الطلاب يعانون من الإحباط والاكتئاب بالإضافة إلى إرباك مهني وأكاديمي
قلب وباء كورونا موازين الحياة رأساً على عقب، فقد أدخل كوفيد العالم منذ العام 2019 في حالة من الجمود واضعاً الحدّ لكل تواصل بين البشر سواء على المستوى الإنساني اليومي أو على المستوى المهني، فقد ألزم الوباء العالم الذي يعيش على وقع السرعة القصوى على التمهّل وانبرى الجميع يفتشون عن طرق تخوّل أعمالهم الإستمرار، فكان الإنترنت الحل في عالم الاعمال والسياسة والتعليم ومختلف القطاعات، وأصبحت كل الإجتماعات تتم عن بعد وانحصر التواصل الإنساني بشاشة صغيرة فيما أقفلت المكاتب والشركات والجامعات والمدارس والمقاهي والأسواق، ليموت الواقع ويعيش الإنسان عبر شاشته في العالم الإفتراضي. تعود الحياة شيئاً فشيئاً اليوم إلى ما كانت عليه قبل انتشار الوباء لكن لا شك أن تداعيات ومخلفات مرحلة الوباء لا تزال حاضرة بقوة خصوصاً على مستوى التعليم، لذلك نحاول اليوم عبر هذا التقرير الوقوف على تجربة طلاب الجامعات مع التعليم عن بعد وكيف أثر وباء كورونا في عملية اكتسابهم للعلم وفي صحتهم النفسيّة؟ وماذا فعل هؤلاء خلال عامين من الحجر أو ربما الحجز المنزلي؟.
قبل الوقوف على تجارب طلاب واجهوا تأثيرات بالغة وتحديات قاسية في ظل الوباء لا بدّ من التوقف عند بعض الأرقام الملفتة لتداعيات الوباء على التعليم على المستويين المدرسي والجامعي:
على مستوى المدارس:
- بدءاً من نيسان 2020 توقف 94% من التلامذة أو 1.6 مليار طفل حول العالم عن الذهاب إلى المدرسة.
- ما زال نحو 700 مليون طفل يدرسون اليوم في المنزل في أجواء ضبابية.
- بحسب البنك الدولي واليونيسف والأونيسكو فإن الجيل الحالي يواجه خطر خسارة 17 تريليون دولار من دخله أي 14% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بسبب الاضطرابات التي لحقت بالحصص الدراسية.
على مستوى التعليم العالي:
- في ذروة الأزمة تأثر 220 مليون طالب في التعليم العالي بإغلاق الجامعات.
- تحظى منظومة التعليم العالي بأهمية كبيرة لنمو البلدان ومن المبكر معرفة التأثير الكامل على تدهور وانخفاض معدلات الالتحاق بالجامعات بسبب الجائحة.
- تشير التقارير إلى أن هناك انقطاعاً غير مسبوق في التعليم والتدريب في المجالين المهني والفني.
- بحسب المسح المشترك بين البنك الدولي والأونيسكو ومنظمة العمل الدولية فإن 90% ممن استطلعت آراؤهم قالوا إن هناك إغلاقاً تاماً لمراكز التعليم والتدريب المهني والفني في بلدانهم.
- بسبب غياب التدريب لن يتمكن هذا الجيل من بلوغ غاياته التعليمية أو تحقيق مستويات الدخل المحتمل في المستقبل.
بداية إيجابية وخاتمة تعيسة
لم تسر الأمور على ما يرام مع جولييت، الطالبة الفرنسية التي تعيش في لايبزيغ منذ خمس أعوام والتي تدرس الماستر في التراث المعماري، فقد كان للوباء تأثير بالغ على مسار حياتها اليوميّة. أول تأثيرات الوباء عليها كان إلزامها بـ”الدراسة عبر الإنترنت خلال العامين الماضيين ولم يكن لدي سوى أسبوعين كحضور فعلي ثم تغيّر الأمر مرة أخرى ولذلك رأيت الأشخاص الذين يدرسون معي والأساتذة مرة واحدة فقط”.
