كيف زرعت طائرات بدون طيار بذور الغاف؟
قامت “كفو” الشركة الرائدة في مجال خدمات السيارات والحلول التكنولوجية التي تأسست في دبي، بزرع أكثر من 10 آلاف بذرة من شجرة الغاف في دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام الطائرات الموجهة الحديثة، وذلك خلال يناير/كانون الثاني من هذا العام.
وأعلنت “كفو” عن هذه الخطوة خلال مؤتمرٍ صحفي عقدته، يوم الثلاثاء، في أكاديمية سند المتخصصة في التدريب على استخدام الطائرات الموجّهة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تأتي كجزء من خطتها لمكافحة التغير المناخي.
وتهدف “كفو” إلى زراعة أكثر من مليون بذرة لأشجار الغاف في الإمارات في العامين المقبلين. وقال راشد الغرير، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “كفو:” “منذ انطلاق أعمالنا عام 2018، تمثّل هدفنا الرئيسي في تسخير خدماتنا ومنهجياتنا وقيمنا لتعزيز مستويات الرفاهية والارتقاء بجودة حياة عملائنا وسكان الإمارات. وهذا ما دفعنا إلى إطلاق تعهّد كَفو للاستدامة العام الماضي لضمان وفائنا بمسؤولياتنا عبر اتخاذ خطوات واقعية تهدف إلى تعزيز أجندة الاستدامة وتقليل تأثيراتنا على بيئتنا وعالمنا”.
وأضاف: “يحمل مشروع شجرة الغاف مكانة متميزة بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، ويُجسد ركيزة أساسية في تعهّد الاستدامة الخاصة بنا، ويسعدنا أن نلاحظ أثره الإيجابي في مختلف أنحاء الإمارات”.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن مشروع بذور شجرة الغاف هو من بنات أفكار المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كفو “راشد الغرير”.
تكنولوجيا الطائرات من دون طيار
وتدعم خطة “كفو” الطموحة تكنولوجيا الطائرات من دون طيار التي يمكن أن تعزز السرعة والسلامة. وفي المناخ الصحراوي القاسي، فإن زراعة مليون بذرة يدوياً يعتبر أمراً شاقاً ويتطلب الكثير من العمال، كما أنه غير آمن للعمال أثناء حرارة الصيف.
وأشارت “كفو” إلى أنّ فريق البحث والتطوير التابع لها درس ظروف التربة في صحراء مليحة بالشارقة حيث تمت زراعة 10 آلاف بذرة من شجرة الغاف، كما حددوا منطقة أخرى في منطقة الذيد بالشارقة لزراعة المزيد من البذور.
وتوصل فريق البحث إلى تحديد بعض الشروط اللازمة مثل الحاجة إلى استخدام كرات البذور التي تحتوي على المزيج المناسب من المواد المغذية لمساعدة البذور على الإنبات، إضافة إلى ضرورة زرع هذه المزائج على عمق 1 سم تحت سطح الأرض.
ويتم إدخال كرات البذور يدوياً في خزان كرات البذور ضمن الطائرة من دون طيار، ثم يقوم عامل بشري بإطلاق الطائرة في الجو. وبعد ذلك، يمكن للطائرة من دون طيار زرع ما يصل إلى 400 من كرات البذور في غضون 30 دقيقة.
وعمل فريق “كفو” من المهندسين وخبراء التكنولوجيا على تصميم وابتكار آلية خاصة قائمة على الهواء المضغوط أُضيفت إلى الطائرات الموجّهة، لتقوم بقذف البذور إلى العمق المطلوب في التربة وتحديد مكانها جغرافياً للتمكن من تتبع مراحل نموها.
وأوضح أحمد بوريك مهندس أنظمة إنترنت الأشياء أن “كفو” ستستخدم طرق زراعة السرب. وضمنها، ستستخدم حفنة من الطائرات من دون طيار الذكاء الاصطناعي للتنسيق مع بعضها لإيجاد الطريق الأكثر فعالية لزراعة البذور.
ومع هذا، قال بوريك أنه “في دورة شجرة الغاف، تخرج البذور في الصيف حيث يمكننا التقاطها وتخزينها للزراعة”، وأضاف: “أفضل موسم للزراعة يكون بين نوفمبر/تشرين الثاني ومارس/آذار. هذا مثالي لأن لدينا بعض الأمطار التي يمكننا الاستفادة منها لإنبات كرات البذور”.
إلى ذلك، قالت نبرة آل بوسعيدية، مديرة الاستدامة وعلاقات المجتمع لدى “كفو”: “نجحنا اليوم بتحقيق إنجاز ضخم تمثّل في عمليات الزراعة المدعومة بتكنولوجيا الطائرات الموجّهة، ونعتزم تسخير معارفنا وتقنياتنا القيّمة للانتقال نحو المرحلة التالية، حيث سنعمل على توسيع نطاق المشروع ليشمل أنماطاً أخرى من البذور التي تنمو في الإمارات. وتُجسد هذه الإنجازات البداية لمسيرة طويلة من التميز والابتكار”.
وتتعاون “كفو” مع جهات عديدة، وقد وقعت مع جامعة الإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم للبحث عن كرات بذور أفضل وأطول أمداً. وبشكل أساسي، فإن الشركة تهدف إلى الحدّ من إزالة الغابات وانبعاثات الكربون، وعلاوة على ذلك، يتماشى مشروعها أيضاً مع أهداف الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
يُشار إلى أنّ شجرة الغاف ليست فقط الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنها مهددة أيضاً. ومع هذا، فإن “الغاف” شجرة تتحمل الجفاف ويمكن أن تظل خضراء في البيئات الصحراوية القاسية.