الحوثيون يهددون قلب صناعة النفط في السعودية
عبرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء ما وصفته ب”تهديدات أمنية حقيقية” تواجهها السعودية بعد استهداف جماعة الحوثيين المدعومة من إيران لقلب صناعة النفط في السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ. وقالت الخارجية الأمريكية أن هذه الهجمات “غير مقبولة” وأنها تعرض المدنيين للخطر بما فيه الأمريكيون، وأعلنت أنها ستبحث سبل تحسين دعم الدفاعات الجوية السعودية.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل عدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع أزمة اليمن، بعد أن أعلنت ادارة بايدن قبل أسابيع عن عزمها وقف دعمها للعمليات العسكرية السعودية في اليمن.
فهل ستقوض هجمات الحوثيين العسكرية الجهود الدولية السلمية المبذولة لنزع فتيل الأزمة في اليمن، التي باتت تحظى باهتمام دولي أكبر منذ انتهاء حقبة ترامب وازدياد التركيز على الأزمة الانسانية، التي تعتبرها الأمم المتحدة كارثة انسانية غير مسبوقة؟ وما هي الأبعاد الاستراتيجية المتعلقة بالموقع الحساس باليمن ومخاوف إدارة الولايات المتحدة الأمريكية على أمن حلفائها بالمنطقة في ظل تعثر الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران؟
في مقابلة مع أخبار الآن قال لؤي المدهون خبير DW للشؤون الألمانية والأوروبية إن التصعيد الأخير من قبل الحوثيين يمثل إحراجاً كبيراً للإدارة الأمريكية وخاصة في سياستها الجديدة تجاه أزمة اليمن، سيما وأنها كانت علقت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، لكن الهجمات ربما أعطت دليلاً على فشل سياسة الإدارة الأمريكية التي تنادي بالحل السياسي في اليمن.
السعودية.. هجمات حوثية مدعومة من إيران
أضاف المدهون أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الحوثيين غير واضحة حتى الآن، لأنها لم تستطع حتى الآن صياغة مسار واضح لسياستها تجاه إيران وملفها النووي، ليس فقط ذلك بل دور إيران الإشكالي في المنطقة، بل أرسلت رسائل إيجابية نحو ميليشيا الحوثي ولكن هذا لم يخفف التوتر بل زاد الطين بلة وعقد الأمور، ونحن اليوم أمام تجربة صعبة والأيام القادمة ستوضح طبيعة التوجهات الأمريكية في المنطقة.
وأشار المدهون إلى أنه إذا لم يتم احتواء التصعيد الاخير ولم تنجح الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تجنيب كارثة ضخمة في محافظة مأرب وإذا تم تكرار الهجمات الحساسة ضد المنشآت النفطية في السعودية فإن السياسة الأمريكية الحالية يمكن أن تؤدي فعلاً إلى وقف الحرب بأي ثمن وكبح جماح الحوثيين وهذا ما تريده الرياض.