تأثيرات التغيرات المناخية عالميا على مصر
- منطقة الدلتا في أي دولة تعد مصبات الأنهار
- أزمة غرق الإسكندرية ليست بجديدة بل هي ضمن دراسة مصرية أجريت عام 1997
- تم وضع خطة رصد وطني وإنذار مبكر مرتبط بعناصر التغيرات المناخية
في سابقة من نوعها شهدت محافظة أسوان مساء الجمعة سقوط أمطار مصحوبة برعد وبرق، سبقها هبوب عاصفة ترابية
وكان ارتفع نتيجة ذلك عدد ضحايا لدغات العقارب في مدينة أسوان جنوب مصر، إلى 4 وفيات، و503 مصابا، بعد أن خرجت العقارب من جحورها نتيجة العاصفة الثلجية والأمطار الغزيرة التي سقطت على المدينة.
تزامنت هذه العاصفة والتغيرات المناخية مع الحدث المناخي الأبرز قمة المناخ في غلاسكو كوب 26 مما أثار سؤالا حول ما اذا كانت هذه العاصفة مرتبطة بتداعيات التغير المناخي على مصر ومنطقة الدلتا؟
في لقاء خاص لـ “أخبار الآن” مع صابر عثمان الخبير المصري في التغيرات المناخية والتنمية المستدامة قال ” بحسب التقارير المناخية الحكومية فإن الأحداث المناخية في أسوان هي نتيجة للتغير المناخي”
وتابع عثمان: “ذلك بحسب معاينة حدة وتوقيت وموقع العاصفة الجغرافي، مما يجعلها نوعا من أنواع الظواهر المناخية الجامحة، حيث أنه هطلت الأمطار بشدة مصحوبة بسقوط برد ثلجي في منطقة معروفة بطقسها الجاف في الأساس”.
عدة مناطق في مصر مهددة بظواهر مناخية عنيفة
الدكتور صابر عثمان أشار إلى أن منطقة الدلتا في أي دولة تعد مصبات الأنهار ولذلك تتسم بانخفاض منسوب التربة فيها عن المناطق الأخرى.
وتابع خبير التغيرات المناخية: داخل دلتا النيل في مصر توجد أكثر من محافظة ومنها مدينة الإسكندرية، وفكرة الغرق مرتبطة بارتفاع مستوى منسوب سطح البحر ومع ارتفاع درجات الحرارة يزداد ذوبان جليد القطبين.
وواصل خبير التغيرات المناخية: التأثير الثاني هو ارتفاع درجة حرارة المياه مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي ونتيجة لذلك سيحدث تمدد في المياه، ولذلك نحن أمام تأثيرين، الأول زيادة المياه والثاني تمددها، وهذ الأمر يؤدي إلى ارتفاع الأمواج نحو الشواطئ، وتوجد احتمالية لغرق بعض المناطق”.
وأضاف: في الوقت الحالي وفقا للدراسات فإن المياه ارتفعت بحوالي 20 سم وأرض الدلتا تهبط سنويا بمقدار 2 مللي نتيجة لتأثيرات السد العالي.
وبحسب عثمان استعرض تقرير مصر الوطني المحدث كل عامين والصادر عام 2018 تفاصيل المناطق الساحلية في مصر وغمر الدلتا.
وبين التقرير الرسمي أن السواحل المصرية تمتد بطول 3500 كم منها 1200 كم على البحر المتوسط و2300 كم على البحر الأحمر.
وبحسب التقرير فإنه يعيش نحو 15% من مجموع سكان مصر في المناطق الساحلية، ومن المتوقع أن يكون تغير المناخ مصدرا للضغط على المناطق الساحلية ولاسيما مع تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر على الأراضي المنخفضة وتكرار العواصف الشديدة والظواهر المناخية المتطرفة.
وكشف الدكتور صابر عثمان، خبير التغيرات المناخية، ومدير إدارة التغيرات المناخية السابق بوزارة البيئة، أن أزمة غرق الإسكندرية ليست بجديدة بل هي ضمن دراسة مصرية أجريت عام 1997.
وأضاف عثمان، ما سيحدث هو غمر للشوارع فقط وليس اختفاء كامل للمدينة.. وهذا هو السيناريو الأسوأ إذا لم تتخذ إجراءات لخفض الانبعاثات أو حماية الشواطئ وفي هذه الحالة سيكون ذلك بحلول عام 2100.
وأوضح خبير التغيرات المناخية أن هذه الدراسة منشورة في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وتفيد بأن دلتا مصر وبنجلاديش وفيتنام من أكثر مناطق الدلتا المهددة في العالم.
وفي سياق متصل ذكر عثمان أن الزراعة في مصر تواجه العديد من التحديات المتنوعة الخاصة بتغير المناخ ومنها تملح التربة وموجات الحرارة العنيفة التي تضر بالإنتاج.
وتشير الدراسات بحسب صابر عثمان خبير التغيرات المناخية، إلى انخفاض إنتاجية معظم المحاصيل ما عدا محصول القطن الذي يشهد ازدهارًا في ظل هذه الظروف وحال حدوث موجات حرارية عنيفة.
ماهي الاجراءات الاستباقية؟
ذكر عثمان أن هناك مشروعات يتم تنفيذها على سواحل مصر الشمالية لحماية الشواطئ للحد من ارتفاع سطح البحر وبالتالي حماية الدلتا من الغرق في 5 محافظات تشمل (بورسعيد – دمياط – الدقهلية – كفرالشيخ – البحيرة)بإجمالي طول يصل إلى 70 كم.
وتابع، كما تم وضع خطة رصد وطني وإنذار مبكر مرتبط بعناصر التغيرات المناخية وارتفاع منسوب البحر.