أخبار الآن | (البين سزاكولا)
انتشار فيروس كوفيد-19 في سوريا يهدد بالمزيد من الضرر للإقتصاد المتدهور بسرعة كبيرة في المناطق التي يسيطر عليها النظام في البلد الذي مزقته الحرب.
الصحف الموالية للأسد تنشر بشكل متزايد تقارير تحذر من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، حيث يواجه السوريون صعوبات في الحصول على المواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم الحمراء والخبز.
ومن أجل منع الازدحام في مخابز الدولة، قامت الحكومة بمحاولة التوزيع اللامركزي للخبز، ومع ذلك استمرت الطوابير الطويلة في النقاط الجديدة وبدأ الناس في الإندفاع و التجمهر حول المركبات التي تنقل الخبز إلى المنازل.
أفادت صحيفة الوطن في 28 مارس أن “أزمة الخبز مستمرة في ريف دمشق”، وهذه واحدة من العديد من القصص حول هذا الموضوع التي نشرتها الصحيفة المرتبطة بصهر الرئيس السوري بشار الأسد رامي مخلوف.
ووصفت الصحيفة صعوبة الحصول على حزمة خبز في بلدة جرمانا خارج دمشق من دون أن يكون لدى المواطن صلات شخصية أو أن يدفع ثمناً مضاعفاً، كعبء على السوريين الذين رأوا تضاؤل قوتهم الشرائية.
الإرتفاع السريع لأسعار المواد الغذائية في سوريا أصبح موضوعًا رئيسياً في الأقسام الاقتصادية لوسائل الإعلام الموالية للنظام، حيث أفادت صحيفة تشرين بزيادة بنسبة 25% في الأسعار في محافظة السويداء بجنوب سوريا.
وكتبت الصحيفة في تقرير 2 أبريل أن “السكان ينامون على سعر مرتفع، ويستيقظون على سعر أعلى”.
وكتب جهاد يازيجي، رئيس تحرير (The Syria-Report)، في تقرير نشرته مبادرة الإصلاح العربي في 26 مارس: “يبدو المستقبل القريب قاتماً للغاية بالنسبة للمجتمع السوري والاقتصاد السوري”.
يازيجي، الخبير البارز في الاقتصاد السوري، حذر أنه “كما هو الحال في البلدان الأخرى، من المرجح أن تكون العواقب الاقتصادية والاجتماعية لوباء كوفيد-19 مأساوية”.
وأضاف أن “الطلب الاقتصادي العام، والذي يعتبر منخفضاً بالفعل، سوف يضعف بنسبة أكبر. و أن جميع قطاعات الأعمال تقريبا سوف تتأثر، ولا سيما تجارة التجزئة والنقل والسياحة؛ بما أن غياب السياح سوف يغلق أيضا أحد المصادر النادرة لإيرادات العملات الأجنبية”.
أعلنت وزارة الصحة السورية عن أول حالة إصابة بفيروس كوفيد-19 في 22 مارس، وقالت منذ ذلك الحين إن هناك حالتي وفاة بسبب الفيروس وعدد من الحالات الجديدة.
حذر برنامج بحوث الصراع التابع لكلية لندن للاقتصاد في تقرير أصدره في 25 مارس، أنه على الرغم من الأرقام الرسمية التي قدمتها السلطات السورية، إلا أن هناك “مؤشرات مهمة على أن تفشي المرض بصورة أكبر قد بدأ بالفعل”.
وأضاف التقرير أن إجراءات الإبعاد الاجتماعي ستكون صعبة على سكان سوريا. حيث قال التقرير: “مع حوالي 83% من إجمالي السكان تحت خط الفقر، فإن العزلة الذاتية ستثبت عدم نفعها لعدد كبير من السوريين، وخاصة أولئك الذين يعتمدون على عملهم اليومي الغير رسمي”.
اقرأ المزيد: