أخبار الآن | لبنان – تريسي ابي انطون – حصري
تشتاق الى ما وصفتها الفردوس قاصدة ادلب السورية وتحلم بالعودة الى ربوع بلادها وتستعيد كثيرا من الذكريات مدمعة القلب والعين بعد ان فقدت اثنين من أولادها وتشرذمت العائلة في كل مكان, ام محمد تعد الايام المريرة لتستقبل املا بغد افضل رغم كل الصعاب.
تحت خيمة السيدة أمون عمر صادق / أي أم محمد/ تتقابل الذكريات مع المرارة، وتنهمر الدموع مع كل لفتة حنين واستحضارٍ للماضي، قبل التطلّع نحو المستقبل.
تروي ام محمد وتحن الى سوريا وتصفها باجمل البلاد واطيبها وحدودها المنفتحة ورزقها الكبير وفيها الشباب والصبايا ولم تكن تتوقع ان يحدث في بلدها ماحدث تشعر وتعتز بجمال مدينتها إدلب جنة الفردوس كما تصفها منتزهات وشجر الزيتون والشجر المثمر وزوار كثر وناس تعمل لدي عائلة تقول مؤلقة من عشرة اولاد خمس بنات وخمسة شباب تشردنا وكل واحد اصبح في مكان واثنين من الشباب توفيا بيتهما شهرين
ليس التهجيرُ وحدُه مصدرَ الحزن، فالغصّة في القلب كبيرة.
أم محمد أتت من سورية خالية الوفاض باستثناء صورتين لولديها اللذين توفيا في الحرب.
تروي ام محمد انها زوجت الاولاد جميعا وكانت الافراح عامرة في ديارهم وفجاة خسرت الجميع وإلى جانب الصورتين، شريطُ فيديو لعرس أحد أولادها يحوّل لياليها وأيامَها، فعلَ بكاء وحسرة وقهر.
أما رحلة الهروب من إدلب إلى لبنان، فكانت في البراري، حيث اضطرت مع زوجها المريض أن يباتوا في العراء لثلاثة أيام.
أم محمد التي وَصَفَتِ تشريدَ عائلتِها بعصافيرَ هاجرت عشَها نحو الحرية، ترفع الأمنيات حتى تعود إلى أرضها، جنة الفردوس كما قالت.
وتمنت ام محمد الامن والامان لسوريا وان تعود لبلدها وتمنت الموت في بلدها وهذ ه امنيتها الاخيرة واكدت ان الغربة صعبة جدا ومريرة داخل هذه الأمتار القليلة، لا يغيب الأمل أبداً، ودعوات أم محمد تتوالى حتى تتوقف الحرب، فيعود السوريون إلى أرزاقهم وأرضهم التي لطالما كانت كريمة عليهم.