أخبار الآن | اربيل – العراق (مشرق رسن)
لم تمنع ضراوة المعارك مع داعش الصحفية العراقية شفاء كردي من مرافقة القوات الأمنية في الموصل وتغطية تطورات تحرير المدينة من التنظيم الذي يحتلها منذ ثلاث سنوات، وخلال ممارستها عملها الصحفي في الساحل الأيمن للموصل انفجر أحد الألغام التي زرعها داعش بالصحفية في شبكة روداو لينهي بذلك مسيرة حافلة من الإنجازات الاعلامية.
الزهور وصور التخرج تزين الجدران فيما البكاء يملأ المكان، فهذه هي غرفة الصحفية شفاء كردي التي قتلت بانفجار عبوة ناسفة في قرية العذبة خلال تغطيتها معارك استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل بشمال العراق، الصدمة والذهول تخيمان على ذوي الصحفية الراحلة ،مديرة انتاج الاخبار في قناة روداو الكردية، التي اصرت على مرافقة القوات العراقية في معارك تحرير الموصل من داعش وتوثيق جرائم هذا التنظيم بحق المدنيين.
تقول ام الصحفية شفاء: "كنت في السوق عندما سمعت باستشهاد ابنتي شفاء،لقد طلبت منها اكثر من مرة ان لا تذهب الى الموصل لكنها كانت مصرة على الذهاب لتغطية المعارك ضد داعش، لقد وعدتني عندما تعود ان نذهب معا لشراء الملابس الجديدة بمناسبة عيد نوروز".
زكري ابراهيم، والد الشهيدة شفاء كردي بدا متماسكا بالرغم من ألمه على فقدان ابنته البكر، وقال إنها ليست أولى تضحيات أسرته ولن تكون الأخيرة، واوضح والد الصحفية: "ابنتي اعلامية واستشهدت من اجل ايصال الحقيقة، وانا فخور جدا بها ،وعائلتنا مضحية اعتادت تقديم الشهداء".
بعيدا عن منزل أسرة شفاء كان طلبة من كلية الاعلام يضعون اكاليل الورد امام مبنى قناة روداو في مدينة اربيل، حزنا على رحيل الصحفية، فيما يستذكر زملاؤها اخر اللحظات التي قضوها معا بألم وحسرة.
وتذكر شهيان تحسين المذيعة في قناة روداو وزميلة الصحفية الشهيدة: "ان شفاء لم تكن زميلة فقط ،بل كانت مديرة واخت كبيرة، والجميع كان يحبها ويحترمها لحرصها وجديتها في العمل، وكانت كثيرا ماتتابع عملنا وتهتم بايصال المعلومة"، شفاء التي اتمت الثلاثين عاما كانت تنتظر تحقيق كثير من أحلامها، احلام ستبقى عالقة في ذاكرة ذويها ومحبيها الذين صدمهم رحيلها المبكر.
اقرأ أيضا:
الجيش العراقي يقتحم حي الدواسة في الساحل الأيمن للموصل