أخبار الآن | ريف حلب – سوريا – (همام أبو الزين)
بعد موجات النزوح التي اجتاحت مناطق سوريّةً عدة توجه النازحون إلى الخيام هاربين من قصفٍ يطالهم من جهاتٍ عدة لتواجههم صعوباتٌ جديدة، كان أخرها انتشار القوارض والحشرات بشكل كثيف نسبةً لانعدام الصرف الصحي في معظم هذه المخيمات، مستهدفةً الصغار والكبار، في حين تغيب المنظمات الإنسانية و فرق الدعم النفسي عن تأدية واجبهم تجاه سكان الخيام منذ أربعة أشهر أو أزيد.
تراجعُ دورِ المنظمات الإنسانية والإغاثية، فضلاً عن حملات التوعية الصحية، في مخيمات النزوح سيما في ريف حلب الشمالي، بدأ يلقي بظلاله.
ولعل الحملاتِ التوعويةَ أكثرُ ما يفتقده النازحون و إن كانت الحاجةُ للغذاء أشدَ و أهم، إلا أن هنالك ضرورةً لذلك، فما جرى مع الطفل محمد خيرُ دليل.
إذ تعرض الطفلُ البالغُ من العمر عشرةَ أعوامٍ للدغة عقربٍ سامة كادت أن تتسبب بموته لولا تدخلِ القدر. .. ذهب مفعولُ اللدغةِ و بقيت آثارُها واضحةً على قدمه، التي تذكره بلحظة الألم الأولى، كلَما رنا إليها.
محمد – نازح: ذهبت إلى الجيران لأتابع التلفاز وإذ لدغني العقرب، أحسست وكأنها إبرةً قد دخلت، أتيت وقلت لأمي دخل في قدمي شوكة لتراها الجارة وتخرج منها الدم الفاسد في السكين وعندما اوجعتني قاموا بأخذي للطبيب.
معاناةُ النازحين لا تقتصر على إنتشارِ الحشرات و الزواحف السامة، إذ بدأت القوارضُ بأنواعها بالتغلغل في مخيمات شمارخ على وجه التحديد، فأبو محمود الذي ذاق مرارةَ النزوحِ ثلاثَ مرات، يسهر الليلَ على أمن أسرته، خوفاً من دخولها إلى الخيمة التي لم ينعم فيها بالأمان، الذي فر إلى هنا باحثاً عنه.
أبو محمود – نازح: العقارب والجزذان دائماً موجودة، أنا أنام في هذا المكان، في فترة الليل الجرذان والعقارب في محيطنا.
وما يفاقم معاناةَ النازحين إنعدامُ الكهرباء والنقصُ الحاد في المياه الصالحة للشرب، هذا بالإضافة لإفتقادها للصرف الصحي، وتلك الأسبابُ مجتمعةً عززت إنتشارَ القوارض و الحشرات.
محمد كويّس – الكادر الإداري للمخيم: استطعنا امساك عقرب من بين الخيم والذي واحد من ألاف الحشرات الموجودة في المخيم، قوارض زواحف، والسبب الرئيسي لوجود هذه الحشرات هي المستنقعات التي ترونها بعينكم بين الخيم.
الهروبُ من الحرب قد يدفعك لتواجه واقعاً لا يقل خطورةً عن نيران المدافعِ و الطائرات، و هذا ما يعكس حالَ سكانِ مخيماتِ الحدود في ريف حلب الشمالي، سيما منطقتي شمارخ و زوغرة.
علاوةً على ما يعانيه قاطنو المخيمات الداخلية، من نقص بالخدمات و شح بالمساعدات الإنسانية، تأتي القوارضُ و الحشراتُ السامة، لتفاقمَ معاناتَهم، ليظهرَ جلياً حجمُ المآسي التي يعيشونَها.
اقرأ أيضا:
لاجئة سورية في لبنان تحول النفايات لمنتجات فنية رائعة