أخبار الآن | كوريا الجنوبية (خاص)
مما لاشك فيه أن وقف كوريا الشمالية لبرنامجها النووي وتجاريها الصاروخية وتعازنها مع المنظومة العالمية سيكون له وقع إيجابي على بيونغ يانغ وعلى جيرانها وخاصة كوريا الجنوبية، سواء على المستوى السياسي وحتى الاقتصادي.
وفي مقابلة مع أخبار الآن أكد الباحث الكوري lee sang Hyun أن تصرفات بيونغ يانغ تجعلها في عزلة دولية وقال ضمن هذا السياق: “أعتقد أن ما هو أهم من الحرب الاقتصادية هي المصالح السياسية و الدبلوماسية التي يمكن لكوريا الشمالية أن تتمتع بها. عند تحسن الاقتصاد، سيصبح هناك رغبة وقابلية أكبر للتعاون السياسي بين الكوريتين، وسيصبح هناك رؤية مختلفة حيث ستصبح كوريا الشمالية أكثر تعاوناً مع كوريا الجنوبية وستصبح العلاقات جيدة بشكل أكبر بينهما. لذلك يمكنني القول أن تحسن العلاقات بين الكوريتين بالتأكيد سوف يكون له فوائد إقتصادية، و الأهم من ذلك أنه سوف يعطي رؤية جديدة للإستقرار والسلام بين الكوريتين و في شمال شرق أسيا. فإذا كانت العلاقة بين الكوريتين جيدة، فإن جميع الدول المجاورة في المنطقة سوف تشعر بالمزيد من الأمان والإستقرار”.
من جانبه اعتبر الباحث الكوري وون جون بارك أن واقع الاقتصاد الكوري الشمالي يحتم على صناع القرار في ذلك البلد التجاوب مع القرارات الدولية لوقف نزيف الاقتصاد في بيونغ يانغ، وقال: “إذا تم رفع هذه العقوبات عن كوريا الشمالية كلياً أو تم إعفاؤها بشكل جزئي، فسوف يساعد ذلك إقتصاد كوريا الشمالية بالتأكيد. لأن كوريا الشمالية تخضع للعقوبات الإقتصادية منذ فترة طويلة من الزمن، و هذا بالتأكيد يعني أن إقتصادها قد تضرر بشكل مزمن من هذه العقوبات. و لكن إذا تم تخفيض هذه العقوبات، فسوف يساعد ذلك على إعادة إنعاش إقتصاد كوريا الشمالية. و لهذا السبب، فإن الولايات الأمريكية تعارض بشدة أي نوع من تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، إلا إذا إستغنت كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية الخاصة بها”.
وبدون أدنى شك فإنه يتوجب على كوريا الشمالية أن تقوم بخطوات جدية لرفع العقوبات عنها وأولى تلك الخطوات هي وقف برنامجها النووي، وهو ما أكد عليه جون بارك بقوله: “بالتأكيد إذا تم رفع هذه العقوبات، فسوف تحظى كوريا الشمالية بالكثير من الفوائد، و لكن يجب أن يكون ذلك مصحوباً مع خطوات جدية من كوريا الشمالية نحو نزع السلاح النووي. يجب أن نفكر أولا لماذا قام المجتمع الدولي و الأمم المتحدة بوضع العقوبات على كوريا الشمالية، فهذا يرجع فقط إلى تطوريها للأسلحة النووية. وهذا هو الشرط الذي سوف يقوم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بموجبه برفع العقوبات عن كوريا الشمالية”.
ومما زاد الواقع الاقتصادي سوء في كوريا الشمالية توقف التجارة مع الصين بشكل شبه كلي إضافة إلى توقف الحركة التجارية مع كوريا الجنوبية، وضمن ذلك السياق قال جون بارك: “التجارة مع كوريا الشمالية قد توقفت تماماً بسبب العقوبات الإقتصادية. لقد ذكرت فيما سبق بأن كوريا الشمالية تعتمد بشكل كبير على تجارتها مع الصين، و أن 90% من هذا التبادل التجاري قد توقف. بالإضافة إلى ذلك، فإن التجارة مع كوريا الجنوبية قد توقفت أيضاً بسبب هذه العقوبات الصارمة التي منعت أي نوع من التبادل التجاري مع كوريا الشمالية”.
وتابع: “سوف يساعد ذلك كوريا الشمالية بشكل كبير. فكما ذكرت سابقاً، فإن إقتصاد كوريا الشمالية قد تدهور كثيراً بفعل العقوبات الإقتصادية. وأي تخفيض أو إعفاء جزئي للعقوبات الإقتصادية على كوريا الشمالية سوف ينعش الإقتصاد الكوري الشمالي”.
وفي ظل استمرار النهج السياسي لكوريا الشمالية على الوضع الحالي، تبقى بيونغ يانغ تشكل خطرا على المنظومة العالمية وخاصة على جيرانها وعلى رأسهم كوريا الجنوبية وقال جون بارك ضمن هذا السياق، “من منظور كوريا الجنوبية، فإنهم لطالما كانوا يعتبرون كوريا الشمالية هي الخطر الأكبر، لأن كوريا الشمالية بقيت تبني و تطور أسلحتها النووية، و لم يكن لكوريا الجنوبية أي نية في الحصول على أسلحة نووية. بالإضافة إلى ذلك، حكومة كوريا الجنوبة لطالما كانت تحاول جاهدة بأن تسعى إلى التصالح مع كوريا الشمالية. و لكن منذ عام 2018، توقفت كوريا الجنوبية عن أي تبادل تجاري مع كوريا الشمالية. و لهذا السبب نحن في كوريا الجنوبية لا زلنا نعتبر كوريا الشمالية من واحدة من أخطر التهديدات على أمن كوريا الجنوبية”.
أقرأ أيضا:
اتهام أكثر من 24 مصرفيًا كوريًا شماليًا ببرنامج غسيل أموال بقيمة 2.5 مليار دولار