موسم الحج 2022.. ضيوف الرحمن في صعيد عرفة
- صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا.
- البقاء في صعيد عرفة إلى غياب الشمس.
- عرفة هو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم
يجتمع ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف على صعيده الطاهر، ومن فاته عرفة فاته الحج.
ويتوافد إلى صعيد عرفات حجاج بيت الله الحرام في زمان واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى، حيث توحدت قلوبهم في مشهد إيماني مهيب، فيصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسياً واقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعرفة هو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة، وبوسطه شاخص طوله 4 أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة.
ويقع عرفات على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومترات مربعة.
وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من الواجبات لقوله صلى الله عليه وسلم :”وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف”.
وعندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد “نمرة”.
وكان مليون مسلم 850 الفا منهم من خارج المملكة العربية السعودية باتوا أمس في مشعر منى استعدادا للوقوف في عرفة
على الطرق التي تعج بالحجاج، كان المتطوعون يوزعون زجاجات المياه وآخرون يجمعون القمامة في أكياس بلاستيكية خضراء. وكتب على حاوية قمامة كبيرة “معا نرتقي بنظافة أطهر بقاع الأرض”.
وطبعت أسماء دول بعض الحجاج على أظهر ملابسهم، وبينها اليمن وتشاد وإيران والعراق.
وبعد غروب الشمس، يتوجّه الحجّاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات السبت.
يُقام موسم الحجّ هذا العام في وقتٍ عاود فيروس كورونا الانتشار في المنطقة، فيما تُشدّد بعض دول الخليج قيودها منعًا لتفشّيه.
وطُلب من جميع الحجّاج الوافدين من الخارج أن يكونوا قد تلقّوا تطعيمهم بالكامل، وأن يُبرزوا نتيجة سلبيّة لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، سُلّموا أكياسا تحوي أقنعة ومعقّمات.
وعادةً ما يكون الحجّ أحد أكبر التجمّعات الدينيّة السنويّة في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة، ويتوجّب على كلّ مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرّةً واحدة على الأقلّ.
في 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكنّ تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعوديّة على تقليص الأعداد إلى حدّ كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020.
صلاة تحت الشمس
قد يُصبح الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة. لكنّ الحجّاج واجهوا هذا العام تحدّيًا إضافيًا تمثّل في اشتداد درجات الحرارة، فأدّوا المناسك تحت شمس حارقة في ظلّ حرارة بلغت 42 درجة مئويّة.
ولا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ. وشوهِد كثيرون في المسجد الحرام هذا الأسبوع يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة وحتّى في إحدى الحالات بدلو صغير، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.
وعند جبل عرفات، بكى حجّاج وهم يصلّون، وقد حملوا مظلات استعدادًا لارتفاع درجات الحرارة في وقت لاحق من اليوم.
وقبل توجهّها إلى عرفات، قالت العراقيّة ليلى (64 عاما) لوكالة فرانس برس في مكّة “يمكننا أن نتحمّلها (الحرارة). نحن هنا من أجل الحجّ. كلّما تحمّلنا، قُبِل حجّنا أكثر”.
وأشار مسؤولون سعوديّون إلى استعدادات للتعامل مع الظروف المناخيّة القاسية، مسلّطين الضوء على توفير مئات الأسرّة لمن قد يتعرّضون لضربات شمس، إضافة إلى توفير أعداد كبيرة من المراوح.
كما جرى تخصيص شاحنة متنقّلة لتوزيع مظلات ومياه ومراوح صغيرة.
ومع ذلك، يُرسل المركز الوطني للأرصاد الذي أقام مقرّا له في منى، إنذارات للحجّاج على هواتفهم المحمولة لحضّهم على تجنّب المناسك في الهواء الطلق في أوقات معيّنة من اليوم، خاصّة عند الظهيرة.
والسبت، يُشارك الحجّاج في رمي الجمرات، آخر أهمّ المناسك – وقد أدّت في السنوات الماضية إلى عمليات تدافع مميتة – قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء “طواف الوداع” حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى.