أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)
تمتعت مدينة حلب قبل الثورة بخدمات طبية جيّدة وانتشار للمستشفيات الاختصاصية في كافة أرجائها، ومع اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011 بدأت تظهر مستشفيات صغيرة ونقاط طبية لمعالجة جرحى المتظاهرين خارج إدارة حكومة النظام ووزارة الصحة خوفاً من بطش الأمن والمخابرات.
إقرأ أيضا: فيما تحرق حلب أتباع الأسد يعيشون حياة الترف
تطورت هذه النقاط الطبية لتصبح مشاف كبيرة تعالج المصابين، ففي حلب ومع بداية دخول قوّات الجيش الحر إليها في تموز/2012 كان الوضع الطبي مترديّاً بشكل كبير نتيجة قلة الكوادر الطبية وهجرتها فضلاً عن كثافة الجرحى الذين يسقطون خلال القصف المستمر على المدينة خلال الأعوام السابقة.
مشافي حلب قبل الثورة
مشفى الكندي
أبرز المشافي التي كانت تُخدّم أهالي حلب هو "مشفى الكندي" وقد خرج عن الخدمة مبكراً نتيجة موقعه قرب مخيّم حندرات المنطقة التي شهدت معارك ضارية بين الثوار وقوّات النظام.
"الكندي" كان يعتبر من أكبر مشافي الشرق الأوسط، وقد تم بناؤه منذ نحو أربعين عاماً وتم تطويره عام 2000 بأحدث الأجهزة الطبية بميزانية بلغت حينها 150مليون دولار، وضم فيه نحو 250 طبيباً وطبيبة من مختلف الاختصاصات.
في نهاية عام 2012 اقتربت المعارك من مبنى المشفى، وقامت قوّات النظام وقتها بإخلاء المشفى من الأطباء والمرضى واتخذته مقراً عسكرياً لمواجهة فصائل الثوار، حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجانبين استمرت لنحو عام كامل وانتهت بسيطرة الثوار على المشفى،
بعد ذلك قصفت قوّات النظام المنطقة بعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة الأمر الذي أدى إلى دمار معظم أقسام المشفى.
وآخر ما تعرض له المشفى هو نسف جبهة "فتح الشام" النصرة سابقاً لما تبقى من المبنى قبل الانسحاب منه العام الماضي وتقدم قوّات النظام وسيطرتها على المنطقة، وبذلك تدمّرت أكبر مستشفيات حلب وتم تخريب أحدث الأجهزة الطبية المتواجدة فيها.
مشفى دار الشفاء
ومن بين المشافي الكبرى في مدينة حلب، مشفى "دار الشفاء" في حيّ الشعار الذي تعرض للقصف بالطيران الحربي أواخر عام 2012 وخرج عن الخدمة منذ ذلك الوقت، وهو مشفى خاص يضم العديد من الاختصاصات وقسم للإسعاف. ومع دخول الجيش الحر إلى حلب تحوّل إلى مشفى عام يقدم خدماته بشكل مجاني للجميع.
مشفى العيون التخصصي ومشفى الأطفال
وسط الأحياء الشرقية وتحديداً في حي "قاضي عسكر" تأسس مجمعاً للمستشفيات يحوي مشفى "العيون التخصصي" ومشفى "الأطفال التخصصي" وقد تأسس عام 2005 وضم في كل مشفى عشرات الأطباء المختصين إضافة إلى تجهيز أقسام المشافي بأحدث الأجهزة الطبية والجراحية، كما ضم مشفى العيون قسماً للجراحة وقسما للعيادات الخارجية وآخر للتخدير والعناية المشددة، ليستفيد منه عشرات الآلاف السوريين وقتذاك.
ومع دخول الفصائل إلى حلب تعرض المجمّع إلى النهب والتخريب على يد فصائل عدّة أبرزها جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، ليتخذه بعدها داعش مقراً له قبل إخراجه من المدينة مطلع عام 2014، كما تعرض المجمع الطبي لهجمات عدّة بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة ما أدى لدمار معظم أقسام المشفى دون الاستفادة من أي من معداته.
