أخبار الآن | بريطانيا – لندن (خاص)
أياد مازالت تعبث بالعراق ومقدراته وتغتال خيرة أبناءه ومفكريه، لتكرس تبعية لبلد مزقتها تجاربها النووية، فكان عقاب كل من يعارضها ويعارض أذنابها، الموت والإقصاء. الباحث هشام الهاشمي صوت حر وفكر ثاقب، كان ضحية جديدة للغدر على يد مجهولين في بغداد.
الباحث والكاتب العراقي غيث التميمي اعتبر في مقابلة مع أخبار الآن، أن “الجماعات المارقة ما دامت تتمتع بنفوذ داخل مؤسسات التشريعية والتنفيذية، وما دام لهم حضور ووزراء في الحكومة العراقية، ويمتلكون نفوذا كبيرا في أروقة صنع القرار مع ماكينة إعلامية تروج لهم، فإن عمليات التصفية والاغتيالات والقتل ستستمر وسيستمر معها نشر تقارير للحكومة تقيد الفاعلين تحت بند “ضد مجهول”.
ومما لا شك فيه أن أفكار وكتابات الهاشمي، لم تعجب الكثيرين وخاصة ممن لطخت أياديهم بدماء العراقيين وأرادوا لمشروع إيران الاستمرار في ذلك البلد، وهو الأمر الذي أكده التميمي بقوله: “اغتيال هشام الهاشمي بمثابة إعلان حرب من قبل الجماعات المارقة. هذه الجماعات تريد أن توصل رسالة مفادها أنهم قادرون على استهداف أي شخص وفي أي وقت ومهما كان موقعه أو منصبه. هشام الهاشمي كما يعرف كل الناس هو أيقونة في مكافحة الإرهاب، هو أحد أهم الباحثين العراقيين المختصين برصد الجماعات الإرهابية”.
وتابع: “بعد القضاء على داعش، توجه الهاشمي إلى الكتابة والبحث عن ظاهرة نمو الجماعات والميلشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. وبدء كذلك بكتابة تقارير وأبحاث عن فرق أسماها بفرق (الكاتيوشا) نسبة إلى الميلشيات التي تستهدف معسكرات عراقية بصورايخ الكاتيوشا. بعد ذلك بدء الهاشمي بتلقي تهديدات، ونقل له مصدر مطلع له صلات بقيادات في جماعات تتبع لإيران، أنه سيتم تصفيته، وتحديدا من قبل كتائب حزب الله العراقي، وهي الميليشيا الأساسية التي تمثل إيران في العراق.
شهر حزيران/يونيو الجاري استهدفت خلايا الكاتيوشا في بغداد المصالح العسكرية والدبلوماسية للتحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية 6 مرات، وكانت كتالي؛ يوم 8، 10، 13، 15، 18، 22.. وعديد الصواريخ الكاتيوشا 10 صورايخ سقطت لكنها لم تحقق أي استهداف مباشر أو خسائر بشرية او مادية تذكر. pic.twitter.com/hFh8gEfguo
— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) June 22, 2020
وأوضح التميمي: “بعد ذلك تلقيت اتصالا من الهاشمي، يستشيرني عن كيفية تعامله مع تلك التهديدات، وهنا أنا ابلغته بضرورة تركه للعراق ومغادرته لأن تلك الجماعة تحديدا أي كتائب حزب الله العراقي لن تتركه دون تنفيذ عملية الاغتيال بحقه”.
التميمي كشف كذلك أنه تلقى معلومات تفيد بأن قيادياً في كتائب حزب الله العراقي، ويدعى أبو علي العسكري، هو من أصدر أمر تصفية الهاشمي، بعد أن كشف الأخير عن صورته واسمه الحقيقي “حسين مؤنس”، ونشر ذلك عبر حسابه على تويتر.
عملية الاغتيال وضعت الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية تحت المجهر، مع استمرار مسلسل اغتيال الناشطين والمفكرين، وقال التميمي: “رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يواجه تحدياً كبيراً، فإما أن يكشف عن قتلة الهاشمي ويحاكموا على جريمتهم، أو أن القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية ستفقد عقيدتها القتالية، وسيفقد معها المواطنون العراقيون ثقتهم بتلك الأجهزة”.
الكلمة الحرة لها ثمنها، والباحث الهاشمي لم يبخل على وطنه بأفكار طالما صبت باتجاه الوطنية، وإن غلفت بحرقة على بلد تفتك به عصابات همها تكريس احتلال تحت مسميات عقائدية، وسيبقى الهاشمي شعلة يهتدي بها كل عراقي يبحث عن الحرية والكرامة”.
وقتل مسلحون مساء أمس الاثنين، الخبير الأمني العراقي والباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، قرب منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاثة مسلحين يقودون دراجات نارية اعترضوا سيارة الهاشمي وأطلقوا النار عليه، ونقل بعدها إلى مستشفى ابن النفيس حيث توفي.
وعُرف عن الهاشمي جرأته في طرحه لقضايا تمس الجماعات المتشددة في العراق والمنطقة.
أقرأ أيضا: