أزمة مياه الشرب تجتاح مخيمات شمال سوريا وتهدد ملايين السوريين

ملايين السوريين يواجهون العطش

• يعاني أكثر من 590 مخيماً في إدلب من شح شديد
• يعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1.633 مخيما

 

يواجه أكثر من 800 ألف نازح سوري، في مخيمات محافظة إدلب، التابعة إلى سوريا خطر انقطاع المياه عنهم ومعاناة العطش، بسبب انعدام البنية التحتية، في ظل موجة جفاف وارتفاع كبير في درجات الحرارة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة في مختلف المناطق السورية، وتجاوزها في شمالي غربي سورية درجة 42 مئوية، تتفاقم معاناة سكان مخيمات النازحين في إدلب، وسط شحّ الخدمات وغياب البنى التحتية.

و أصدر “فريق منسقي استجابة سورية”، قبل أمس تحديثاً لحال المخيمات شمال غربي سورية لشهر سبتمبر الحالي و حسب البيان أنه يعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1.633 مخيم لا تتوفر فيها متطلبات التعامل مع العوامل الجوية المختلفة، إضافة إلى قدم الخيم وانتهاء العمر

الافتراضي لها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بضربات الشمس وظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير، إضافة إلى مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة ارتفاع الحرارة وفي مقدمتهم الأطفال.

ويعاني أكثر من 590 مخيماً في إدلب، من شح شديد في المياه عن مدير منظمة “منسقو استجابة سوريا” محمد الحلاج.

وأوضح حلاج، أن مئات آلاف المدنيين في المنطقة محرومون من عدة احتياجات أساسية مع تحول تأمين المياه إلى مشكلة أساسية في فصل الصيف، داعياً المنظمات الإنسانية إلى بذل جهود أكبر في تأمين المياه.

أما التركيبة السكانية للمخيمات، فتضم 317483 ذكوراً و476224 إناثاً.

وتجاوز عدد الأطفال في المخيمات مليون طفل. ولفت الفريق إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بلغ 73188 شخصاً، في وقت بلغ عدد الأرامل والنساء بلا معيل 22 ألفاً و552.

وفي حديث خاص للان مع سكان مخيمات إدلب تقول أم أحمد من خان شيخون في مخيم الفاروق أنه نقاتل بعضنا البعض في هذا المخيم عند دخول سيارة توزيع المياه من أجل الحصول على مياه نظيفة للشرب ونحاول بعد صراع كبير من أجل فقط الحصول على عبوة مياه والناس في هذا المخيم

بحاجة ماسة للمياه من أجل المعيشة والتنظيف والشرب والطعام وجميع أطفالنا أصبحت تعاني من أمراض بسبب نقص المياه وتتابع أن موجة الحر الغير مسبوقة في شمال غرب سوريا وخاصة على أهالي مخيم الفاروق في ريف إدلب الشمال زاد احتياجهم للمياه بشكل كبير.

وتتابع أن المياه تصل إليهم بشكل متقطع وغير منتظم دون النظر لحالهم في وسط الحر وداخل الخيم وتقول انه يصل إليهم المياه في كل أربع أو خمس أيام مرة واحدة فقط ويتم تعبئة لهم لخزان مياه واحد كونه ليس لديها القدرة على الحصول على خزان مياه أخر وتقول حتى لو كان لي لن يتم

تعبئته وتقول انه لدي خزان يسع ما يقارب 1000 لتر وبصراع مع المسؤولين ليتم تعبئة لنا الخزان بالقدر المطلوب حيث في كل مرة يتم تعبئة لنا 7000 لتر واقل وهذه الكمية لست كافية لي ولأطفال الصغار الأربعة ليومين فقط في هذا المخيم وتواصل حديثها أنه رغم الحر الشديد لا نقوم برش المياه

على الخيمة من الخارج من أجل تخفيف حر الشمس داخل الخيمة كوننا لا نملك كمية مياه كافية للشرب فقط.

وتصف حال خيمتها التي تعيش فيها من أكثر من ثلاث أعوام والتي لم يتم تغيرها لها من قبل المنظمات رغم خيمتي التي أصبحت لا تقينا لا حر الصيف ولا برد الشتاء وانتهى عمر هذه الخيمة منذ أكثر من عامين وفي كل شهر أقوم بسد الرقع التي اهترأت بالخيط والابرة ونطالب بتغيرها في كل مرة تأتي إلينا منظمة دون سماعنا حتى من قبلهم.

وتصف أم أحمد طبيعة الأرض في المخيم التي تعيش فيه وأبرز المشاكل هي عدم إمكانية مدّ أرضية المخيم بالحصى على اعتباره موقعاً أثرياً لا يمكن تغيير ملامحه كما تم إخبارهم من قبل المسؤولين

وتناشد أم أحمد المنظمات والتي وصفتها بحرقة قلب بالمحتالة والكاذبة والناصبة والتي أصبحت تجمع الأموال على حساب جوعنا وتحملنا للحر وبرد الشتاء أنه يكفي ما تقوموا به وانظروا بإنسانية ليس أكثر للأطفال التي تموت عطش في مخيمات الشمال السوري

وحذر الطبيب سرحان أسود، في مشفى الرحمة، من خطورة نقص الماء في جسم الإنسان، على اعتبار أنه عنصر أساسي من تكوين البشر، إذ يشكل 83 بالمئة من دم الإنسان.