تعمل جولييت عن بعد أيضاً وتقول إن “العمل من المنزل عبر الإنترنت كان له تأثير بالغ أيضًا إذ يجب علي أن أبقى طوال اليوم في المنزل وإن عدم رؤيتي للناس كما كنت أفعل في السابق جعلني ملزمة على التعايش مع الجانب الاكتئابي لكل تلك التأثيرات وما إلى هناك من سياسات الإقفال التي كانت تٌتخذ بين فترة وأخرى”.
تتذكر جولييت كل إجراءات الحجر الصارمة التي كان عليها أن تخضع لها لمدّة أسبوعين كلما أرادت الذهاب إلى بلدها فرنسا، فيما تستعيد بدايات الحجر التي اعتبرتها إيجابية في البداية ليتضح فيما بعد أنها لم تكن ممتعة كما كانت تتوقع، فبرأيها “كان من الجيّد التباطؤ والتفكير بوتيرة الحياة السريعة التي كنا نعيشها بين التنقل من مكان إلى آخر والذهاب إلى بلد معيّن مدة أسبوع ومن ثمّ العودة. لذلك كان الشهر الأول جميلاً خصوصاً مع عدم الذهاب إلى الجامعة، فالأمر كان يشبه إلى حد ما الحلم الذي كنت أتمناه عندما كنت طفلة بأن تتساقط الثلوج بكثرة وتقفل المدرسة، لذلك كان هذا الشعور جميلاً نوعاً ما. لكن بعد عامين، أصبح ذلك بفترة طويلة جدًا بات لدي شعور بأنني عالقة وباتت التوقيتات تبدو غريبة جدًا، فنحن لا نعرف حقًا ما الذي فعلناه خلال العامين الماضيين فكل شيء مقلوب”.
وأضافت “إن حقيقة أنني أبقى على الكمبيوتر طوال اليوم وأنه لم يعد لدي حدود بين حياتي الخاصة وحياتي الأكاديمية وحياتي المهنية بات أمراً مُجهداً أيضًا، وهو أمر غير جيد لذهني لأن شقتي باتت هي مكان عملي وجامعتي وحياتي الخاصة أيضًا، أعتقد أنه من الصعب حقًا التعامل مع ذلك. وفي نهاية المطاف بات هناك الكثير من أجهزة الكمبيوتر والكثير من الشاشات وليس ذلك الأمر ممتعًا”.
لقد أثر الحجر في صحة جولييت النفسيّة، فباتت تشعر بالكثير من الحذر والقلق لدى الاضطرار للخروج والالتقاء بالناس، ليس خوفاً من الإصابة بالوباء بل لأن الحجر أثر على كيفية التعامل مع الناس فقد أصبح ذلك صعباً برأيها.
وعن الطريقة التي أثر فيها الوباء باختصاصها وتعليمها قالت: “عندما أتلقى الدروس عبر الإنترنت أشعر بأنني أقوم بعمل أقل وليس لدي شعور بأنني طالبة حقًاً ومن الصعب جداً التعلّم بهذه الطريقة. كما أعتقد أن بعض الأساتذة لا يعرفون كيفية التعامل مع كل تلك الصفوف عبر الإنترنت فهم يكتفون فقط بعرض الدروس ولم يعد هناك من تبادل، ومن ثمّ فإن الكثير من الطلاب يفعلون شيئًا آخر أثناء الشرح، فأنا أقوم بأشياء أخرى خلال بعض الفصول الدراسية لذلك فأنا لا أشعر بأنني طالبة”.
إلى ذلك لم تمرّ أشهر الحجر على خير بالنسبة للعديد من الناس، فقد أصيب بعض أصدقاء جولييت بالإحباط، فيما كانت الوطأة أخف على أهلها فالحجر لم يؤثر فيهم كثيراً “هم كانوا يقابلون بعض الناس ووالدتي كانت تعمل أساساً من المنزل خلال الأعوام العشرة الماضية لذلك فقد اعتادت على ذلك. لذلك أعتقد أن عائلتي كانت على ما يرام لكن جميع أصدقائي والكثير منهم كانوا أكثر اكتئابًا، فقد بدأ الكثير من الناس في تناول حبوب مضادة للاكتئاب وهم لا يتعاملون مع ذلك بشكل جيد”.
