أخبار الآن | ألماتي – كازاخستان (جمال لعريبي)
ملف جديد سنتطرق إليه اليوم ونخوض في تفاصيله:
السجناء الايغور و الاسباب المجهولة
زرنا عائلة إمام علي في كازخستان والتقينا حفيديه بلال ومحمد علي لمعرفة ملابسات القضية وخلفية القبض عليهم والحكم عليهم بسنوات من السجن.
الجد: إمام روزي المولود عام 1943م اعتقل في أغسطس 2018م. تم الحكم عليه ب 09 سنوات سجن
الخال: تاش محمد امام المولود عام 1973م اعتقل في یونیو 2018م حكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات.
الخال الأصغر: یار محمد امام. المولود عام 1975م اعتقل في شھر فبرایر عام2018 .وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة.
محمد علي عبد الستاروف:
“أود التحدث عن مشكلة عائلتي. و بالذات عن أقارب والدتي الذین یعیشون في شینجیانغ في الصین.عن جدي الذي ھو والد أمي وعن أخویھا وھم أخوالي. أبدأ قصتي عن جدي. ولد بمدینة غولجا عام 1943م. اعتقل في أغسطس 2018م بدون سبب. جاء خبر أنه حكم علیه بموجب مادة غیر معلومة من القانون لمدة 9 سنوات.كان من رجال الأعمال العادیین وكان مسلما عادیا ، أدى فریضة الحج مرة واحدة في حیاته. بلغ الآن من العمر 80 عامًا تقریبًا ، وعلى الرغم من ذلك فقد حكم علیه بالسجن لمدة 9 سنوات. و ھذه المدة طویلة جدا.أود أن أخبرك ایضا عن خالي، أكبر أبناء جدي، اسمه تاش محمد امام. ولد عام1973م. تم اعتقاله في نفس عام 2018 شھر یونیو. أیضا دون سبب بین ، حكم علیه بالسجن لمدة 5 سنوات. شارك مرتین في جلسات المحكمة وحكم علیه بالسجن لمدة 5 سنوات.
،.الخال الآخر و ھو الأصغر اسمه یارمحمد امام. ولد عام 1975م.
في مدینة غولجا كان يشتغل في التجارة وحكم علیه بالسجن بدون سبب لمدة 15 سنة
محمد لو تحدثنا عن آخر مرة اتصلتم فیھا بأحد أفراد العائلة بالجد أو أحد الخالین. ھل لدیكم رسائل أووصلت صور أو شيء من ھذا؟
كان جدي وأبناؤه یعملون في الأعمال التجاریة. كانوا یأتون كثیرا إلى كازاخستان. وكانوا یعملون في التجارة الدولیة و ھو مجال تصدیر واستیراد المعادن من كازاخستان. آخر مرة جاؤوا إلى كازاخستان في یونیو 2017 .ھذه ھي المرة الأخیرة التي رأیناھم فيها ، وفي شهر یونیو عادوا الى الصین و انقطع الاتصال فیما بیننا.. ما وصلنا أي شيء من أخبارھم بعد عام 2017م.لقد عرفنا عنھم من معارف لنا كازاخستانیین والذین زاروا الصین.
ما ھي التھم التي وجھتھا السلطات الصینیة لأفراد العائلة و على أساسھا تم سجنھم؟
حسب ما وردنا لقد اتھموا بالسفر إلى الخارج كثیرًا. إلى الدول العربیة.
وجدي سافر لأداء فریضة الحج مرة واحدة في السعودیة، كانوا في تركیا، وسافروا إلى اوروبا وكندا. ھذه احد التهم الموجهة لهم لانهم فقط سافروا كثیرا للخارج.
و أیضا لأن لدیھم ممتلكات في الخارج. وكانوا یتصدقون كثیرا، یساعدون المحتاجین مثل كثیر من الأیغور.كانوا یدفعون الزكاة، و يدفعون الضرائب بانتظام حسب القوانین في الواقع لم یرتكبوا أي جریمة أو مخالفة. و حاكموھم على أساس غیر معروف بالضبط فلا نعلم ما ھي التھم التي سجنوا على أساسھا.أرید أن أضیف قلیلا عن جدي. لقد كان رجلاً معروفا و ذو تأثیر بین الأیغور، لأنه كان یعمل في مجال الأعمال التجاریة منذ الصغر، كان یمتلك مصانع، كمصنع الجلد.في الفترة الأخیرة عمل بأعمال التصدیر و التورید للحدید والمعادن و قد اتضح لنا أنه تم تجمید حساباتھم المصرفیة. لكل من الأخوال أربعة أولاد، والآن لم یبق لھم معیل. ولا ندري على ما تعیش علیه أسرھم وأولادھم، وكذلك جدتي التي ھي كبیرة في السن. من المؤسف جدا أن جدي الذي یبلغ من العمر 80عاما أجبر على قضاء سنواته الأخیرة في السجن.
