أخبار الآن | باكستان (خاص)
عبر ما يعرف بمبادرة الحزام والطريق، تسعى الصين متمثلة بالحزب الشيوعي الحاكم فيها إلى مد أذرعها الاقتصادية لتخنق اقتصادات دول أخرى من خلال مشاريع تعطي الفتات لهم، مقابل استثمارات هائلة تعود على بكين بالنفع الاقتصادي وتضمن لها توسيع دائرة نفوذها حول العالم.
هذه المرة، الضحية باكستان وشعبها واقتصادها، من خلال مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط بين كاشغر، عاصمة الإيغور المضطهدين في الصين، وبين ميناء غوادر الباكستاني.
الباحث والكاتب الصحفي الهندي، علي العنداني، كشف لأخبار الآن، النهج الذي تتبعه الصين لتخنق اقتصادات دول أخرى، وكلمة السر في ذلك هي القروض الصينية التي تغرقها بكين في اقتصادات ناشئة لتفضي لاحقاً بدون أدنى شك إلى أزمة في المدفوعات.
وقال: “دعوني أبدأ بالقول أن الصين لا تحاول السيطرة على باكستان فحسب، بل تقوم باستغلال أكثر من 100 دولة اقتصاديًا. لذا ومن خلال ممارسات الصين في الإقراض وطرق استغلالها للأوضاع الاقتصادية في العالم ولا سيما الاقتصادات الناشئة، تصنع مزيدا من العبء على كاهل هذه الدول بسبب تراكم الديون بالدولار الأمريكي. هذه الاقتصادات تعاني من اضطرابات ونمو ضعيف في المقام الأول، ولهذا السبب ستعاني من أزمة في ميزان المدفوعات.”.
وأضاف: “ولتوضيح معنى ذلك، فإن هذه الدول ستعاني من نقص في احتياطي العملات الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي. ولهذا، فإن دول الحزام والطريق يتم التحكم بها من خلال القروض الصينية. والحقيقة هي أن هذه الاقتصادات بالأصل تعاني من أزمة في ميزان المدفوعات، وهذا يشكل عبء أكبر على هذه الاقتصادات الناشئة… الأمر الآخر هو أن دول الحزام والطريق التي يزيد عددها عن 100 دولة، تتشارك في الديمقراطيات الناشئة. إذاً يتم استغلال هذه الدول اقتصاديا وسياسيا من قبل الصين كون الاقتصاد في هذه الدول يعتبر ناشئاً، فضلا عن أزمة في ميزان المدفوعات”.
العنداني، أكد أن القروض التي تستخدمها الصين لإغراق الاقتصادات الناشئة، ستحدث لاحقاً عجزاً لدى تلك الدول وخاصة في ميزان مدفوعاتها، وقال: “دول الحزام والطريق والتي يبلغ عددها أكثر من 100 بما في ذلك دولًا من إفريقيا وآسيا وأوروبا، تتشارك في الديمقراطيات الناشئة أيضا، وأنا أقول ذلك لأن الناس في هذه الدول يتم قمعهم، وبالتالي تأتي هذه الاقتصادات من دول، شعوبها لا تتمتع بالديمقراطية على الإطلاق، إذ أن شعوب هذه الدول في الغالب هي من فئة الشباب، وعادة ما يطرحون الأسئلة حول ما يجري، وعما تقوم به حكوماتهم، والسبب وراء الدعم الكبير التي تقدمه الصين، ولماذا تقوم باستغلالهم اقتصاديا. لذا فهذه ديمقراطيات ناشئة، وما يحدث هناك يختلف عن دول الغرب كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حيث توجد قوى هناك لها فاعلية في العملية الديمقراطية، وتعمل على زيادة عدم الاستقرار السياسي أيضأ، ما يعطي الفرصة للصين أو دعوني أقول الأرض الخصبة للحزب الشيوعي الصيني.”.
وعبر استغلال بعض السياسيين، والترويج لمشاريع ضخمة في ظاهرها ومرهقة للاقتصاد الناشئ في باطنها، تطبق الصين على الدولة الضحية، لتستنزف خيراتها وتضطرها في نهاية المطاف إلى الركوع أمام الصين وحزبها الشيوعي، وقال العنداني: “النمو الاقتصادي الضعيف في هذه الدول أمر مهم ويجب التركيز عليه، لأنه من غير المرغوب للسياسيين في الدول ذات الاقتصادات الناشئة عدم القيام بالاستثمار في مشاريع، وعدم الاقتراض أكثر أو عدم الاستثمار في مشاريع البنى التحتية، لأن الشعوب تحب ذلك بطبيعة الحال، وهذه هي المشاريع التي تحظى بشعبية، وسنجد أن هذا الأمر تشترك فيه جميع دول الطريق والحزام. لذا الأمر الأول هو الاقتصادات الناشئة، وما يترتب على هذه الاقتصادات من أزمات في ميزان المدفوعات، وبالتالي النقص في احتياطي الدولار الأمريكي، وفي النهاية ستضطر هذه الدول إلى الركوع أمام الصين بسبب عدم قدرتها على تسديد الدين الصيني, والذي يتزايد من قبل الصين باسم مشاريع مباردة الحزام والطريق…. الأمر الآخر هو موضوع الديمقراطية الموجودة في هذه الدول، حيث تعاني من عدم الاستقرار السياسي، وهذه ما تحاول الصين استغلاله والاستفادة منه”.
هذه هي إذاً سياسة الصين وحزبها الشيوعي، وكل ما يتم الترويج له من مشاريع صينية ومبادرات لا يمثل إلا وهماً أرادت بكين من خلاله إعادة استعمار الشعوب عبر البوابة الاقتصادية.