 

وأوضح الطبيب، أن نقص الماء في الجسم، يسبب جفاف الفم وإنتاج متزايد للعرق والدموع، ونقصانه يعتبر خطيراً، كونه يلعب دورا أساسيا في التحكم بحرارة الجسم، فهو مرطب أساسي للأوكسجين خلال التنفس.

ويتسبب نقص الماء في الجسم، بارتفاع حرارة الإنسان وتزايد نبضات القلب، كما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، والصداع، وفقدان الدم والتشتت الذهني وجفاف الجلد والعديد من الأمراض الجلدية الأخرى، بحسب الطبيب.

في مقابلة مع محمد إسماعيل نازح من ريف إدلب في مخيم خير الشام في شمالي إدلب أنه نضطر لشراء المياه بمبالغ باهظة خاصة ان سعر برميل المياه الصالحة للشرب 20 ليرة تركية (1.10 دولار)، وهو ما يكسبه العمال من سكان المخيمات يومياً

وتابع إن عدد العوائل كبير جدًا في المخيم وتبلغ كمية المياه ألف ليتر لأربع عائلات، وهذه الكمية كانت كافية خلال فصل الشتاء، ومع فصل الصيف صار هناك نقص كبير في المياه”.

ويواصل حديثه عن وضعه الشخصي حيث اضطر قبل أسبوعين وفي منتصف الليل الذهاب بطفله الصغر والذي يبلغ من العمر 3 أعوام الركوض به للمشفى كونه قد كان شرب مياه غير صحية من أرضية المخيم والتي تسببت له بارتفاع درجة الحرارة والإسهال لأسبوع كامل

وناشد محمد إسماعيل المنظمات الإنسانية إلى إعادة دعم مشاريع المياه والاصحاح في المخيم، تفادياً لوقوع أزمة إنسانية وظهور العديد من الأمراض الوبائية والتي لا يمكن تداركها تجاه الأطفال الصغار

وتسببت أزمة المياه بحرمان المدنيين في التجمع من تأمين المياه النظيفة، وهو ما دفع غالبيتهم إلى شرائها من أصحاب الصهاريج التجارية الذين يبيعونها بأسعار تفوق قدرة العائلات المادية نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية في مناطق شمال غربي سوريا.

وفي حديث خاص يقول المهندس الزراعي عبد الرحمن الأسمر (اسم مستعار) إن المياه اليوم في شمال غرب سوريا وخاصة مدينة إدلب معظما غير صالحة للشرب ونسبة الكلس فيها مرتفعة بشكل كبير وجميع الطرق التي يتم استخدامها لا تحقق النتيجة المطلوبة.

ويتابع إن المصدر الرئيس للمياه لدينا هي الآبار وليست لدى الأهالي القدرة على فحص المياه وكثير من الأهالي لا تملك أجهزة فحص ورقابة وهذا ما يؤدي لعدم معرفة تلوث في المياه من عدمه ويشير عبد الرحمن إلى أن اللوم الأكبر يعود على الجهات المسؤولة مشير إلى حكومة الإنقاذ في ظل غيابها وسط هذه الازمة التي تعصف بأهالي شمال غرب سوريا خاصة في موجة الحر الحالية.

ويتابع أنه سمعنا سابقا قام أبو محمد الجولاني بتدشين مشروع بئرٍ لمياه الشرب بهدف تغذية قرى منطقة جبل السماق بريف إدلب الشمالي مستهترا بحياة ألاف الناس والأطفال التي تعاني من عطش لا يوصف في مخيمات وكان مجرد ظهور إعلامي له

وتشكّل المخيمات العشوائية التي تواجه صعوبة في توفير المياه نسبة 85% من إجمالي المخيمات التي تعاني من تلك المشكلة، بحسب تقرير الفريق المنشور في 26 من أيار الماضي.

ويعيش أكثر من 1.8 مليون نازح في أكثر من 1.633 مخيماً لا تتوفر فيها متطلبات التعامل مع العوامل الجوية المختلفة.

ولازالت حياة الأطفال والنساء في المخيمات مأساوية، وخاصةً أن بقاءهم في المخيمات في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، الأمر الذي يهدد حياتهم بالخطر”.

إضافة إلى قدم الخيم وانتهاء العمر الافتراضي لها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بضربات الشمس وظهور الأمراض الجلدية بشكل كبير، عدا عن مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة ارتفاع الحرارة وفي مقدمتهم الأطفال”

وبلغ عدد المخيمات المحرومة من الحصول على المياه النظيفة والمعقمة 590 مخيمًا، وسط احتمالية زيادة الأعداد في حال توقف مشاريع المياه عن مخيمات جديدة.