نساء يمتن ويطلقون النار على أيدي وأرجل الناس، ويضربون الناس بالعصي، وفجأة بدأوا بدفع الناس وأسقطوهم أرضا”.
وأكملت “ذهبت إلى أحد عناصر طالبان، وكنت أغطي نفسي بالكامل، سألته إلى أين يجب أن نتجه، قال لي لا لا أرغب في التحدث معك، أنت امرأة ولا أريد التحدث معك”.
وتابعت “السفارة الفرنسية جلبت حافلة وأدخلتنا المطار، وفي النهاية دخلنا المطار بطريقة آمنة، الوضع كان سيصبح صعبا إن لم تساعدنا السفارة أو الحكومة الفرنسية، لن أنسى ما حدث قط لم يكن متوقعا”.
طالبان ترى النساء صفر.. لا شيء
وتطرقت فانوس للحديث عن مستقبل الرياضيات الأفغانيات بعد حكم طالبان قائلة: “مثلت المنتخب، حتى نهاية 2016، بعد ذلك لعبت للأندية ولدي رخصة مدرب، ولدي فريقي الخاص، كانت هناك تسهيلات بسيطة، على الأقل كنا أحرار ونلعب كرة القدم، الموقف لم يكن جيدا حينها وهناك تهديدات بالقتل لكن لم يكن هناك طالبان ونلعب بحرية وبسهولة”.
واسترسلت “الموقف تغير ولم تعد هناك فرق للنساء، منذ 3 أيام شاهدت الأخبار وعينوا شخصا للرياضة والنشاطات، الشخص الذي قدموه كرئيس للرياضة كان في السجن لأنه خطط هجمات اغتيال للرياضيين والآن هو رئيس الرياضة، وذكر كل رياضات الرجال لكنه لم يقل كلمة عن النساء”.
وأردفت “طالبان ترى النساء لا شيء في المجتمع نحن مثل صفر بالنسبة لهم لا شيء”.
وواصلت “بالطبع أرغب في العودة إلى أفغانستان لكن إن شعرت بالأمان وانتهى حكم طالبان، أرغب في العودة إلى وطني ومنزلي ومساعدة كل النساء في القتال من أجل حقوقهن، لكن لا أعلم ما الذي سيحدث، لأننا لا نعلم شيئا عن المستقبل، قد يتطلب الأمر شهورا أو سنوات، لذا في ظل هذا الحكم لن أذهب، لأنهم لن يتقبلوننا قط أو يرغبون فينا أو يحتاجوننا في المجتمع، فالأمر يبدو بلا طائل”.
في عام 2010، انضمت بصير إلى فريق كرة قدم وطني ناشئ حيث كانوا يتدربون في ملعب متهدم. وبدأت بصير في المشاركة في بطولات في الخارج.
وتُظهر صورها في أيام لعبها، وهي ترتدي ملابس كرة القدم، ورأسها مكشوف، وتبتسم وذراعيها ملفوفتان حول زملائها في الفريق.
الآن عادت طالبان، تم إغلاق فريق كرة القدم الوطني، وإجلاء عدد كبير من اللاعبين والموظفين الحاليين على متن طائرة عسكرية أسترالية.