رقاقة دماغية تعيد قدرة المشي لرجل مشلول
رجل يبلغ من العمر 40 عامًا مصاب بالشلل في ساقيه أصبح الآن قادر على صعود السلالم والتحرك فوق المنحدرات والتحول من الوقوف إلى المشي، وذلك بفضل رقاقة في دماغه وحبله الشوكي التي تقترن بأجهزة خارجية لترجمة أفكاره إلى حركة.
لطالما كان يُفترض أن الرقائق التي يتم زرعها في الدماغ يمكن أن تربط الأطراف الصناعية بالدماغ بطريقة تحفز أوامر الجهاز العصبي بالإشارات الكهربائية.
الآن، هذه الفكرة أقرب من أي وقت مضى، حيث أن رجلًا مشلولًا من الوركين إلى الأسفل قادر على المشي دون دعم وحتى صعود السلالم بفضل “رقاقة دماغية” صغيرة تعمل على التحفيز الكهربائي للأعصاب.
فقد شاب هولندي يدعى جيرت-جان أوسكام، الحركة في ساقيه بعد تعرضه لإصابة في النخاع الشوكي في حادث دراجة نارية.
في عام 2017 تلقى أوسكام رقاقة تجريبية في النخاع الشوكي كجزء من تجربة إكلينيكية مختلفة، مما ساعده على استعادة قدرته على المشي.
من خلال رفع كعبه قليلاً – وهو ما يمكنه القيام به بمفرده – يطلق أوسكام تياراً كهربائياً يحفز الأعصاب في النخاع الشوكي للسماح له باتخاذ خطوات.
لكن تلك الخطوات كانت ثقيلة، ولم يكن بإمكانه تخطي العوائق أو السير على الأسطح غير المستوية.
وبعد عامين من تحفيز العصب الكهربائي، كما يُعرف في هذا النهج، توقف تعافي أوسكام لذلك انضم إلى دراسة “إثبات المفهوم” في عام 2021.
يختلف النظام عن التقنيات الحالية في قدرته على ترجمة إشارات الدماغ إلى حركة.
في السابق كان أوسكام يضطر إلى رفع كعبه، مما قد يؤدي إلى سلسلة من النبضات الكهربائية في رقاقة في النخاع الشوكي من شأنها أن تسمح لساقيه بالحركة. لكنها كانت ثقيلة وكان من المستحيل التنقل على الأسطح غير المستوية.
لكن الآن مع وجود رقاقة دماغية، عندما يفكر أوسكام في تحريك ساقيه الرقاقة ترسل إشارة إلى جهاز كمبيوتر يرتديه في حقيبة ظهر يحسب مقدار التيار الذي يجب إرساله إلى جهاز تنظيم ضربات القلب الجديد في بطنه. وهو بدوره يرسل إشارة إلى الرقاقة الأقدم في النخاع الشوكي والتي تحفز ساقيه على التحرك بطريقة يمكن التحكم فيها بشكل أكبر.
قام العلماء بتطوير التكنولوجيا والعمل معه بالتفصيل أنه يمكنه المشي حوالي 200 متر في اليوم، والوقوف دون مساعدة لمدة 2-3 دقائق.
بشكل لا يصدق، بعد أقل من عام يعتقد العلماء أن التكنولوجيا أغلقت الفجوة في نظامه العصبي، ويمكنه الآن رفع نفسه من الكرسي، وحتى المشي بمساعدة عكاز، حتى عندما يكون الجهاز أطفئ.
يخطط العلماء في المستقبل للعمل مع المرضى الذين يعانون من شلل في الذراعين واليدين، وحتى مع ضحايا السكتة الدماغية، حيث يعتبر “الجسر الرقمي” الذي شكل رقاقة دماغية تقدمًا هائلاً في تقنية تحفيز الجهاز العصبي.