أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
بدأ رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في اليومين الأخيرين بحملة كبيرة ضد ما أسماه “السلاح المنفلت” في مناطق جنوب العراق حيث تتمركز بعض الميليشيات المسلحة الموالية لإيران وبعض العشائر التي تتقاتل بينها بشكل مستمر.
وتهدف حملة الكاظمي إلى تحقيق استقرار أمني في المحافظات الجنوبية التي تُعاني منذ 17 عاماً من نزاعات عشائرية مستمرة تصل حد استخدام الأسلحة المتوسطة، ومن نفوذ الميليشيات وسطوتها في بعض المناطق هناك.
وأكدت القوات العراقية أنها مستمرة في الحملة التي قد تطول إلى عام كامل، خاصة في محافظة البصرة الغنية بالنفط والمنافذ الحدودية البرية والبحرية، لكنها تشكو من سوء الخدمات بسبب سيطرة الميليشيات الموالية لإيران عليها.
تسيطر تلك الميليشيات على أرصفة في موانئ البصرة وعلى منفذ سفوان الحدودي مع الكويت فضلاً عن استخدامها ممرات غير رسمية مع إيران، وعملت خلال السنوات الماضية على إدخال المخدرات إلى البصرة بشكل كبير، وفقاً لمصدر أمني تحدث لـ”أخبار الآن”.
وتعتبر هذه الحملة التي يقوم بها الكاظمي هي الأولى من نوعها التي قد تؤدي إلى اصطدام مباشر مع هذه الميلشيات، لكن معلومات حصلت عليها “أخبار الآن”، تفيد بأن الكاظمي حصل على غطاء سياسي لهذه العملية.
تفيد المعلومات التي حصلت عليها “أخبار الآن”، بأن “الكاظمي حصل على دعم من قيادات في الحشد الشعبي للقيام بهذه العمليات ضد الفصائل التي لا ترتبط بالحشد أو لا تلتزم بمواقفه”.
حاولت تلك الميليشيات ووسائل إعلام مدعومة من إيران الإشارة إلى أن الكاظمي يستهدف من خلال حملته الحشد الشعبي الذي يعمل تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة، “لكن هذا عار عن الصحة”، وفقاً لمستشار يعمل في مكتب الكاظمي غير مخول بالتصريح.
يعتقد اللواء المتقاعد ماجد الساعدي خلال حديثه لـ”أخبار الآن”، أن “الكاظمي بدأ بمرحلة تقليم أظافر الوحش (الميليشيات)، واتجه نحو فرض سيطرة الدولة على المناطق التي يسيطر عليها لتجفيف مصادر تمويله”.
وقال الساعدي، إن “الكاظمي لا ينوي الدخول في صدام مسلح مع تلك الميليشيات، فهو يفضل خيار قتلها اقتصادياً حتى يبدأ نفوذها يضعف ومن ثم يتخذ إجراءات أخرى، وهذه خطة ممتازة”.
تتسبب هذه الميليشيات باحراج كبير للكاظمي، فهي تقوم بعمليات قصف مستمر لبعثات دبلوماسية ومعسكرات عراقية وكذلك الأرتال التابعة للتحالف الدولي، وتحاول من خلال ذلك الضغط عليه بشأن وجود القوات الأمريكية في البلاد.
بدأ تحدي الكاظمي مع هذه الميليشيات من يونيو/حزيران الماضي عندما اعتقل قوة من “كتائب حزب الله” في العراق ومن ثم أطلق سراحها، لكنه اليوم وفقاً لمستشاره “عازم على ألا يسمح لها بتهديد الدولة من جديد”.
ما يؤشر على أن الكاظمي بدأ حملته هذه بقوة على شقي سلاح العشائر والميليشيات، هو تكليف الفريق الأول ركن عبد الوهاب الساعدي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بمهام تتعلق بهذه الحملة.
وللساعدي شعبية كبيرة في العراق فهو يعتبر أحد “أبطال التحرير من داعش”، كما يمتلك جهاز مكافحة الإرهاب شعبية هو الآخر، ويُعتبر هو القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة الميليشيات وسلاحها.
ضابط في قوة الرد السريع بوزارة الداخلية العراقية، قال لـ”أخبار الآن”: “دخلنا بانذار مستمر، والوحدات الموجودة في بغداد اتجهت إلى الجنوب، تحديداً إلى محافظة ميسان المحاذية لإيران”.
يمتلك الكاظمي على المستوى الشعبية تأييداً كبيراً في تحجيم نفوذ هذه الميليشيات، كما يمتلك دعماً دولياً ورؤية متوافقة من قبل مرجعية علي السيستاني المعتدلة في العراق، لكنه لا يواجه غير التهديد من قبل الميليشيات الموالية لإيران.