في الإمارات.. ذوي الاحتياجات الخاصة أكثرَ ثقة ومثابرة
في الإمارات تحوّلت الإعاقة إلى طاقة، وأصبحت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة أكثرَ ثقة ومثابرة بفضل الاهتمام الذي تُوليه الدولة بها وثقتها بقدراتها.
في لقاءٍ خاص مع ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية والمدير التنفيذي لنادي دبي لـ أصحاب الهمم، أشاد العصيمي بدعم دولة الإمارات لهذه الفئة من المجتمع والذي كان يعتبره حافزاً له كي يقدّم المزيد؛ فهو يقول إنه عندما يقرأ كلّ يوم في الصحف عن مبادرات للحكّام وصنّاع القرار دعماً لأصحاب الهمم لا يمكنه إلا أن يعمل أكثر ويعطي المزيد.
العصيمي دائماً ما يتحدث عن الدعم الكبير أيضاً الذي حَظي به من أفراد عائلته عقب إصابته بمرض شلل الأطفال والتي أثرت بحالته النفسية، حيث أصرّ والده على أن تتم معاملته في المنزل كما تتم معاملة أشقائه كي لا يشعر بأي اختلاف؛ فالعادة وفق العصيمي أن تكون معاملة الطفل من أصحاب الهمم معاملة خاصة من شدة قلق الأهل عليه، ولكن الأفضل هو عدم التمييز حتى عندما يعاقب الآخرون يجب أن يتعاقب معهم وهذا ما لم يحبّذه العصيمي في البداية لكنه عندما كبر فهم أن أباه كان محقّاً فيما قام به وهذا ما جعله ما هو عليه اليوم.
نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة
ومن أكثر ما يُؤذي أصحاب الهمم وفق العصيمي، المجتمع الذي يُشعرك دائماً وبكل نظرة أنك مختلف ويتعامل معك على أنك معاق، إضافة إلى عدم إيمانه بأن صاحب الهمة لديه قدرات فائقة.
العصيمي حدّثنا عن طفولته التي تعرّض خلالها لمواقف عديدة، ورغم كل نجاحاته ومسيرته، لا يمكنه أن ينساها، عندما كان في الصف الثاني الابتدائي وسألت المعلمة الطلاب عن أحلامهم للمستقبل، كان جواب العصيمي أنه يريد أن يصبح عسكرياً فهو بطبيعة الحال متأثر بعمل أبيه، يقول لنا العصيمي إنه كان طفلاً حينها ولم يعلم أن إصابته بشلل الأطفال لا تخوّله أن يصبح عسكرياً، وتأثر كثيراً عندما بدأ الطلاب بالضحك عليه.
ومن هنا شدّد من خلالنا على أهمية التنبّه لحالة ذوي الاحتياجات الخاصة النفسية والتي تُنهكهم وفق تجربته أكثر بكثير من وضعهم الجسدي الذي بإمكانهم التأقلم معه تدريجياً، أما الشقّ النفسي فتبقى آثاره مدى الحياة.
ماجد العصيمي.. أولُ سفير وطني لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة
أولُ سفير وطني لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف هو ماجد العصيمي، هذا التعيين يعني الكثير للعصيمي كما قال سواء على الصعيد الشخصي كون اختياره لهذا المنصب بمثابة شهادة نجاح له، أو على صعيد تمثيله لدولته التي يفخر بها ويثبت بهذا التعيين وهذه المسؤولية أنه ممتنّ لكل ما تقدمه دولة الإمارات لأصحاب الهمم.
أما عن تحديات مَهمة دعم الطفل وإيصال صوته إلى صنّاع القرار بعد هذا التعيين، فقال العصيمي إن أبرزها التعليم والصحة واعتبر أن التكاتف والتعاون من العوامل التي تسهّل دائماً إحراز أيِّ تقدّم.
دولة الإمارات تقدم اليوم نموذجاً يُحتذى في مجال العناية بالأسرة والطفل، كيف لا وهي لم تَغفل حتى التّنبّه لتسمية هذه الفئة وبات اسمها فئة “أصحاب الهمم”. مصطلح لا يحمل إلا التشجيع والإيمان بقدرة هؤلاء بل وتفوّقهم في العديد من الحالات؛ ماجد العصيمي مثالٌ حيّ على قصة نجاح ٍ تُدرَّس.