اشتباكات في طرابلس تعيد الخوف من تكرار سيناريو الفوضى من جديد
عاشت مدينة طرابلس في ليبيا يوما صعبا من الاشتباكات المتبادلة والعنيفة اندلعت يوم السبت بين مجموعتين مسلحتين وهو ما اثار الرعب بين الليبيين خوفا من أعادة سيناريو السنوات الماضية حيث شهدت البلاد موجة من العنف غير المسبوقة والتي لاتزال ليبيا تدفع ثمنها غاليا.
اندلع القتال بأسلحة ثقيلة وخفيفة ليل الجمعة السبت في عدد من أحياء المدينة الواقعة في غرب ليبيا على خلفية فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.
سُمعت رشقات نارية ودوي انفجارات في العاصمة الليبية طوال ليل الجمعة السبت، واستمرّت المعارك مساء السبت.
مما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة في بلد يعيش أصلا حالة من الفوضى في ظل وجود حكومتين متنافستين.
خلفت الاشتباكات أضرارا جسيمة في قلب العاصمة، كما أظهرت صور عديدة لسيارات متفحمة ومبان عليها آثار الرصاص الكثيف.
وأكدت وسائل إعلام محلية أنّ تحالفاً من المسلحين المؤيّدين لباشاغا كانت في طريقها إلى العاصمة، من مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر إلى الشرق، والتي تعدّ معقلاً للخصمين.
واتهمت حكومة الدبيبة رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا، ومقرّه في مدينة سرت، بتنفيذ “ما أعلنه… من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة”.
وردّ المكتب الإعلامي لباشاغا متّهمًا حكومة طرابلس بـ”التشبث بالسلطة” معتبرًا أنها “مغتصبة للشرعية”. ونفى ما جاء في بيان حكومة الوحدة بخصوص رفض حكومة باشاغا أي مفاوضات معها.
تصاعد التوتر بين الفصائل المسلحة الموالية للقادة المتنافسين في الأشهر الأخيرة في طرابلس. وفي 22 تموز/يوليو، أودت المعارك بحياة 16 شخصاً بينهم مدنيون، وتسبّبت في جرح نحو خمسين آخرين.
وتضرّرت ستة مستشفيات جراء القصف بينما لم تتمكّن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مناطق القتال، حسبما أفادت وزارة الصحة.
وتعكس هذه الاشتباكات الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت عن اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام يرأسها عبد الحميد الدبيبة.