أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (راغب شحادة)
المكان: خان شيخون، محافظة إدلب، الشمال الغربي من سوريا.. الزمان: 04 أبريل/نيسان 2017 الساعة 6:50 صباحا.
الحدث: ثاني هجوم بالأسلحة الكيميائية ينفذه نظام الأسد ضد السوريين رغم ادعائه بتسليم ترسانته.
ودون مستهل لهذا الموضوع أو مقدمات، ننقل إليكم ما أفاد به وزير الصحة السوري في الحكومة المؤقتة، الدكتور فراس الجندي، لموقع أخبار الآن، مفصلا بحديثه كل ما جرى بالضبط، من وجهة نظر أكاديمية ، ومعاينة ميدانية، وهو ممن عايشوا اللحظات الأولى من وقوع المجزرة، ليضيف بذلك جملة من البراهين على تورط النظام السوري وحلفائه، بهذه الجريمة البشعة..
وفيما يلي شهادته الكاملة على ما حصل:
"عند الساعة الـ06:50 من صباح الـ04 من أبريل/نيسان لعام 2017، تم استهداف الحي الشمالي من بلدة خان شيخون، التي تتبع ريف إدلب الغربي، بالصواريخ من قبل طائرات الـ"سوخوي 22" التابعة لنظام الأسد المجرم، والتي أرسلت لقصف البلدة بالسلاح الكيميائي.
ونتج عن هذا القصف إصابة أكثر من 560 شخصا من المدنيين، وهذا الرقم تسبب باستنفار جميع مشافي المناطق المحررة في إدلب، لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، حيث استشهد منهم على الفور قرابة الـ75 شخص.
ومن خلال الأعراض السريرية التي بدت على المصابين والتي عاينتها بنفسي في أحد المشافي، كان هنالك ضيق صدر واختناق، زبد يخرج من الفم وهذا يعني وجود وزمة في الرئة كيميائية المنشأ، غياب وعي، تشويش رؤية، اختلاجات حادة، هبوط في الضغط، حدقات عيون متضيقة أو ما يسمى بالحدقة دبوسية الشكل، شلل تام بالوظائف العصبية، وكل هذا يعني دون أدنى ريب أن محتوى القذائف التي استهدفت بها خان شيخون هو غاز الأعصاب، وهذا ما يبرر سقوط هذا العدد من الضحايا والمصابين"
وحتى لحظة إعداد هذا النص كان الدكتور "الجندي" في عين المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقد وصف لنا المشهد الميداني بالقول:
عاينت اليوم 5 أبريل/نيسان مكان سقوط أحد الصواريخ وما زالت رائحة ذخيرته تنتشر في المحيط، قمت بأخذ عينات من قطع الصاروخ، ومن التربة والحشائش المحيطة به، وهذه كلها بحوزتنا ومستعدين لتقديمها لأي مختبر جنائي ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن ما قصفت به خان شيخون هو سلاح كيميائي ولتؤكد أن ما حصل هو جريمة حرب بشعة ضد الإنسانية جمعاء قبل السوريين وتماد سافر غير مسبوق من قبل نظام الأسد على القوانين والشرعة الدوليين.
الحصيلة النهائية لأعداد الضحايا
خلال تقصيّه للحقائق من شهود المجزرة، يقول الدكتور"الجندي" : أفادنا رجل من أهالي البلدة، عند سؤالنا له عن عدد الذين تم التأكد من استشهادهم، فقال، قمنا بدفن 70 ضحية من أهالي "خان شيخون" صباح الأربعاء 05 أبريل/نيسان، أي بعد يوم من وقوع القصف، و4 آخرين هم أفراد عائلة واحدة نازحة من قرية صوران بريف حماه الشمالي، وجدت جثثهم في إحدى المغاور التي لجأوا إليها لتحميهم من القصف، ولكن لسوء حظهم أن من خصائص الغازات أنها تنتشر في الأمكان المنخفضة أولا، وهذا دليل آخر يدين الأسد لقصفه المنطقة بغاز الأعصاب.
هذا فيما يخص شهداء خان شيخون، أما عن الباقي فهم ضحايا نزحوا من القرى والبلدات المجاورة، وقام ذووهم بدفنهم في مناطقهم صباح هذا اليوم، وهذا ما يصعب علينا إحصاءهم وحصر أعدادهم على وجه الدقة.
والوضع الحالي لا يعني أن باستطاعتنا التوصل الى حصيلة نهائية لأعداد الشهداء، فثمة مصابون ما زالوا تحت إشراف العناية المشددة، وقد استشهد اليوم 5 منهم في الأراضي التركية، وهذا الحال يرفع من إحتمال ازدياد عدد الضحايا.
قصف مستشفى الرحمة ومركز الدفاع المدني
شاهدت بأم عيني آثار الدمار الذي لحق بمستشفى الرحمة ومركز الدفاع المدني بخان شيخون، جراء قصفه بعد ثلاث ساعات من الضربة الكيميائية الأولى، والذي أخرجهما عن الخدمة وأودى بحياة 5 من طواقم العمل الناشطة هناك.
اختيار نيران نظام الأسد لضرب هذين المركزين الحيويين، وتوقيت الضربة، يفيد دون أدنى شك، أن العمل ممنهج، ببساطة أريد من ذلك الفعل المجرم أن يعطل إي إمكانية لإسعاف المصابين، مما يحقق أكبر عدد من الضحايا، نحن لا نتحدث عن مرافق عامة إعتيادية، بنيت المستشفيات وأوجدت مراكز الدعم المدني لمثل هذه الظروف، في أي حرب سمعنا عنها عبر التاريخ، دأب المتحاربون على تجنيب مثل هذه الأماكن القصف أو استهدافها بأقل اعتداء، لكن نظام الأسد وحلفائه لا يؤمنون بأي ميثاق ولا تحكمهم أي قيمة إنسانية.
إقرا أيضا