أخبار الآن | هيرات – افغانستان – (شافعي معلم أحمد)
تتصدر فتيات في أفغانستان من بين قائمة فتيات العالم الأقل حظا بنسبة للفرص التعليمية، نتيجة الفقر المدقع الذي يعيشه الأفغانيون منذ عقود، ومنع داعش وطالبان الفتيات من الذهاب الى المدارس والحلقات العلمية، و أيضا تلعب التقاليد والأعراف المحلية التي لا تشجع تعليم الفتيات والنساء دورا مهما، كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع نسبة الأمية ، أخبار الآن زارت مدينة هيرات واستطلعت آراء الفتيات وأسباب تخلفهن عن التعليم.
في عمر الزهور ترى فتيات يجبن شوراع هيرات بحثا عن العمل و لقمة العيش من يحالفها الحظ تعمل في مسح الاحذية كي تستطيع ان ان تدفع الرسوم المدرسية في وقت لا يستطعن أغلبهن عمل ذلك هذه الطالبة برسية تذهب إلى المدرسة صباحا و تعمل في مسح الاحذية مساء لتعيل اسرتها
تخبرنا بريسة راشدي وهي طالبة ماسحة الأحذية:
ولدت في مدينة هيرات وعمري ١٤ سنة، اسرتي تتكون من 7 اشخاص، في الصباح أذهب إلى المدرسة و بعد الدوام أباشر عملي اليومي، أعلم أن هذه الوظيفة ليست مناسبة للفتيات ، لكن ليس أمامي خيار آخر، إما أن أكون عاطلة عن العمل وأترك التعليم وأعيش في الفقر طوال حياتي أو أن أعمل أي وظيفة متاحة لأساعد أسرتي وأدفع رسوم المدرسة، صحيح ليس هناك أسرة ترغب أن ترى بنتها تمسح الأحذية في الشارع لكن الظروف الاقتصادية في أفغانستان تفرض علينا ما لا يطاق.
لكن فردين اختها لسوء حظها لم تستطع الذهاب للمدرسة في وقت العائلة بحاجة لعمل الجميع لتأمين لقمة العيش
وتضيف فردين راشدي أختها:
عمري تسع سنوات، أعمل هنا منذ عامين تقريبا، كل يوم أجني ما بين 4 إلى 5 دولارات ، أختي الكبرى ايضا تعمل في مسح الأحذية، لكنها محظوظة لأنها تذهب إلى المدرسة في ساعات الصباح، وتعمل مساء، أرغب لان أتعلم و أصبح متوفقة في المستقبل ، لكن لا أستطيع ذلك في الوقت الحالي، أبي مريض ولا أحد يساعدنا، أتمنى أن توفر لنا الحكومة مدارسا نتعلم فيها كغيرنا .
وتقول عائشة جواد:
لوكان عندي استطاعة مالية لذهبت إلى المدرسة بدلا من التجول في المقاهي والأماكن العامة، لكنني لا أستطيع دفع تكاليف المدرسة، أخوي الكبير هو الوحيد الذي يذهب إلى المدرسة، أبى هو نجار، ولا يزال يحاول توفير قوت يومنا، قلت لأبى أريد أن أجمع بعضا من المال لأتعلم عندما أكبر، هو وافق لكن لم يتوفر لي الكثير من المال بعد.
وسط غياب الدعم الحكومي ل لقطاع التعليم ومنع داعش وطالبان الفتيات من الذهاب الى المدارس ارتفعت نسبة الأمية بشكل ملحوظ فبي افغانستان و لكن الأهل يبررون إرسال بناتهن للعمل بأن لا وسيلة أخرى امامهم
بينما تبرر نازانينكيا والدة فردين وبريسة الامر بحرقة:
الظروف الاقتصادية دفعتني لإرسال بناتي للشارع صباح كل يوم لمسح الأحذية ,وبالطبع لا أشعر بارتياح لكن الظروف الاقتصادية صعبة ، وعدم توفر دعم الحكومي لقطاعي التعليم و التربية فرضت علينا ذلك، أبوهم يصارع مع المرض منذ فترة، وليس لدينا ممتلكات لبيعها ، لهذا طلبت من ابنتي الكبيرة أن تذهب الى المدرسة صباحا ًوتعمل مساء، أما الصغيرة فهي تعمل لإعالة الأسرة و لا تدرس ، ندعو الحكومة الى النظر في قضية أبنائي وتوفير لهم التعليم.
قد يكون الفقر مشكلة عالمية لكن غياب الحلول بجهل الأسر يزيد المشكلة
ويرى شافي رحيمي ,وهو زبون
نسبة الفقر في مدينة هيرات مرتفعة جدا، ومعظم الأسرهنا لا يستطيعون إرسال أبنائهم إلى المدارس بسبب التكاليف المادية، والفتيات هن أقل في الفرص التعليمية بسبب إهمال الوالدين، ويفضل بعضهم إرسالهن الى السوق لإعالة الأسرة، فترهن يجوبون الشوارع بحثا عن قوت يومهن و لكنه أمر خطير.
ظروف معيشية صعبة تفرض ما لايطاق على الأهل و الفتيات فلا سبيل أمامهم سوى ترك مقاعد الدراسة و البحث في الشوارع عن رمق اليوم
إقرأ أيضاً