نهاد جريري
يمكنكم الاستماع الى الحلقة الكاملة من هنا
في المرصد هذا الأسبوع:
- الجولاني يغازل المجتمع الدولي على حساب الجماعات الجهادية في شمال سوريا
- القاعدة في المغرب الإسلامي تركب موجة الحراك الشعبي في الجزائر
وفي هذا الأسبوع، عملان لمحاولة فهم الحركات الجهادية:
- كتاب جديد ومتميز للباحث النرويجي توماس هيغهامر عن عبدالله عزام عرّاب الجهاد الأفغاني
- وبرنامج قناة العربية صناعة الموت في عامه الرابع عشر.
شمال سوريا
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، بات النظام على مشارف دارة عزة على بعد ٥٠ كم من إدلب باتجاه الشمال؛ والنيرب على بعد ١٤ كم باتجاه الجنوب شرق.
صحيفة إباء الأسبوعية التابعة لهيئة تحرير الشام وتحت عنوان “أيام اختبار والفرج قريب” قالت إن ما يحدث هو “معركة ضد إرادة شعبية لـ ٥ مليون نسمة يرفضون عصابات الأسد.” فيما تستمر قوافل نزوح السوريين باتجاه الحدود التركية.
وعلى الصفحة الأخيرة إعلان لحملة “انفروا خفافاً وثقالاً” مع دعوة للتسجيل على هواتف في مخيمات أطمة وحماة وإدلب وجبل الزاوية والحدود.
ونقلت قنوات هتش صوراً لأعضاء مجلس الشورى العام فيها تحت عنوان: مشاركة الأعضاء والعاملين في مجلس الشورى بعمليات التدشيم حول المناطق المحررة.
في المقابل، معارضو هيئة تحرير الشام يتهمون الهيئة والفصائل الأخرى عامة بتسليم المناطق.
علا الشريف نشرت على حسابها على التيلغرام أن “أوامر التسليم تصدر عن الجولاني شخصياً.”
وأن جماعة فيلق الشام سلّموا المقرات بالوثائق ونشرت فيديو فيه عناصر من النظام السوري يقلّبون أوراقاً بأسماء منتسبي الفيلق في أحد المقرات التي استولوا عليها.
وتداولت القنوات المعارضة لهيئة تحرير الشام مقطعاً صوتياً لرجل يسخر من الجولاني ويطالبه بأن يعطيه معطفه الذي كان يلبسه في إحدى المقابلات.
الجولاني
خلال الأسبوع الماضي ظهر الجولاني في أكثر من مقابلة مع صحفيين، كان آخرها مع مركز الأزمات الدولي الذي له مقرات في بلجيكا، أمريكا، وبريطانيا.
أبرز ما جاء في هذه المقابلة:
- أنه أجبر على مبايعة القاعدة
- أنه تعهد بعدم اتخاذ سوريا منصة لانطلاق عمليات خارجية
- أنه احتوى حراس الدين التابعين للقاعدة
- أن تعامله مع الحزب التركستاني المكون من مقاتلين إيغور تحكمه قواعد القتال في إدلب حصراً وأن لا علاقة له بما يواجهونه في الصين.
في ردود الفعل، اتفق أنصار داعش ومعارضو الهيئة على أن كلام الجولاني كان رسالة إلى المجتمع الدولي أنه شريك في مكافحة الإرهاب، وأنه منفتح على تفاهمات “تذيب” هيئة تحرير الشام.
وفي ردود أخرى أكثر عنفاً، تداول أنصار داعش تسجيلاً صوتياً يهدد الجماعات الجهادية في إدلب بالذبح.
لكن الشرعي في هيئة تحرير الشام، يحيى الفرغلي، أبدى موقفاً مغايراً. في منشور على قناته على التليغرام وتحت عنوان “المختصر المفيد” تحدث عن “ثوابت لا تتنازل عنها أبداً” هيئة تحرير الشام، ومنها:
- عدم الموافقة على حكم ديمقراطي أو علماني
- عدم قبول المساومة في “تسليم أحد من المسلمين أو المجاهدين لكافر كائناً من كان”
- عدم رهن “جهادنا وقرارنا لغيرنا سواء كان داعماً أو غيره”
فما هي السيناريوهات التي تدور في بال الجولاني. عباس شريفة الباحث السوري قال إن الجولاني يبحث عن إخراج تنظيمه من التصنيفات الإرهابية حتى لو كان مقابل “التضحية” بالجماعات الأخرى وخاصة حراس الدين. وإن لم يحصل على ما يريد، فقد يلجأ إلى وسيلة ضغط أخرى هي الإندماج مع تلك الجماعات.
داعش
صدر العدد ٢٢٢ من الصحيفة الأسبوعية النبأ يوم الخميس ٢٠ فبراير .
منذ شهرين تقريباً، وإفريقيا هي العنوان الرئيس لنشرات النبأ باستثناء عدد توافق مع إعلان داعش القدس عنواناً للمرحلة المقبلة؛ وآخر تعلق بهجمات في سيناء.
من الأخبار البارزة في الصحيفة ما قال داعش إنه اشتباك مع الجيش الفلبيني أوقع ١٢ قتيلاً من الجيش جنوب الفلبين.
