أخبار الآن| درعـا – سوريا (خاص)
عملت جبهة فتح الشام"جبهة النصرة سابقاً" خلال السنوات الماضية من عمر الثورة السورية، على حرف مسار الثورة وصبغها بالتطرف من خلال عدة مشاريع مضادة أصبحت مؤخراً لبنة لانتفاض الشارع الثائر أمامهم وسبباً لكي يطلب الأهالي حَلَ التنظيم، على الرغم من محاولات
أمرائه تجميل مشروعهم بفك الارتباط عن القاعدة أواخر شهر يوليو من العام الجاري.قوبلت محاولات فتح الشام برفض شعبي واسع ومقاومة من قبل الثوار، فالسنوات الأخيرة كانت كفيلة بكشف الكثير من أوراق هذا التنظيم ولاسيما في الجنوب السوري، حيث عملت على تدمير المشاريع الوطنية بشكل ممنهج مستخدمة أساليب التخوين بحق كل من وقف أمامها كالعمالة للغرب والوقوف بوجه "الفتح الإسلامي وإقامة شرع الله على أرض الشام" .
إشعال الفتنة الطائفية
مطلع العام 2012 ومع إنطلاق الكفاح المسلح في سوريا وتشكيل الجيش الحر كذراع عسكرية للثورة السلمية، سرعان ما انخرط العشرات من أبناء السويداء "ذات الأغلبية الدرزية" ضمن الفصائل العاملة في ريف درعا الشرقي نظراً لسيطرة نظام الأسد آنذاك على المحافظة المجاورة لمهد الثورة، وكان من ضمن المنشقين الدروز عن قوات النظام عدد من الضباط والعناصر عملوا إلى جانب مقاتلي حوران وشاركوا في عدد من معارك التحرير، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً حيث برزت جبهة النصرة "فتح الشام" كحائط الصد أمام هذه الظاهرة الوطنية وعملت على إشعال الفتنة ما بين محافظتي درعا والسويداء.
مراسل أخبار الآن التقى "أنس رزق" وهو أحد المنشقين الدروز عن جيش النظام ممن واكبوا تلك الفترة حيث تحدث قائلاً: "في العام 2012 وعقب أزدياد أعداد المنشقين تم تشكيل كتيبة تحت مسمى -كتيبة سلطان باشا الأطرش- وضمت قرابة 30 شابا من أبناء محافظة السويداء بقيادة الملازم أول خلدون زين الدين".
وأشار إلى أن الكتيبة شاركت مع باقي ثوار درعا بعمليات التحرير ومنها عمليات التصدي لاقتحامات قوات النظام لمدن وبلدات ريف درعا الشرقي "الحراك – خربة غزالة". ومن بعدها ومطلع العام 2013 كانت حاضرة بعمليات التحرير في كل من " كتيبة السهوة– كتيبة علما– تحرير بصر الحرير– تحرير الحراك".
وأضاف"رزق" أنه وبعد تحرير معظم مدن وبلدات ريف درعا الشرقي بدأت جبهة النصرة بالعمل على تحقيق مشروعها من خلال القضاء على أي مظهر وطني جامع للسوريين فأقدمت على اختطاف سبعة عشر مدنيا من محافظة السويداء وذلك بعيد تأسيس محكمة لجبهة النصرة عرفت بمحكمة "الكوبرا" وكان مقرها الريف الشرقي لدرعا.
وتابع "رزق" بأن من ضمن المختطفين كان أحد وجهاء محافظة السويداء وهو "جمال عز الدين" الذي ما زال مصيره مجهولا حتى اليوم .
وأشار "رزق" إلى أن جبهة النصرة "فتح الشام" اتخذت قرارا باستئصال الكتيبة المشكلة من قبل أبناء محافظة السويداء من خلال إقدامها لاحقاً على اختطاف اثنين من عناصر الكتيبة وهما "خالد رزق– رائف نصر" في شهر آب /أغسطس من العام 2013 وبث مقطع مصور للمخطوفين ومنهم شقيقه "خالد رزق" وتلا ذلك اعتقال قائد الكتيبة الملازم "فضل زين الدين" والشقيق الثالث "موفق رزق" بأمر من القاضي العام لجبهة فتح الشام "سامي العريدي".
لم تقف فصائل الجيش الحر العاملة في درعـا حينها مكتوفة الأيدي، حيث عملت على حماية من تبقى وإجبار جبهة النصرة على فك أسر المعتقلين من خلال عملية إلقاء القبض على القيادي في الجبهة المدعو " أبو حمزة الأردني" وهو ما أجبر النصرة على إطلاق سراح كل من قائد الكتيبة والشقيق الثالث فيما لا يزال مصير كلا من "خالد ورائف" مجهولا إلى اليوم.
ويكمل "الرزق" بأن عمليات الخطف والمطاردة لعناصر كتيبة "سلطان باشا الأطرش" والخوف من عمليات التصفية والاغتيال أجبر معظم المقاتلين على مغادرة الأراضي السورية باتجاه الأردن ولبنان ودول أخرى وهو ما يدحض اتهامات النصرة لهم بالعمالة مع النظام.
ضرب المجلس العسكري بدرعا
لم تختلف سياسة جبهة النصرة "جبهة فتح الشام" عن سياسة نظام الأسد كثيراً، وقد اتبعت سياسة "فرق تسد". فبعد أن توسع التنظيم عسكرياً واستقطب أعدادا إضافية من المقاتلين والمهاجرين بدءا من مطلع العام 2014 بالعمل على ضرب الجسم العسكري الموحد لثوار درعا آنذاك المتمثل بالمجلس العسكري، وذلك من خلال اختطاف القائد العام للمجلس "العقيد أحمد النعمة" بريف درعا شرقي عقب نصب كمين له مع عدد من قادة تشكيلات الثوار من ضمنهم "موسى الحمد" قائد لواء توحيد الجنوب وذلك قبيل تشكيل "الجبهة الجنوبية" التي تمكنت لاحقاً من كبح جناح النصرة وإيقاف تمددها.
الناشط "سامي الحسن" قال لمراسل أخبار الآن بأن اختطاف القائد العسكري بدرعا جاء بالتزامن مع محاولة جبهة النصرة بناء جسم قضائي خاص بها لكي تبسط نفوذها على المناطق المحررة بمحافظة درعا مستغلة انشغال الفصائل بالمعارك مع جيش النظام.
وأشار "الحسن" إلى أن جبهة النصرة وجهت إلى "النعمة" تهمة العمالة للخارج وذلك من أجل إنهاء مشروع توحد تشكيلات الجيش الحر في جسم واحد، حيث أرادت النصرة أن تكون فصائل الجيش الحر مشرذمة ومتفرقة كي تَسهُل عملية السيطرة على المناطق المحررة ولتفرض شروطها على الأهالي والتشكيلات على حد سواء وذلك باستخدام سياسة الترهيب إلا أن ذلك سرعان ما تبدد عقب الإعلان عن تشكيل "الجبهة الجنوبية" التي أعادت للجنوب بريقه الثوري.
اقرأ أيضا: