فادي دلوع
أخبار لآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (جمال لعريبي)
يتنقل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بين إيران والعراق وصولا إلى سوريا، مستخدما طائرة مدنية تابعة للخطوطة الجوية الإيرانية، فضلا عن اعتماده على سيارات دبلوماسية تدخل العراق عبر المعبر الحدودي مع السليمانية من دون ان تُفتش. تلك الأساليب في التنقل التي ينتهك بها سليماني سيادة الدول التي يزورها وخاصة العراق، تجعل تحركاته صعبة َ التعقب ويكسر بها حظر السفر المفروض عليه دوليا.
أولا: طريقة الدخول الرئيسية لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الى العراق تتم عن طريق السليمانية شمال العراق عبر مطارها مستعملا طائرة ركاب مدنية تابعة للخطوط الجوية الايرانية وهي نفس الطريقة التي يستعملها عندما يروم الوصول الى بغداد مباشرة من ايران سريعا , وفي المطارين يغادر سليماني مباشرة من أرض المطار الى داخل الاراضي العراقية , وهنا تقول المصادر العراقية إن سليماني أصر على استخدام هذه الطريقة في الوصول الى العراق أو مغادرته دون الحاجة للدخول والمغادرة بجواز سفر مزيف أو اسم وهمي.
وتضيف المصادر أنه بعد إغلاق مطار السليمانية أصبح اعتماد سليماني أكثر على مطار بغداد او استعمال المعبر الحدودي البري مع السليمانية في سيارات تحمل لوحات تسجيل دبلوماسية لا يتم تدقيقها على الاطلاق.
وتقول المصادر العراقية إن سليماني يريد أن يوحي للامريكيين أن نفوذ بلاده أقوى منهم في العراق فهو يسافر ويغادر من دون المرور بصالات المطارات العراقية التي تنزل فيها الطائرة التي أقلته, غير أن المصادر أوضحت أن الحقيقة ليست كذلك فهو لا يستطيع المرور ببوابات الحدود لسببين الأول هو عدم احراج السلطات العراقية التي ربما تضطر لمنعه من دخول العراق كونه محظور من السفر دولياً, والثاني هو عدم اتاحة الفرصة لعناصر القوات الامريكية من القبض عليه رسميا أو على الأقل جمع معلومات عن توقيتات وصوله ومغادرته.
ثانيا: خلال عام ٢٠١٧ تناقصت الفترة التي قضاها سليماني في العراق قياسا بعام ٢٠١٦ حيث قضى سليماني أكثر من 5 أشهر متنقلا بين العراق وسوريا, ومرة واحدة انتقل الى لبنان من مطار بغداد الى مطار الحريري عبر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الإيرانية.
سليماني يتواجد عادة في السليمانية شمال العراق, حيث يتواجد بما لا يقل عن ثلاث مقرات إثنان منها تقع خارج المدينة وتحمل مليكتها أسماء أشخاص أكراد متنفذين بين القبائل والأحزاب الكردية.
ووفق المصادر أيضا, فإن سليماني وبرغم علاقته القوية بأحد الاحزاب الكردية في السليمانية إلا أنه لا يلتقي به باجتماعات مكشوفة لأنه لا يثق ببعض أعضائه لاسيما أولئك الجدد أو فئة الشباب الصاعدة فيه.
ثالثا: خلال فترة محاربة داعش وما تلاها كان سليماني يتحرك ويتنقل بحرية كبيرة في مناطق العمليات العسكرية بعلم الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستانلكن ليس باذن منهما.
استغل سليماني المعارك في الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى في التنقل بين العراق وسوريا, وكانت جميع تنقلاته داخل العراق تتم إما عبر سيارات تحمل لوحات تسجيل البيشمركة او الحشد الشعبي وبحسب المكان الذي يتواجد فيه وترافقه سيارتان او ثلاث سيارات لا أكثر.
رابعاً: لا يعتمد قاسم سليماني على أشخاص عراقيين في بغداد فيما يخص تحركاته او اقامته بل هو يستعين باشخاص من حزب الله اللبناني يتحدثون اللهجة العراقية بشكل جيد ويحملون اوراقا ثبوتية وهويات عراقية.
سليماني نادرا ما يزور السفارة الايرانية في بغداد او حتى القنصليات الإيرانية الأخرى, فهو يتواجد عادة في بنايات تابعة لحزب الله تنظيم العراق في بغداد وبرفقة أشخاص لبنانيين, وعلى العموم هو حريص جداً على أن لا يقضي فترات طويلة مترابطة في بغداد.
خامساً: قاسم سليماني لا يتحدث مباشرة الى السياسيين العراقيين الموالين لإيران, فهو يعتمد بشكل كبير لاسيما في الفترة الأخيرة على إيرج مسجدي ضابط الحرس الثوري الذي تم تعيينه بتدخل من سليماني نفسه سفيرا لإيران في العراق, والقيادي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني, أما أكثر السياسيين المقربين من سليماني وايران فهو هادي العامري رئيس منظمة بدر وجمال جعفر “أبو مهدي المهندس” مساعد سليماني في العراق وقيس الخزعلي رئيس عصائب أهل الحق, و القياديين في حزب الله تنظيم العراق علي الياسري وجاسم الجزائري, وآراس حبيب رئيس حزب المؤتمر العراقي الذي كان سليماني يعتمد عليه في ادارة الملف الاقتصادي الايراني في العراق قبل أن يسحبه منه على خلفية افتضاح أمر بنك البلاد الإسلامي الذي كان يديره وخضوعه لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
سادسا: كلام سليماني يتكون عادة من نقاط محددة وهو مقتضب, ويحاول التحدث بلهجة مهذبة عندما يريد إخبار الشخص المقصود بان مصلحه إيران تقتضي أولا وأخيرا البقاء في العراق باعتبار ذلك أساس كل اجتماع او تحرك سياسي يعد له كل من السفير الايراني إيرج مسجدي أو محمد كوثراني أو الساسة العراقيين الذين يعتمد عليهم.
اقرا أيضا: