بعد تأكيد مقتل المتطرف علي كالورا.. تساؤلات حول مصير جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا الموالية لداعش

جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا تؤكد مقتل علي كالورا أكبر رؤوس داعش

• المتطرف علي كالورا أحد أبرز رؤوس داعش في آسيا تم تأكيد مقتله
• عملية أمنية بين الشرطة والجيش الإندونيسيين قاموا خلالها بتبادل إطلاق النار مع المتطرف
• كالورا أحد أبرز المطلوبين أمنيا ويعد زعيم التنظيم المتطرف الموالي لداعش
• إندثار الجماعة المتطرفة مع فقدانها لأبرز قياداتها وعدم وجود من يخلف كالورا في القيادة

أكدت تقارير أمنية مقتل المتشدد علي كالورا، زعيم  جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا، والتي هي على صلة بتنظيم داعش، وذلك بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن الإندونيسية.

ويعد علي كالورا أحد أبرز الشخصيات الإرهابية الموالية لداعش في آسيا، حيث قضى عقدًا من الزمن مختبئًا في مناطق جبلية تفصل بين منطقتي بوسو وباريجي ماونتونغ.

ويعد كالورا من المطلوبين أمنيا في عدد من الدول وعلى رأسهم إندونيسيا، خاصة بعد محاولات أمنية عدة للإيقاع به، إلا أنه كان خبيرا في التنكر ما ساعده على الإفلات من قبضة الأمن مرات عدة.

ووفقا لبيان، فقد تم إطلاق عملية مشتركة بين الجيش الإندونيسي والشرطة في 18 سبتمبر 2021 ، حيث تم تبادل لإطلاق النار، ثم تم العثور على كالورا مقتولا في الساعة 17:20 بالتوقيت المحلي.

كما أدى الاشتباك أيضاً إلى مقتل أحد أقرب شركائه، عكرمة المعروف أيضًا باسم جاكا رمضان أو راما، وقبل إلقاء القبض عليه أخيرًا ، ألقى كالورا بقنبلة يدوية على الضباط لكن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات.

وانتهت قصة الهاربين، علي كالورا وعكرمة، في قرية تسمى أستينا بمقاطعة توري.

وظهر اسم كالورا لأول مرة في 25 مايو 2011 بعدما تم الكشف عن أول عمل إرهابي للرجل البالغ من العمر 40 عامًا من خلال إطلاق النار على نقطة للشرطة تقع حول أحد البنوك في منطقة بوسو، وسط سولاويزي، تمكن من إصابة ضابطين ثم تمكن من الفرار.

ويعتبر علي كالورا زعيم جماعة إرهابية تسمى مجاهدي شرق إندونيسيا، حيث تولى قيادة الجماعة كبديل لسانتوسو الزعيم السابق.

 

بعد انتهاء الشخصيتين البارزتين في مجاهدي شرق إندونيسيا، بدأ كالورا بالحصول على ثقة العناصر المتشددة، ويرجع ذلك لسببين، الأول باعتباره أحد المقربين من الزعيم السابق، سانتوسو. بالإضافة إلى ذلك ، من بين أعضاء جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا، يعد علي هو الشخص الأكثر معرفة في منطقة بوسو لأنه ولد ونشأ في مدينة أصبحت ميدانًا للصراع الطائفي من أواخر عام 1998 إلى نهاية عام 2001.

وأوضح رئيس المفتشين العام لشرطة منطقة وسط سولاويزي العام ، رودي سيفاهريادي أنه تمت مصادرة أدلة على شكل سلاح ناري من طراز M16 ، وحقيبتا ظهر، وقنبلة يدوية، وقنبلة وقود واحدة، وتسع ذخائر حية، وغيرها.

وأضاف قائلاً: “لا يزال هناك أربعة أعضاء متبقين، نطاردهم حاليًا، حتى نتمكن من القبض عليهم نأمل ذلك قريبًا حقًا”.

ويؤمن المسؤول الأمني أنه بعد وفاة علي كالورا، سوف تندثر جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا، هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يعد لديهم قائد وأن الأعضاء الأربعة الباقين ليس لديهم فلسفة عقائدية، كما أنهم ليسوا ماهرين في ساحة المعركة.

وبعد توزيع الصور لتضييق نطاق حركتهم بشكل أكبر، حدد قائد شرطة منطقة وسط سولاويزي العام الأسماء المتبقية وهي: “بقي أربعة أشخاص هوياتهم هي عسكر أو باك جورو، مخلص الملقب بـ ناي ، أحمد غزالي أو أحمد بانجانق وسوهاردان المعروف أيضًا باسم حسن براناتا.

“لم يعد هناك زعيم، الأشخاص الأربعة الباقون ليس لديهم قدرات على القتال كما أنه ليس لديهم رأس مال كاف من الأفكار الجهادية من نشر العقيدة لجذب عناصر جدد” هكذا أوضح المسؤول الامني خلال اتصال مع أخبار الآن بتاريخ 20 سبتمبر 2021.