على الصفحة ٧، صور من تدريبات في الصومال أقيمت في معسكر أطلق عليه اسم البغدادي والمهاجر. التدريبات شملت استخدام مختلف الأسلحة بما فيها الهاون.
الصفحة الأخيرة إنفوغراف عن هجمات التنظيم ضد الحوثيين في البيضاء في اليمن خلال ٣٠ يوماً.
القاعدة في المغرب
مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي التابعة للقاعدة في المغرب الإسلامي بثّت مساء السبت ٢٢ فبراير كلمة لـ أبو عبيدة يوسف العنابي ، رئيس مجلس الأعيان في التنظيم. الكلمة الصوتية المصاحبة لفيديوهات أرشيفية تأتي بمناسبة مرور عام على الحراك الشعبي في الجزائر الذي أطاح بحكم بوتفليقة.
العنابي دعا إلى نبذ الديموقراطية والانتخابات كطريق للتحرر واستشهد بكلام الشاعر العربي أحمد شوقي عندما قال:
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
وتضمّنت الكلمة مقطعاً صوتياً لأسامة بن لادن وآخر أرشيفي مصوّر لـ خالد أبو العباس أو المختار بلمختار وورد في تعريفه: القائد. وهنا يلفت غياب الظواهري عن هذا الحديث.
هيغهامر وعبدالله عزام
في هذا الأسبوع، صدر عن مطبعة جامعة كامبريدج كتاب: “القافلة: عبدالله عزّام وصعود الجهاد العالمي” The Caravan: Abdallah Azzam and the Rise of Global Jihad لـ توماس هيغهامر: الباحث الأول في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، واستاذ العلوم السياسية في جامعة أوسلو.
يقول هيغهامر إنه بدأ العمل على الكتاب منذ أكثر من ١٠ أعوام ذلك أن أي دارس للجماعات الجهادية لا بد سيقرأ عن أثر عبدالله عزام في وقت مبكر. هيغهامر تتبع الأماكن التي زارها وأقام فيها عزام وتحدث مع من التقوه هناك ومنها عمّان حيث عائلة عزام، وسيلة الحارثية في الضفة الغربية التي هو منها، بالإضافة إلى بيشاور وكابول والسعودية.
وعن تأثير عزام في الجماعات الجهادية الحالية، يعتبر هيغهامر أن المساهمة الأبرز لـ عزام هو أنه خلق إشكالية السلطة. ويقول:
“مساهمته كانت مختلفة. ما فعله هو أنه قلل من السلطة الدينية في المجتمعات المسلمة. في الثمانينات قال إن الجهاد في فلسطين وأفغانستان كان فرض عين، وبالتالي لم يتعين على الشباب طاعة والديهم أو السلطة المحلية أو الإمام إن قالوا أمراً مغايراً. وبهذا فتح باباً لا ينغلق لأنه متى وجّهت شخصاً بعدم الإصغاء إلى أحد لن تتمكن من السيطرة عليه؛ فحتى لو أنك نفسك أتيت لاحقاً لتقول لهم إن ما تفعلونه خطأ، ما استمعوا إليك لأنهم تعلّموا ألا يصغوا إلى السلطة. وهذا برأيي هو الرابط بين عبدالله عزام والتطرف الذي جاء لاحقاً … لكن العلاقة بين الاثنين هي أنه وبشكل غير متعمد قلّل من السلطة الدينية وساعد على إحداث حراك لا يمكن السيطرة عليه وتطرّف هذا الحراك وتشرذم إلى تيارات مختلفة وأصبح بعضها متطرفاً جداً. وكان هذا كله نتيجة مشكلة السلطة التي أحدثها.”
وستتوفر النسخة العربية من الكتاب في وقت لاحق من هذا العام.
بريشة
وفي محاولة لفهم هذه الجماعات المتطرفة، يبرز برنامج على الشاشات العربية يُعد الوحيد من نوعه حقيقة المخصص لموضوع الإرهاب في وقت تشحّ فيه المعلومات من المصادر العربية. برنامج صناعة الموت الذي يُبث على شاشة العربية. الأستاذ علي بريشة هو الصحفي المسؤول عن إنتاج البرنامج منذ انطلاق الحلقة الأولى قبل ١٤ عام.
عن معضلة التعامل الإعلامي مع مسائل الإرهاب متمثلة بالتوازن بين تقديم برنامج للجمهور يفضح هذه الجماعات المتطرفة وبين الخوف من تدوير أو إعادة بث رسائل هذه الجماعات، يقول بريشة إن الخبرة المتراكمة مكنته من مراعاة الألفاظ المستخدمة فلا يستخدم إرهاب بل يستخدم تطرف “لأن الإرهاب مفهوم فضفاض” فيفضل استخدام لفظ لا يختلف فيه كثيرون.
كذلك يراعي بريشة في البرنامج الإضاءة على ضحايا الإرهاب من أسر وأقرباء الإرهابيين أنفسهم ويقول: “ليس الضحايا هم فقط من تقتلهم هذه الهجمات، وإنما الأهل الذين يكتشفون أن ابنهم هو من تسبب في هذا.”