أخبار الآن | بيروت – لبنان – تريسي ابي انطون – خاص
أطفالُ وشبابِ متلازمةِ داون يحظونَ بحياةٍ أفضل عند متابعتهم المتخصصة وتمكينهم المهني. فمهاراتُ الشاب طوني في مجالاتٍ عدّة تؤهله لبناءِ مستقبلهِ في تحدٍ كبير لوضعه في المرحلة الثانية، أمرّر عصا القش وأشدها جداً حتى أنجز السلة، ويوم الثلاثاء أعمل في الخرز بألوان البني والأخضر والأبيض
كان طوني يفسّر لي كيف يصنع كراسي الخيزران وسلل القش وأيضا إلمامه في شك الخرز. وقدرات طوني لم تظهر فجأة، الا بل بعد سنتين من التدريبات والتمارين حتى تمكن من مهارات يدوية جعلته متميزاً، غيرَ مستسلم لمتلازمة الداون التي يعاني منها، إنما إنسان يبني لنفسه مستقبلاً.
يقول محمد رمال / أستاذ تعليم القش : "إن عمل القش يحتاج إلى الكثير من الصبر، وهو ليس سهلا على الجميع، إنما طوني من الأشخاض الذين يتمتعون بالدقة والصبر على انجاز كرسي الخيزران الذي يعتبر من الأصعب في هذه المهنة. أنا أحاول أن أظهر ما فيهم من قدرات لنبرزها في المجتمع حتى يتم قبول المعوّق على أنه قادر على التقدم وفي الوقت نفسه نساعدهم على الاستفادة من المهنة في مستقبلهم.
وليس القش والخرز فقط من مهارات طوني، فهو يتعلّم الحلاقة أيضاً
ويخبرنا طوني بطة / عن مهاراته المتعددة قائلا: "أضع الصابون، وأقص الشعر، ثم يغسل الرأس مرة ثانية ثم يصفف بالمجفّف.
أساليب وطرق مختلفة يعتمدها المدرّبون لمساعدة تلامذتهم المتميزين على اكتساب مهارة جديدة.
ويضيف كمال مومني / أستاذ تعليم حلاقة: "بهذه اللعبة التي أضعها بيدي أرفّه عنهم وأرغّبهم ليتعلموا الحلاقة. هم يتفهمون كل شيء وأنا أتعامل معهم كشخص عادي جداً خاصة وأنهم يجيدون العمل اليدوي أكثر من الدرس.
واللافت أن تحضير هذه الفئة مهنياً للاندماج في المجتمع يترافق مع تكريم مالي بسيط يعزز الثقة لديهم.