الإحباط والتوقف عن الدراسة
لا تختلف حال إيونجونج هوانج الطالبة الكورية في لايبزيغ – ألمانيا عن حال جولييت فقد أثّر الوباء كثيراً على دراستها لدرجة أنها فكّرت بالتوقف عن الدراسة. فقد أثر الحجر على نواح عديدة في حياتها كان أولها دراستها إذ كانت قد بدأت للتو فصلًا دراسيًا في العام 2019 وبدأ الوباء، لذلك تقول هوانج “تأثرت دراستي بشكل خاص بالوباء، لأنني كنت هنا في لايبزيغ على وجه الخصوص كطالبة أجنبية لكنني لم أستطع الذهاب إلى المدرسة ولم أستطع مقابلة أصدقاء المدرسة وما إلى ذلك. وفي ذلك الوقت، كنت أعيش في سكن الطلاب بمفردي وكان من الصعب جدًا التعرف إلى السكان المحليين أو حتى التلامذة لأن كل شيء كان عبر الإنترنت. لكني أتذكر أنني كنت أعاني في الفصل الدراسي الثاني عندما بدأ الوباء في الظهور لكنني حاولت الاتصال بأصدقائي وزملائي خارج المدرسة وفي المقابل بدأ بعض الأصدقاء بدورهم الاتصال بي لإلقاء التحية والإتفاق على العمل معًا في الحديقة”.
وأضافت “شعرت أنني عالقة في ألمانيا خصوصاً وأنه مع بدء الوباء لم أستطع زيارة أي دولة أوروبية أخرى، وحتى الآن لا أزال أخاف السفر قليلاً. ونظراً لكل تلك الظروف فقد شعرت نوعاً ما بالإكتئاب وهو ما شعر به زملائي أيضاً فكثر من بينهم قد عانوا تمامًا من الاكتئاب. وقد رأيت الكثير من الحالات لطلاب يعانون من صعوبات في دراستهم، وأنا أيضًا كغيري من الطلاب فكرت بترك المدرسة لأنني مثل الجميع اعتبرت أنه ليس الوقت المناسب للدراسة”.
غير أن هوانج التي شعرت بالكره الشديد لموضوع التعليم عن بعد في البداية اعتادت على الأمر في النهاية وأحبّت تلك الطريقة في التعليم وهي الآن تتطلع إلى الدراسة بطريقة تجمع ما بين الحضور الإلزامي والدراسة عن بعد.
الحياة السابقة لم تعد ممكنة!
انتهت تجربة هوانج بالتعليم عن بعد في ظل كورونا بشيء من الإيجابية، غير أن غونزالو الشاب الإسباني الذي يدرس الموسيقى في ألمانيا، واجه القيود التي فرضتها كورونا على قطاع التعليم بإيجابية منذ البداية وهو يحافظ على تلك الإيجابية حتى اليوم.
كان غونزالو يدرس في الولايات المتحدة عندما بدأ تفشي الوباء “وأجبرني ذلك على اتخاذ بعض القرارات العملية في حياتي للعودة إلى المنزل لأكون أقرب إلى عائلتي، لأن موضوع العودة إلى الوطن كان غير مؤكد نوعاً ما. كانوا يغلقون الحدود في البداية وكنت محظوظًا لأنهم تمكنوا من إعادتي قبل فوات الأوان. مع ذلك فقد وقعت متغيّرات عديدة في حياتي، أمضيت بضعة أشهر في المنزل وكان علي إعادة التفكير في حياتي مع الوضع الجديد، ومعرفة ما هو ممكن وما هو الأفضل بالنسبة لي. لم يكن ذلك بالضرورة شيئًا فظيعًا، فمن الجيد أن نبقى متيقّظين وأن تأخذ القرارات المناسبة لكن الأمر كان متطرفًا بالتأكيد”.
