أخبار الآن | بيروت – لبنان (تريسي ابي انطون)
في الشهر الفضيل، عائلات سورية نازحة إلى لبنان لم تعرف رمضان بعد، فمن جحيم داعش هربت، والى فقر المخيمات وصلت، فيما أمسياتها وموائدها فيها الكثير من الحسرة والحنين.
أم مصطفى تحكي وتبكي: هربنا من الموت، لكن الجوع هنا قتلنا هربت أم مصطفى من تنظيم داعش في الرقة، فكان الجوع لها في المرصاد، يتسلل يومياً إلى خيمتها، وحالياً يحضر مائدة الإفطار، معادلة محزنة، لكنها حتمية لإرهاب شردها وعائلتها ورماهم في مهب الفقر.
تروي ام مصطفى والدموع في عينيها كيف يستحيل على عائلتها رغيف الخبز، وهي تحضر لمائدة الافطار بضع رؤوس من البطاطا،من دون لا خضار ولا لبن و لا اي مكون اضافي لتفطر مع عائلتها.
ورغم فقر الكثير من الموائد، لعائلات اعتادت الكرم قبل ان تضربَها ظلاميةُ التنظيم، إلّا أن الأيادي الخيّرة لا تبخل يوماً… ومن تيسّرت أمورُه بالحد الأدنى، يتحسّر لما آلت إليه الحال بفعل الأيادي الظالمة.
وضع عوشي محمد الليلي وهي نازحة من مسكنة،تشتري كيلوالدجاج وتقسمه على أكثرمن طبق لعدد من الأيام،و تقارن بين مائدة اليوم ومائدتها في سوريا حيث كانت عامرة باطباق اللحم و الحلويات و العصائر.
المحاشي والكباب، أسيادُ الموائد الرمضانية، والتجمعات العائلية ركنُها، بحسرة يتذكر عبد القادر رمضان تلك الأمسيات التي سلبَ داعش فرحتـَها و بهجتـَها من قلوب عائلات كثر وشردها في الداخل والخارج.يقول عبد القادر إن الغصة ليست فقط بمحتوى المائدة الذي تغير انما بالجمع الذي كانت تحشده الافطارات والبهجة التي كانت تعم الأجواء، وتبادل الاطباق الذي كان يحصل بين الجيران.
يحاول النازحون السوريون إلى لبنان أن يستحضروا، بما يأتيهم من امكانات مادية، إفطارات رمضان في ديارهم، لكن العين بصيرة و اليد قصيرة، فقد غدر بهم داعش وأرسلهم خاوي اليدين، يبدأون حياتهم من الصفر أو ما دونه.
تقول أم محمد وهي نازحة من حلب أن الشهرالفضيل في ديارها كان ميسرا،فلا قلق لا على اللباس و لا على الطعام،أما الآن فاذا لم يخرج زوجهاوابنها للعمل ، يمكن أن تبات العائلة من دون خبز حتى.
ويروي الزوج كيف كانت عليه ليالي رمضان في حلب، وأجواء الفرح و البهجة التي تُحرم منها عائلتـُه اليوم اذ تغيب اليوم الاطباق الحلبية والحلويات والمشروبات الرمضانية التي كانت معهودة في دياره ليختم كلامه بالقول "شو هالعيد يلي عم يمر علينا".
ولا شك أن داعش ببطشه والفساد الذي يعيثه في الأرض، حرم آلاف العائلات السورية من الموائد الكريمة، لكنه لم يسلبها أبداً عزيمتها على النهوض مجدداً.
إقرأ أيضاً: