المجهول يلاحق طلاب الجامعات الخاصة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم في البلاد في منتصف شهر آب\أغسطس الماضي
- فرضت طالبان قواعد جديدة على قاعات التعليم خاصة في الجامعات الخاصة
- لم تصدر حركة طالبان حتى الآن أي تفاصيل عن الطريقة التي سوف تدير بها الحياة التعليمية في البلاد
تزامنا مع الاضطراب السياسي الذي تشهده البلاد، يتهاوى الاقتصاد الأفغاني ويواجه خطر الانهيار بحسب جميع المؤشرات
وبين هذا وذاك، تجد الجامعات الخاصة نفسها بين الأمرين وتعاني من قرارات طالبان وضعف إقبال الطلبة الأفغان مع الأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث باتوا غير قادرين على دفع التكاليف.
تحدثت أخبار الآن مع مجموعة من طلاب الجامعات حول وضع التعليم في أفغانستان وتوقعاتهم للفترة القادمة تحت حكم طالبان
بدء العام الدراسي في أفغانستان
بدأ العام الدراسي في أفغانستان، وفي ظل حكم طالبان، فرضت قواعد جديدة على قاعات التعليم خاصة في الجامعات الخاصة، من بينها منع الاختلاط بين الإناث والذكور في الصفوف، كما أصبح ارتداء الحجاب إلزاميا على الطالبات اللاتي يرغبن في إكمال دراستهن
وأتى الإعلان عن سياسة التعليم العالي الجديدة بعد يوم واحد فقط من رفع علم طالبان على القصر الجمهوري، إيذانا ببداية حكم الإدارة الجديدة.
وتنطوي تلك السياسة التعليمية الجديدة على تغييرات كبيرة مقارنة بالممارسات المقبولة التي كانت سائدة في الجامعات في فترة ما قبل استيلاء طالبان على الحكم، إذ كان يسمح بالاختلاط في الجامعات، وكان النساء والرجال يدرسون جنبا إلى جنب، كما لم يكن هناك زي بعينه يفرض على النساء والفتيات في الجامعات.
قالت طالبة الحقوق تمكين، 23 عاما “في جامعتنا الخاصة لم تتوقف الدراسة لأنه كان هناك فصل بين الجنسين قبل طالبان، لذلك لم تتأثر الجامعة بقوانين طالبان في هذا الشأن.
وأضافت تمكين: “المستقبل مجهول بالنسبة لي، فنحن لا نعلم إن كانت طالبان ستسمح لنا إكمال دراستنا أو حتى ممارسة مهنتي عقب التخرج”
“خاصة بعد إعلان طالبان بالسماح بالتعليم للفتيات حتى المرحلة الاعدادية فقط. وعلى أي حال إذا لم يسمحوا لنا بالتعلم أو العمل سينتهي بنا الأمر إما بالخضوع لتلك الأوامر أو الفرار خارج البلاد ككثير من الشباب”.
رجح البعض أن تلك القرارات سوف تؤدي إلى حرمان المرأة في أفغانستان من التعليم الجامعي لأن الجامعات ليس لديها الموارد المالية اللازمة لإقامة قاعات محاضرات منفصلة للنساء.
رغم ذلك، أصر وزير التعليم العالي في حكومة طالبان على أن هناك عددا كافيا من المدرسات الجامعيات، مشددا على أنه إذا لم يتوافر العدد المطلوب منهن، سوف توفر الحكومة بدائل لذلك.
وقالت طالبة الحقوق زينب خنجاني، 20 عاما “الحكومة السابقة كانت لها قوانينها الخاصة وطالبان أيضا لها قوانينها الخاصة، الفرق أن الآن المجهول يسيطر على مستقبلنا، حيث لا نعلم إذا كانوا سيمنعوننا من الدراسة، وللأسف إن فعلوا ذلك لن يكون بأيدينا حيلة وسوف نضطر إلى المكوث في المنازل والتوقف عن الدراسة”.
لم تصدر حركة طالبان حتى الآن أي تفاصيل عن الطريقة التي سوف تدير بها الحياة التعليمية في البلاد
يذكر أنه خلال العقدين الماضيين، ازدهر العلم في أفغانستان، خاصة أن الولايات المتحدة دعمت قطاع التعليم والبحوث وتطوير العلوم هناك، لكن عودة طالبان تضع جهود العلم في خطر، وهذا القطاع بات مهددا بسبب التمويل، إلى جانب الاضطهاد لمن ينتمون إلى إثنيات مختلفة، بحسب تقرير نشرته مجلة نيتشر العلمية.
وبالنظر إلى واقع الحال في البلاد، فإذا تجاهلنا كل الإنجازات التي تحققت في أفغانستان في السنوات العشرين الماضية، فلا يمكننا تجاهل التقدم في مجال التعليم العالي.
ففي كابول وحدها، تقوم العشرات من الجامعات الخاصة، إلى جانب خمس جامعات عامة، بتخريج آلاف الطلاب إلى المجتمع الذي يمزقه الحرب في أفغانستان كل عام.
في المقابل، رجحت شركة الاستشارات الاقتصادية العالمية “فيتش سوليوشن” أن ينهار الاقتصاد الأفغاني في أعقاب الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من البلاد وعودة حركة طالبان إلى السلطة.
وتتوقع “فيتش” الآن أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في أفغانستان بنسبة 9.7% خلال العام الحالي، مع انخفاض آخر بنسبة 5.2% العام المقبل، فيما كانت قد توقعت في السابق نمواً بنسبة 0.4% لهذا العام.
وقال طالب الطب البيطري محمد نجيب، 19 عاما، “الدراسة توقفت بسبب الجائحة واستمر ذلك مع استيلاء طالبان على الحكم، وأتيت اليوم إلى الكلية للتحقق من صحة خبر قرار استئناف الدراسة بحسب وزارة التعليم العالي لطالبان”
وأضاف نجيب، إلا أنني اتصلت باحد أستاذتي وقال لي إن أمر الدراسة مازال مجهول وسوف أخبرك إن تغير شيء”.
وتابع نجيب، “أريد أن أصبح طبيبا بيطريا ناجحا وأن أخدم أفغانستان بعلمي لكن للأسف الجائحة عرقلت الدراسة من جهة ثم طالبان والحرب من جهة أخرى، فالبرغم من أنني أريد أن أحصل على مستقبل جيد، المعوقات مازالت لا تسمح بذلك”.
لم تصدر حركة طالبان حتى الآن أي تفاصيل عن الطريقة التي سوف تدير بها الحياة التعليمية في البلاد
لكنها تعهدت بالسماح للفتيات بالتعلم، شريطة التزامهن بشرط ارتداء الحجاب الإسلامي، لكن كثيرا من التفاصيل بشأن تعليم الفتيات خاصة لا تزال غير واضحة
وحذرت منظمات دولية معنية بالتعليم مثل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم “يونسكو” من أي قرارت غير مُدروسة في مجال التعليم في أفغانستان.