اعتبر الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط، في لقاء خاص مع “أخبار الآن“، أنّ حزب الله وإيران يتحكّمان بقرار السلم والحرب في لبنان طالما لم يتم التوصل إلى وضع خطة دفاعية، داعياً الدول العربية إلى دعم المؤسسات في لبنان وليس فقط دعم فريق سياسي من بقايا فريق “14 آذار”.
- الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط لأخبار الآن: قرار السلم والحرب في لبنان بيد حزب الله وإيران
- جنبلاط: المؤسسات في لبنان تنهار وعلى رأسها الجيش وقوى الأمن الدخلي والمطلوب دعم الدولة
- جنبلاط: النظام السوري يتلطّى خلف كل الطوائف من أجل تحقيق مآربه والحفاظ على الحكم
وقال جنبلاط (Walid Joumblatt): “طالما لم نتوصل إلى وضع خطة دفاعية يصبح بموجبها سلاح حزب الله بالتنسيق مع الدولة وتحت أمرتها، فإنّ قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران، وربّما اليوم دخلنا في الحرب الروسية الأوكرانية لأنّ كلام حسن نصرالله كان واضحاً، غذ يقول لا للغاز في البحر الأبيض المتوسط، يعني أنّه يُجيب الغرب بأنّكم لن تستطيعوا التعويض عن نقصان الغاز الروسي من خلال البحر الأبيض، إنْ كان عبر إسرائيل أو غيرها”،مضيفاً: “طبعاًَ الغاز اللبناني ذهب مع الريح ولا ثروة نفطية للبنان مع الأسف”.
وعن تسليم البلاد لحزب الله والإستسلام للواقع المتمثل بكونه صاحب قرار السلم والحرب، قال جنبلاط: “ليس هناك من أفق صحيح، لكن علينا ألّا نستسلم كما تستسلم بعض مراكز الأبحاث في أمريكا التي تعتبر أنّ لبنان بيد حزب الله”. وتابع: “نعم قرار السلم والحرب مع حزب الله ولكنْ هناك لبنانيون ليسوا أبداً مع توجه حزب الله أبداً والدليل على ذلك ما جرى في الإنتخابات”.
جنبلاط: المطلوب دعم الدولة اللبنانية لا دعم فريق سياسي من بقايا “14 آذار”
وعن العلاقات اللبنانية العربية الباردة، التي حرَّكتها المبادرة الكويتية التي حملها وزير خارجية الكويت أحمد الناصر الصباح للبنان مطلع العام 2022، كي تكون خارطة طريق تعيد لبنان إلى عمقه العربي وتحسّن علاقته مع دول الخليج العربي على وجه الخصوص، قال جنبلاط لـ”أخبار الآن“، إنّ “المبادرة الكويتية أعطت نتائج ولو كانت ضعيفة، فقد اجتمعت الجامعة العربية بوزراء الخارجية العرب في لبنان، وذلك جيّد لكن المطلوب أكثر، أي دعم الجيش والمؤسسات”. وأوضح أنّه ليس المطلوب دعم خط سياسي من خلال ما تبقّى من 14 آذار كما جرى، بل دعم المؤسسات التي تنهار، وفي مقدمتها الجيش وقوى الأمن الداخلي”.
وعن المشهد المضطرب في منطقة الشرق الأوسط، قال: “ليس هناك تقسيماً في المنطقة، وذلك في لبنان غير وارد… أمّا في العراق فتوجد فوضى، ثمة دولة مركزية وحشود شعبية، وإنْ نظرنا إلى الوضع التنموي في العراق والمنطقة، نرى أنّ هناك مأساة لأنّ مليارات الأموال تذهب فقط إلى التسلّح في حين أن نهري دجلة والفرات لم يعد فيهما ماء”. وأضاف: “فلنُركز على الماء والكم البشري والنوعية البشرية للمحافظة على ما تبقى من المنطقة”.
النظام السوري يتلطى داخل كلّ الطوائف في سوريا ويستخدم الجميع من أجل مآربه ومن أجل الحفاظ على الحكم
وليد جنبلاط
وردّاً على سؤال حول إتهامه النظام السوري بالتلطي خلف الطوائف، لاسيما الطائفة الدرزية لتأليب السكان على بعضهم البعض، وما إذا كان لايزال يحمل هاجس إقحام الدروز في جبل العرب بهكذا مخططات، قال وليد جنبلاط إنّ “النظام السوري يتلطى داخل كلّ الطوائف في سوريا، إذ يستخدم الجميع من أجل مآربه ومن أجل الحفاظ على الحكم”.
وتابع: “هجّر النظام السوري ثلث الشعب إلى لبنان والأردن وتركيا والغرب، ولن يعيدهم”، واصفاً مواقف بعض القوى السياسية اللبنانية التي ترى أنّ النظام السوري يريد إعادة اللاجئين بـ”الهراء”، مضيفاً: “ذلك النظام لا يُبالي إلى أحد “.
وعن أبناء الطائفة الدرزية بالتحديد، قال جنبلاط: “مع الأسف استخدم النظام السوري بعض ضعفاء النفوس في بداية الحرب الأهلية في الجيش لكن كانت بعد ذلك انتفاضة الشيخ البلعوس والإنتفاضة الحالية للذين رفضوا الخدمة العسكرية في الجيش السوري بسبب رفضهم قتل إخوانهم من الشعب السوري”.
وفي السياق يُذكر أن الشيخ وحيد البلعوس، يعتبر من مؤسسي الإنتفاضة الدرزية ضدّ النظام السوري وهو مؤسس حركة رجال الكرامة التي إنتفضت بوجه النظام، وقد قضى في تفجير استهدفه وشخصيات دينية أخرى في محافظة السويداء جنوب سوريا، في سبتيمبر العام 2015.