السلطات الصینیة غالبا ما تتھم الأیغور بالتطرف و خاصة الشباب منھم، أنتم كشباب ما ھو ردكم على ھذا الموضوع؟
أعتقد أن معظم الناس یفھمون أن ھذه التھمة لیس لھا أي أساس. لأن التقاریر تفید أن المعسكرات تحتوي على 2 إلى 3 ملایین شخص. و أعمار الأشخاص المعتقلین ھناك متفاوتة بشدة ، بدءًا من الأطفال الذین لم یبلغوا من العمر حتى 10 سنوات وكما أن ھناك كبار السن مثل جدي الذي عمره 80 عامًا و ھناك نساء وعجائز. كل عاقل منطقیاً یفھم أن الأطفال، نساء ضعیفات والنساء المسنات لا یمكن لھن المشاركة جسدیا في أعمال إرھابیة أوحركات انفصالیة.كما أنه لیس من المنطقي الاعتقاد بأن مثل ھذا العدد الضخم من الناس یمكن أن یتورطوا في الإرھاب. لا توجد قرائن وأدلةعلى أن جمیع المسجونین في ھذه المعسكرات ارتكبوا الجرائم المذكورة. ھم یتھمون الناس بشيء لم یرتكبوه. بھذه الطریقة یمكن اتھامي و القبض علي بتھمة أني قاتل محتمل و لو لم أرتكب الجريمة و من ثم سجني. أو أخي ھذا بأنه من المحتمل یتعاطى مخدرات. و ھكذا ممكن سجن أي واحد. من الواضح و المنطقي أن ھذه الادعاءات غیر مستندة على أي أساس من الصحة .و ھكذا نرى حسب تجربة أسرتي، أنھم یسجنون الناس ذوي النفوذ والتأثیر بین الناس، یجمدون حساباتھم البنكیة. یمكننا أن نستنتج أن الھدف لیس مكافحة الإرھاب الذي یختبئون وراءه ، ولكن القضاء على الأشخاص ذوي السلطة والصوت بین الأیغور و بین الأقلیات المسلمة الأخرى الذین یسكنون في تلك المنطقة. الصین تنظرإلى الأعمال التي یقوم بھا المسلمون كأداء الصلوات، زیارة مكة وأداء فریضة الحج، ودفع الزكاة و غیرھا من المبادئ الإسلامیة كمظھر من مظاھر الإرھاب. أي أن حیاة المسلم ھي حیاة الإرھابي.
و لو نظرنا بشكل أدق في الواقع تصرفات الحكم في ھي الإرھابية، تقیید حاد وشدید لجمیع الحریات الإنسانیة، اتھام على الإنسان بالإرھاب دون مبرر وأي أساس، و ذلك لمجرد أنه متمسك بأركان الإسلام. أنا أحسب و كلنا نعتقد بأن تظھرھم كإرھابیین. المعتدي الحقیقي ھي الدولة نفسھا. ولكن المشكلة لیست منحصرة في ھؤلاءالأشخاص الثلاثة، ولكن ھناك ملایین من الناس المحتجزین. إن كانوا مسجونین فقط ھذا أمر، ولكن الكارثة في أن الكثیر منھم قد ماتوا، و لا یمكن أن یعودوا. أود أن ألفت انتباه المجتمع الدولي والدول العربیة لحل ھذه القضیة عاجلا لإنقاذ ما تبقى من الناس. بالمثال عن أسرتي نرید نظھر معاناة الشعب بأكملھا وغیرھا من الأقلیات في الصین.ھذه المشكلة لم تقع على الأیغور فقط، بل مست أیضا الكازاخ، القرغیز، التتار وشعوب مسلمة أخرى.
اقرا ايضا :
https://bit.ly/3bNRjTK