أخبار الآن | جييري – نيجيريا – (شافعي معلم)
إرهاب الحوثيين في اليمن لا يختلف عن إرهاب جماعة بوكو حرام في نيجيريا … حيث أغلقت الجماعة في شمال شرق البلاد معظم المدارس الواقعة في المناطق التي سيطرت عليها طوال السنوات العشر الماضية، وأحرقت المناهج والكتب الدراسية، وهجًرت السكان المحليين، مما أدى إلى ضياع الملايين من الأطفال وخروجهم من دائرة التعليم، لكن في مدينة جييري Girei مدرسة قاومت أجندات بوكو حرام المعادية للتعليم.
أسست هذه المدرسة التي تسمى "التعليم يجب ألا يتوقف" سيدة نيجيرية، وتأوي هذه المدرسة عددا كبيرا من الأطفال الهاربين من قبضة بوكو حرام.
"التعليم يجب ألا يتوقف" شعار مدرسة متواضعة أسستها سيدة نيجيرية؛ هذه المدرسة صمدت بوجه بوكو حرام وأبت أن تغلق أبوابها خلال فترة بوكو حرام، بل وأصبحت ملجأً لعدد كبير من الطلاب الصغار الذين نزحوا من المناطق التي سيطرت عليها بوكو حرام والذين لايزالون يدرسون فيها حتى الآن.
تقول بالماتا إشايا وهي التي أسست المدرسة: "كطالبة ناجحة في التعليم، أنا أؤمن جيدا أن التعليم هو الميراث الوحيد الذي يمكن أن يترك للأطفال، التعليم هو تمكين الأطفال حيث تضئ لهم شعلة من النور في طريقهم إلى بناء مستقبلهم. الجماعات الإرهابية في نيجيريا جاءت بفوبيا من التعليم، ولعب التعليم والبحث العلمي والعسكري دورا مهما في هزيمتهم، ولهذا أعتقد أن التعليم يجب أن يكون حقا مكفولا لجميع الأطفال".
مئات من العائلات الفارين من بوكو حرام لجأوا إلى هذه المدينة، وكانت هذه المدرسة الوجهة الوحيدة لمئات الأطفال النازحين، وبسبب الأوضاع الأمنية المستقرة نسبيا هنا، تمكنا من مواصلة توفير التعليم لهؤلاء الأطفال.
خلال تسجيل الأطفال في المدرسة هنا، اكتشفنا أن بعضا منهم لم يحضر في الفصل لمدة ٧ سنوات، حيث نسوا ما تعلموه من قبل بسبب ما شهدوه من صدمات نفسية، تخيل طفل لم يتجاوز السنة الخامسة من عمره، ويهرب حافي القدمين لمسافة ثلاثين كيلومتر، بعض أطفال المدرسة يعانون من مشاكل نفسية بعد أن فرقتهم بوكو حرام عن ذويهم وعائلاتهم، وبعضهم فقدوا أحد الوالدين أو الإثنين خلال الهجمات الإرهابية، أعتقد أن بإمكانكم التخيل عن الأوضاع النفسية التي يعيشها هؤلاء الأطفال. ولذا وجد المعلمون هنا مهمة أصعب من تعليم الأطفال بالشكل المألوف، حيث عليهم إعطاء الأطفال النصائح النفسية، والعيش مع مشاكلهم والدعاء معهم، والتشجيع لهم بالخروج من الأوضاع النفسية الحرجة التي يعيشون فيها من أجل الوصول إلى بناء حياتهم من جديد".
وبما أن المدرسة قريبة في الطريق السريع، لا يزال بعض الأطفال يهرب عن المدرسة حين سماعهم أصوات السيارات، حيث يظنون أنها من بوكو حرام، وبعد ثلاث سنوات أنا ممتنة جدا أن هؤلاء الأطفال يواصلون تعليمهم بشكل جيد، ولتجنب أنظار بوكو حرام، أخذنا إجراءات أمنية احترازية، منها عدم استخدام لوحات إعلانات تدل على موقع المدرسة، وتواصلنا مع بعض من الأجهزة الأمنية لأخذ الإجراءات اللازمة علي حماية المدرسة، ونشكر الله أننا لم نواجه خطرا كبيرا في أمن طلابنا.
ويبقى التحدي في الاستمرارية المؤمنة بأهمية التعليم ومواجهة الخطر الذي يعيق هذا الهدف.
ويضيف كولاد أديولوا – معلم يقول: "لو خاف كل منا أن يواجه بوكو حرام، إذا من سيبقي هنا؟ أنا هنا ولو قتلوني (بوكو حرام) أعتقد أن الأجل مكتوب من عند الله، علاقتي مع عائلتي ليست على مايرام بسبب وجودي في هذه المدرسة والذي يرونه خطرا على حياتي، يطلبون مني أن أنتقل إلى لاغوس وأنا أفضل أن أساعد هؤلاء الأطفال".
التعليم يجب ألا يتوقف ولن يتوقف هكذا ضربت هذه السيدة أروع الصور في خلق جيل مستنير بالعلم والمعرفة والرحمة، داحرة بنور العلم الارهاب.
للمزيد:
هجوم انتحاري يقتل 18 شخصاً في مايدوغوري بنيجيريا
جماعة "بوكو حرام" تفرج عن 13 رهينة بعد المفاوضات