ورغم الإيجابية التي ينظر فيها غونزالو إلى الأمور غير أنه يشعر نوعاً ما أنه عالق في أوروبا لأن “كل أشيائي لا تزال في بوسطن، لقد جمعت بعض الأشياء الآن لكن عندما عدت بالطائرة سافرت بأجهزتي والتابلت التي أعزف عبرها الموسيقى لأنني لم أتخيل أن الأمر سيستغرق سنوات لعودة الأمور إلى طبيعتها، لذلك أخذت نوعًا ما أغلى شيء بالنسبة لي، وقمت بالقفز على متن الرحلة. ولكن أستاذي هناك على سبيل المثال ولم أره إلا في مكالمات الفيديو من يوم إلى آخر، فقدت الاتصال بأصدقائي المقرّبين في ذلك الوقت، هم لا يزالون أصدقاء مقربين لكن لم تتح لي الفرصة لرؤيتهم شخصيًا بعد ذلك. حتى أنني كنت أخطط لرحلة مع عائلتي لجمع أشيائي وكي يتمكنوا من رؤية المكان الذي كنت أدرس فيه، لكن ذلك لم يحدث أبدًا لأن القيود في الولايات المتحدة صارمة جدًا، فقد أصبح هناك حقيقة أخرى للسفر لقد كنت معتادًا على السفر كما لو أنني كنت أقوم بالتسوق من البقالة لكن مع كل ذلك أشعر أن ما كان ممكنًا من قبل لم يعد ممكنًا بعد الآن”.
كان غونزالو يعتقد أنه قد أصبح محترفاً في المرحلة التي وصل إليها وأنه قادر على كسب لقمة عيشه مما يفعله غير أن كوفيد قلب الأمور رأساً على عقب “فقد أجبرني كوفيد على الوجود ضمن مساحة معينة حيث كان علي أن أبدأ في التفكير في ما يجعلني سعيدًا في الحياة حقًا، وما هي الأشياء التي أريد أن تكون معي لأن الموقف تغيّر كثيرًا لدرجة أنك لا تستطيع حقًا الاعتماد على الأشياء التي يمكن أن تأتي وتذهب بالنسبة لي على الأقل. كان علي أن أنظر إلى داخلي وأرى ما هو المحتوى الأساسي الذي أحتاجه في حياتي وأبسط أنواع الأشياء التي أحتاجها معي. لقد جعلني ذلك أدرك الأشياء المهمة جدًا بالنسبة لي الآن وكيفية تواصلي مع الناس، وما نوع القرارات والتغيرات التي أريدها، لقد أحببت هذا الوقت فعلاً، أعتقد أنه ربط مشاعري أكثر بالأشخاص الذين أهتم لهم، وقد كان وقتًا رائعًا للغاية وكانت فرصة رائعة أيضًا بطريقة ما”.
غير أن روعة الأوقات التي يتحدث عنها غونزالو على المستوى الشخصي والعائلي كان لها أيضاً تأثير سلبي في حياته الأكاديميّة “ففي تخصصي وهو الموسيقى، يلعب التفاعل الشخصي دوراً أساسياً بالنسبة للجمهور، وكذلك يعتبر التواصل مع الأستاذ شيء مهم جدًا في الوقت الحاضر. عندما أنهيت دراستي في بوسطن، كان علي إنهاء دراستي عبر الإنترنت لذلك كنت أعزف من أجل جهاز كمبيوتر في غرفة المعيشة الخاصة بي بدلاً من العزف لمعلمي الذي يمكن أن يصحح لي، وحتى أنه يُظهر لي المشاعر التي كنت أبحث عنها. نحن متقدمون وتعيش في عصر التطور بحيث يمكننا القيام بما يتعين علينا القيام به عبر مكالمات الفيديو، هذا جيد جدًا بحيث لا يزال بإمكاننا مشاركة الكثير من خلال الكمبيوتر، لكن كل ذلك لا يقترب مما هو عليه الوضع عندما نتعامل شخصيًا مع الآخر ويحصل ذلك النوع من الاتصال البشري”.
أشتاق لأهلي ولكن!