مشفى القدس
مشفى القدس كان اسمه مشفى "السكري" قبل 2011 ويضم المشفى العديد من الأقسام أبرزها قسم "النسائية". ومنذ عام 2012 قدم الخدمات لآلاف المصابين وأجرى مئات العمليات الجراحية لمصابي القصف على المدينة، وقد تعرض المشفى لغارة جوية من قبل طيران النظام أواخر أيار الماضي أدت إلى مقتل العديد من الكوادر الطبية بينهم طبيب الأطفال الوحيد الذي كان يعمل في حلب آنذاك.
مشفى عمر عبد العزيز
يقع في حيّ المعادي وسط مدينة حلب وهو أحد المشافي الذي تعرضت لخراب ودمار كبيرين، كان المشفى يقدم العديد من الخدمات الطبية للمواطنين وكان اختصاصي في أمراض النسائية والتوليد وكان يملكه مجموعة من الأشخاص على رأسهم مفتي النظام "أحمد بدر الدين حسون".
اليونيسف: حقوق الأطفال تنتهك في حلب
وفي منتصف عام 2012 عند بدء حملة القصف على المدينة، تسلّمت إدارة المشفى مجموعة من الأطباء المتطوعين معظمهم من الذين كانوا يعملون أصلاً في المشفى وقد تمت إعادة هيكلية بعض أقسام لاسيما قسم الأطفال الذي تم تجهيزه لتقديم الرعاية للأطفال حديثي الولادة، وقد تبنى المشفى العديد من المنظمات الطبية الدولية بينها المنظمة الأمريكية السورية "SAMS".
تعرض المشفى لهجمات عدّة بقذائف المدفعية، كما قصفت المقاتلات الحربية التابعة للنظام مبنى المشفى بصاروخ ارتجاجي خلال شهر نوفمبر الحالي، ما أسفر عن تدمير كامل قسم الأطفال وخرج المشفى بشكل نهائي عن الخدمة بحسب مديرية صحة حلب.
مشفى "العزيز والزرزور والدقاق والبيان" تعرضت جميعها لغارات مركزة بالصواريخ والقنابل المظليّة دمّرت معظم أقسامها وخرجت بشكل نهائي عن الخدمة، بعدما كانت تعالج مئات الجرحى وتجري عشرات العمليات الجراحية يوميّاً لاسيما مع تصاعد وتيرة القصف منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016.
مشافي حلب عاجزة عن معالجة المزيد من الجرحى
يشير الطبيب الجرّاح في مشفى الدقاق المدمر بحلب "أنور أبو الهدى" في حديثه لموقع أخبار الآن أن المجالس الطبية لا تستطيع تعويض المعدات المعطلة والمواد المستهلكة في ظل الحصار المتواصل على أحياء المدينة الشرقية.
وأضاف أبو الهدى إن العديد من الجرحى يموتون وتبتر أطرافهم بشكل يومي خلال انتظار دورهم إلى غرف العمليات، أضف إلى ذلك نقص الأطباء الذي تعاني منه المدينة.
إقرأ أيضا: باريس: نظام الأسد وحلفاؤه يغذون الإرهاب في سوريا
كانت أحياء حلب الشرقية قبل وقوعها تحت الحصار تتمتع بوضع طبي مقبول خاصة مع وجود خط إمداد مع تركيا وتبني منظمات دولية ودعمها للمشافي، ولكن ومع فرض الحصار منذ ثلاثة أشهر باتت حلب مهددة كارثة إنسانية كبيرة تتمثل في عجز مشافيها عن معالجة أبسط الأمراض الجروح فيما اذا استمر الحصار على المدينة.
مشافي تحت سيطرة النظام
"مشفى الرازي" بحلب هو أكبر المشافي الحكومية في القسم الغربي لمدينة حلب، يحتوي على أكبر قسم جراحة داخل المدينة، ويقدم خدماته للمدنيين بشكل مجاني، وفي القسم الذي يسيطر عليه النظام يعمل "مشفى الجامعة" الحكومي على تخديم أهالي حلب. لكن ومع انطلاق الثورة تحول المشفى بشكل رئيسي لمعالجة جرحى النظام وتراجع مستوى تخديمه للمدنيين من غير المنتسبين لأحد الميليشيات المساندة للنظام.
إقرأ أيضا: خاص.. الوضع الطبي في حلب قبل وبعد قصف مستشفياتها بشكل ممنهج