سلطان النجار
أخبار الآن | قندهار – أفغانستان
تعتبر السيدة بيبي جول مضرب مثل في تحدي الصعاب وسط مجتمع ذكوري شديد وعادات وتقاليد قاسية في افغانستان تمنع على المرأة العمل والانخراط في سوق العمل فكيف اذا كانت تاجرة تدير متجرها بنفسها وتعيل أسرتها.
دخلت عالم التجارة وهي في سن العشرين، حينها كان عدد قليل من الأفغانيات يمارسن التجارة، بدأت عملها كبائعة متجولة في شوارع قندهار، كانت تبيع الزبادي وبعض السلع الاخرى البسيطة . جمعت بعضا من الأموال واشترت ماكينة خياطة ، وعملت عليها لفترة.وعند اجتياح الروس أفغانستان فتحت أول متجر لها ، وانتقلت بعدها من متجر لآخر الى أن إستقرت في هذا الدكان.
بيبي جول صاحبة المتجر الوحيد في قندها تقول بيبي جول صاحبة المتجر الوحيد في قندهار كنت أمارس هذه التجارة منذ ٥٠ عاما، وسبب دخولي في هذا العالم كان لعجز زوجي عن العمل بسبب تعرضه لشلل أقعده على الكرسي.
عائلتي تتكون من ١٨-١٩ شخصا، وليس لدينا مصدر دخل آخر غير الذي أعمل به ، وهذ ا ما يشجعني على القيام بمثل هذه الأعمال.
خلال السنوات الماضية تروي بيبي انها تعرضت لمشاكل عديده، بعضها يعود الي الوضع الأمني المضطرب في قندهار، والبعض الآخر الى مشاكل شخصية واجهتها في مراحل مختلفة. وأخرى تتعلق بالثقافة والتقاليد الأفغانية التي تفرض علي النساء قيودا تمنعهن من ممارسة حياتهن الطبيعية بشكل كامل.أصعب تلك الأيام كانت عندما مات إبنيها الذي كان يساعدها في حادث سير قرب قندهار، فراقه ترك أثرا كبيرا في نفسها .
كما تقول إنني تعرضت لضغوط عديدة من قبل جهات مختلفة خاصة عند ما كانت طالبان تسيطر على أفغانستان، بعضهم كان يتستر بالتقاليد الأفغانية، والبعض الآخر طلب مني التوقف عن أعمالي والبقاء في بيتي. لكن هذا لم يوقفني عن مارسة أعمالي وإعالة أسرتي وأبناءئي.وهناك جهات أخري قامت بسرقة ونهب متجري ولعدة مرات، إلا أن هذه الأمور لم تساعدهم في تحقيق غايتهم.
إلى أن قتلوا ولدي الثاني في الطريق الرابط بين مديرية يانجواي وقندهار، لست أدري من قتله بالضبط لكن المنطقة التي ُقتل فيها كانت تحت سيطر طالبان.كما تم اختطاف ولدي آلاخر من قبل جهات مجهولة قبل عدة سنوات ولست أدري ما إذا كان علي قيد الحياة أم لا.
كل هذه الحوادث تركت آثارا سلبية علي حياتها ، إلا أنها لم تتوقف عن العمل بعد و لازالت المرأة الوحيدة التي تمتلك متجرا في قندهار. .
يخبرنا محمد جول عن السيدة بيبي قائلا :كنت أعرف السيدة بيبي منذ صغري، وكنت من زبنائنها ولا زلت، لديها ميزات خاصة تتفوق على جيرانها الرجال وهي ذات خلق واحترام للجميع وأيضا هي تشجع النساء للخوض في عالم التجارة، وكثيرا ما تشارك بخبرتها زبائنها من النساء . يمكنني القول إنها قدوة لكل نساء أفغانستان.
وتترك بيبي اثرا طيبا على كل من تعامل معها فهي الانسانة قبل التاجرة وكثير من الزبائن تعتبرهم افرادا من عائلتها يؤكد فرزد احمد هذا الامر قائلا :انضممت الي زبائن بيبي جول منذ عام ونصف، وأتسوق في متجرها بشكل متكرر،
هي تتعامل معي كولدها، ولديها سلوك فردي خاص حيث تتعامل مع زبائنها كأفراد من أسرتها، وهذا مايجعلها تجذب عددا كبيرا من مدينة قندهار خاصة النساء
اقرأ أيضا:
بين الطموح والمعوقات.. المرأة السورية في ظل الحرب