الصعوبات التي واجهها أسامة الطالب المغربي في ألمانيا الذي يدرس هندسة الطاقات المتجددة، كانت شبيهة بالتحديات التي واجهها غيره من الطلاب وقد تسببت له مرحلة الحجر بالكثير من الضغط لأنه لم يستطع التوفيق بين عمله ودراسته. ويقول أسامة “كان لكورونا تأثير كبير في حياتي لأنها تغيّرت بصفة عامة فبالنسبة لي مثلا لم يعد في إمكاني رؤية أصدقائي كما في السابق، وثمة أشخاص كثر اختفوا من حياتي. إلى ذلك أجد صعوبة أيضا في إيجاد عمل فبسبب الكورونا انخفضت عروض العمل بشكل كبير ومع الدراسة عن بعد أصبح الأمر صعب جداً إذ لم يعد في إمكاني أن أوفّق ما بين الدراسة والعمل”.
مسألة العمل بالنسبة لأسامة مهمة جداً لأنه مضطر لأن يؤمن مبلغ 5 آلاف يويو آخر السنة في البنك لأن ذلك مرتبط بشروط إقامته في ألمانيا لذلك يشكل العمل تحدياً كبيراً له في ظل تلك الظروف، وعلى الرغم من أن العالم بات يتفلت شيئاً فشيئاً من قيود كورونا.
وقد لاحظ أسامة أن “كورونا جعلتني أشعر بمشاكل نفسية لأنه لم يعد لدي تواصل قوي مع الناس، ودائماً عندما أكون جالساً مع شخص ما يجب أن أكون حذراً من أن أصاب بالكورونا من ذلك الشخص. بالإضافة إلى أنه لا يمكنني أن أرى كل أصدقائي وأصبح لدي الكثير من الصغط النفسي بسبب مشكلة العمل والتوفيق ما بين الدرس والعمل من أجل توفير مبلغ خمسة ألاف يورو في البنك آخر السنة فأصبح لدي بعض المشاكل النفسية من ضغط نفسي وقلق”.
التعليم عبر الإنترنت لم يكن فعالاً 100% بالنسبة إلي، كما لم يساعدني في اكتساب متطلبات اختصاصي كما يجب
أسامة
طالب مغربي يدري في ألمانيا
وأضاف “المشكلة أنني لم أعد أخصّص وقتاً للقراءة لأنه خلال الحجر تداخلت أوقات العمل بالكورونا والمشكلة الآن أنه كل ثلاثة أشهر لدي عمل جديد ولا يمكنني أن أعمل في نهاية الأسبوع علي أن أعمل وسط الأسبوع فلم يعد هناك من توازن ما بين الدراسة والعمل”.
ويشكو أسامة من أن التعليم عن بعد لم يساعده في اكتساب متطلبات اختصاصه كما يجب، فالتعليم عبر الإنترنت لم يكن فعالاً 100% بالنسبة إليه “فأنا طالب في اختصاص يحتاج إلى مختبر أي أقوم بالأبحاث والتجارب في المختبر لكن الآن لم يعد في استطاعتنا ذلك بسبب التعليم عن بعد. وعليه يقوم الأستاذ بتصوير فيديو لنا ويشرح خلاله الأشياء التي تتم في المختبر ولكن لست أنا من أقوم بالتجارب بنفسي فحتى الدراسة لم تتم بطريقة يمكن الإفادة منها وثمة صعوبة في فهم الأشياء التي نقوم بدراستها”.
يتجه العالم شيئاً فشيئاً إلى إلغاء القيود المتصلة بوباء كورونا، وبعد انتشار اللقاح في جميع الدول تعود الحياة ببطء إلى ما كانت عليه قبل فرض الحجر، لكن ثمّة ما يصعب تعويضه وهو أعوام دراسية غير منتجة لتلامذة المدارس وطلاب الجامعات، إذ يشكو الأساتذة بعد عودتهم إلى التعليم في المدارس والجامعات بحسب تقارير وشهادات مختلفة من تراجع المستوى الدراسي للطلاب والتلامذة بسبب التعليم عن بعد خصوصاً في المجالات التي تتطلب التدريب، فأي تداعيات قد تتكشف مستقبلاً عن ذلك الوضع خصوصاً على المستويين الإقتصادي والمهني؟.