أخبار الآن | تحليل
متسترا بسورتين من القرآن الكريم ومستعينا بشعار التأملات الدينية أطل زعيم تنظيم القاعدة الجديد في جزيرة العرب خالد باطرفي.
الذي أعلن تنظيم القاعدة مبايعته خلفا لقاسم الريمي الذي قتل بطائرة من دون طيار اواخر يناير الماضي في خطاب هو الثاني له منذ تنصيبه حاملا الكثير من الرسائل المبطنة في حديثه، ما الذي قاله باطرفي؟ وما الذي يخشاه ولماذا؟
رسالة باطرفي بنيت على أنها تفسير مفترض لسورتين من القرآن. هذه محاولة يعتمدها عادة المتشددون والمتطرفون لاستخدام الدين لرسم معالم سلطتهم.
ولكن هناك سبب عملي خلف ذلك. يقول باطرفي إنه يستخدم هاتين السورتين لتبرير أفعاله، وخاصة الإجراءات المتعلقة بقضايا الخيانة. وكانت مثيرة للاهتمام اشارته إلى “زمرة المخالفين”.
قد يُفهم من ذلك على ان سيل الخيانة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بلغ الزُبى و وصلت إلى مستويات عالية ومنظمة، فباطرفي لا يتحدث عن شخص أو شخصين، بل إنه يتحدث عن زمرة.
الإشارات إلى “الأمن” ملاحظة أيضًا. من الواضح أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تشعر بأنها منتهكة بسبب جولات القضاء على القادة المتكررة والتي نسبها العديد من المراقبين إلى الصراع الداخلي. وبالمثل، تتباهى القاعدة في شبه الجزيرة العربية في حالات عديدة بأنها قضت على عملاء المخترقين، مما يعكس عدم قدرة التنظيم على حماية نفسه من الإختراق في المقام الاول . يظهر خطاب باطرفي الأخير أن التركيز الملّح على الأمن الداخلي أصبح ضروريًا.
بطريقة ما، كأن باطرفي يتحدث عن كيفية تعامله مع الصراع الداخلي: سيكون بلا رحمة وسيستخدم النصوص الدينية لتبرير أفعاله.
وكان لافتا أن باطرفي نقل عن سيد قطب، أحد الآباء الأيديولوجيين لجماعة الإخوان المسلمين.
يعود باطرفي إلى نقطته الرئيسية مرارًا وتكرارًا، موضحًا أنه يرى “التجسس” و”الغيبة” المخاطر الرئيسية لقيادته وللتنظيم. و نحن نعلم بالطبع لماذا يتحدث عن التجسس والتسلل.
إن الإشارة إلى “الغيبة” أكثر إثارة للاهتمام. لذا فهو لا يخشى التسلل فحسب، بل يخشى “الكلام” أيضًا. من الممكن أن نرى ذلك على أنه مؤشر على مخاوف قيادة القاعدة في شبه الجزيرة العربية من فقدان السيطرة على المداولات الداخلية.
يشرع الطغاة مثل باطرفي بالقلق من تزايد الثرثرة عندما يشعرون بالسوء حيال شيء ارتكبوه. ما هو الخطأ أو الزلة أو الجريمة التي ارتكبها باطرفي والذي لا يريد أن يثرثر عنها أحد من أفراد التنظيم؟ ما هو العيب الكبير؟
إذا وضعنا جانبا النقاش الديني، فمن الممكن أن نرى ما يُقلق باطرفي. إنه قلق من أن بعض “الجهاديين” يتجهون نحو التمرد و عدم الإنصياع. باختصار، فهو يقول إن أي شخص لا يتبع مساره سيُعتبر منحرفًا ولن يُعتبَر أن لديه عذر مقبول.
ماذا نفهم؟ يوجه باطرفي رسالة قوية ضد المعارضة الداخلية، ليس فقط من حيث الأفعال، بل حتى لو كان مجرد كلام. ويقول إنه سيتعامل معها بحسم، مشيرًا بوضوح إلى عمليات القضاء عليهم. وسوف يستخدم الدين لتبرير أفعاله.
كان هذا ثاني خطاب لبطارفي. كونه بدا بالإشارة الى المشاكل الداخلية لهو دليل واضح على مدى عمق هذه المشاكل و جديتها.
لقد اختار التحذير أولاً قبل البدء في عملية إزالة واسعة النطاق.
يمكن اعتبار ذلك مؤشرا على أنه ليس لديه حتى الآن القوة التي يحتاجها للقضاء على أعدائه الداخليين وهو يعمل على الوصول إلى هذا المستوى.
وثيقة تظهر خلافات حادة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب
وضمن التصدعات الواضحة في تنظيم القاعدة ، تناقلت حسابات مؤيدة لتنظيم داعش وثيقة تظهر خلافات حادة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، طالب فيها عدد من افراد التظيم بمحكمة مستقلة للفصل في الخلافات، حيث تم رفض طلبهم، مما دعاهم لطلب تدخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ISIS supporters publish audio/written accounts of differences within AQAP. According to this one doc, fighters demanded an independent tribunal to adjudicate the differences. Their request was denied. They asked Zawahiri to intervene. pic.twitter.com/fbQ1CcoAkh
— Nihad Jariri (@NihadJariri) April 27, 2020
اقرأ أيضا:
عناصر القاعدة في اليمن يطالبون الظواهري التدخل لحلّ خلافات داخلية
باطرفي يرث تنظيماً مفككاً .. مستقبل القاعدة مهدد وبذور الصراع مزروعة داخله
من هو خالد باطرفي خليفة الريمي في قيادة “القاعدة في جزيرة العرب”؟