علي كالورة.. زعيم غير متوقع وجرائم إرهابية متكررة

الاسم الحقيقي للرجل الذي ولد في 30 مايو 1981 هو علي أحمد، تشير كلمة “كالورا” إلى اسم القرية التي ولد فيها حيث تقع القرية على الساحل الشمالي لمدينة بوسو ، وسط سولاويزي في إندونيسيا.

كان علي من أوائل أعضاء جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا مع داينج كورو وسانتوسو والبصري.

وتحت قيادته ، غالبًا ما يبرز اسم مجاهدي شرق إندونيسيا لأنها مرتبطة بالقتل الوحشي للسكان المحليين، كان من بين أكثر الاكتشافات إثارة للصدمة من جرائم الجماعة، هو العثور على جثة مشوهة لعامل منجم ذهب حول مكان اختباء العناصر المتطرفة السابق في عام 2019.

عمل إرهابي سادي آخر قام به علي كالورا هو مذبحة عائلة ياسا في قرية ليمبان تونغوا في سيجي ، وسط سولاويزي، وتقع قرية ليمبان في المناطق الداخلية من سيجي، للوصول إلى هناك، من الضروري السفر لمدة ساعتين عبر التضاريس الجبلية الشديدة. فالطريق مصنوع من صخور شديدة الانحدار ، بينما توجد على اليسار واليمين وديان شديدة الانحدار.

بناءً على إفادات السكان ، فإن العناصر المتطرفة قتلت العائلة ولم يقتصر الأمر على قتلهم فحسب ، بل سرقوا وأحرقوا أيضًا العديد من منازل جيران عائلة ياسا، كانت الصدمة التي خلفها العمل الإرهابي كبيرة جدا.

وكان الدافع وراء السرقة التي نفذتها جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا في قرية ليمبان تونغوا هو البحث عن لوجستيات لدعمهم في الغابة حيث يمكن ملاحظة ذلك من خلال عدم سرقة الأشياء الثمينة مثل الذهب أو المال ، ولكن الأرز والمواد الغذائية الأخرى.

وبدأ التقدم الذي أحرزته الجماعة في الازدهار في أوائل عام 2011. وقد أدلى سيف عارف بهذه الشهادة عندما اتصلت به أخبار الآن عبر الهاتف في 20 سبتمبر 2021.

ويعد عارف هو مقاتل سابق في الجماعة الإسلامية في بوسو. وهو إرهابي سابق مرتبط بعمروزي، العقل المدبر وراء تفجيرات بالي الأولى والثانية.

بداية تكوين جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا

وفي عام 2012 بدأوا في تنفيذ أعمال إرهابية بإطلاق النار على مخفر الشرطة. كان من بين الأشياء التي جذبتهم أكبر قدر من الاهتمام عندما تحدى سانتوسو فريقا أمنيا إندوينسيا للعمليات الخاصة، وذلك للقتال في بوسو في بداية مقطع فيديو تعهده بالانضمام إلى داعش. وبعد ذلك تم وضع اسمائهم في قائمة المطلوبين وفي السنوات الاولى بدأوا في استهداف الشرطة”.

تم تأسيس الجماعة من قبل سانتوسو الملقب أبو وردة عاصي عيارقي في بوسو ، وسط سولاويزي. حيث بدأ سانتوسو بتكوين كادر أعضاء التنظيم المتطرف منذ عام 2010.

وبعد أن بدأ اسمهم في الارتفاع في عام 2012 ، بعد ذلك بعامين، تعهدت جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا بانتمائهم إلى (داعش) حيث أعلنوا قسم الولاء للتنظيم وتحدوا السلطات للقتال في مقطع فيديو تم تحميله في يوليو 2014.

ويتابع المقاتل السابق سيف عارف لأخبار الآن: “لكنهم لم يكونوا في الحقيقة تابعين لداعش. كانوا فقط يعلنون أنفسهم. فيما يتعلق بالمساعدة المالية ، لم يتم تمويلهم من قبل داعش ولكن من خلال الإندونيسيين الذين ذهبوا إلى سوريا. إنهم يجمعون الأموال هناك. أنا أعرف ذلك لأنني كنت في نفس الزنزانة مع رجال بوسو الذين تم اعتقالهم.

كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن الاتصال بين جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا والشبكة في سوريا كان من خلال عضو يدعى بحر النعيم.

أثارت تحركات سانتوسو قلق العالم لأنه كان يشتبه في أنه التوسع الناجح لداعش في إندونيسيا. في الواقع ، سجلت وزارة خارجية الولايات المتحدة اسم سانتوسو في الشبكة الإرهابية العالمية.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان ، بحسب ما نقلته وكالة أنباء أنتارا ، “نتيجة لهذا التصنيف ، تم حظر جميع الممتلكات داخل الولايات القضائية الأمريكية المتعلقة بسانتوسو ، ويحظر على جميع المواطنين الأمريكيين الدخول في أي معاملات مع سانتوسو”. وذلك في 23 مارس 2016

إلى جانب سانتوسو وباهر نعيم ، أحد العقول المدبرة بجماعة مجاهدي شرق إندونيسيا هو داينج كورو الرجل الذي اسمه الحقيقي Sabar Subagyo كان جنديًا خاصًا سابقًا في الجيش.

في عام 1992 ، تم طرد داينج بسبب قضية تحرش جنسي. قبل وقت طويل من سانتوسو كان داينج بارعًا في نشر الرعب ، حيث كان داينج نشطًا في هذه المسألة منذ أوائل عام 2000.

تولى داينج منصب مستشار وقائد ميداني لمجاهدي شرق إندونيسيا حيث كان جنرالًا رئيسيًا في الحرب

بداية الإندثار لجماعة مجاهدي شرق إندونيسيا

بعد سماع نبأ وفاة صديقه المقرب علي كالورا، طلب البصري، المعروف باسم باجونج، والذي يعيش حاليًا في زنزانة سجن جاكرتا، من الأعضاء الأربعة الباقين تسليم أنفسهم عبر مقطع فيديو قصير. أخبرهم أنه في حالة جيدة ، وسيصطحبهم بنفسه إذا رغبوا في ذلك. وسيكون على استعداد “للدفاع” ومحاسبة انتهاكات القانون التي ارتكبها أصدقاؤه.

يقول في الفيديو:

“إخواني ، إخوتي الذين ما زالوا يختبئون في الغابة ، إذا كنتم تخشون النزول والاستسلام ، فسأكون مسؤولاً. سأكون الشخص الذي سيأخذكم. سأقلكم، وتابع قائلا “لقد عاملتني الشرطة بشكل جيد اكثر من اخوتهم”. وقال البصري “مرة أخرى ، دعنا ننزل ، دعنا نذهب ، لقد تركنا أفعالنا التي تنتهك القانون ، سنعيد بناء بوسو”.

ويؤكد سيف عارف إنه وفقًا لملاحظاته ، فإن جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا محاصرة بالفعل، حيث أصبح الأمر مرئيًا له عندما توفي علي كالورا في منطقة سكنية ، على عكس داينج كورو وسانتوسو اللذين أُطلق عليهما الرصاص في منطقة اختبائهم في منطقة بوسو الجبلية.

ويقول عارف: “هذا يعني أن علي كالورا لم يعد لديه أي شخص حتى يلتقط أو يبحث عن الخدمات اللوجستية. لقد صدمت قليلاً عندما سمعت أنه توفي بالقرب من منطقة سكنية “. وعلى الرغم من الوضع ، فإن القول بأن جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا ستتوقف حركتهم بشكل ملحوظ.

ويتابع قائلاً: “القول بأنهم في أضعف نقطة لديهم، هذا صحيح. أصبح وضعهم أكثر يأسًا. لكن مع مقتل علي كالورا ، لا يعني ذلك أن رحلتهم ستنتهي. كان الأشخاص الأربعة الباقون مجرد رجال حرب العصابات. المتعاطفون معه ما زالوا هنا. طالما هناك متعاطفون ، ستستمر حركتهم لأنه لا يزال هناك أمل في التجديد وقد يستمرون في تلقي الدعم اللوجستي.

حسب عارف ، هناك عاملان مهمان لسحق جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا حتى جذورها. بالإضافة إلى اعتقال الأعضاء الأربعة المتبقين على الفور ، تحتاج الحكومة أيضًا إلى استكشاف برنامج التطرف الذي كانوا يخططون له منذ عدة سنوات. هذا لأنه ، حتى بعد أحد عشر عامًا من تأسيس الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب، لم تنطفئ شرارات الصراع في بوسو.

وقال عارف إن الحكومة يجب أن تتعاون مع قادة المجتمع المحلي من أجل التنشئة الاجتماعية.

وتستخدم جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا المشاعر الدينية لتجنيد الناس.

فبدلاً من التكهن على عجل بأن مصير جماعة مجاهدي شرق إندونيسيا قد انتهت، وفقًا لما قاله عارف، فإن الحكومة مستعدة بشكل أفضل للأسوأ، يقوم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بسرعة بتجنيد أشخاص جدد ، ولديه رئيس جديد لم يتوقعه أحد.

“إذا نظرت إلى تغيير رئيسهم من سانتوسو ، البصري ، ثم علي كالورا ، فهذه المنظمة فريدة تمامًا. يمكن تحريك المتعاطف معهم للانضمام إلى الحركة مع زعيم جديد. سيكون من الأفضل تشديد برنامج إزالة التطرف ، أو الاستعداد للأسوأ. واضاف ان “بذور الارهاب تنمو مرة اخرى وتزعزع السلام في البلاد مرة اخرى”.